2012/07/04

   	شيرين المليجي: لا خطوط حمراء في «أبوظبي دراما»
شيرين المليجي: لا خطوط حمراء في «أبوظبي دراما»

محمد الأنصاري - البيان

منذ أن انطلقت قناة «أبوظبي دراما» في أبريل من هذا العام؛ استطاعت أن تجذب مشاهدين من مختلف الجنسيات الخليجية والعربية من عشاق الدراما في المنطقة، فقد قدمت القناة على مدار الساعة مجموعة كبيرة من المسلسلات العربية والخليجية والمدبلجة من إنتاج السنوات السابقة، والحائزة على إعجاب ومتابعة ملايين المشاهدين.

كما قدمت مجموعة مختارة من المسلسلات الحصرية التي تختارها إدارة القناة بعناية، وما يميز القناة أنها تبث الأعمال الدرامية دون فواصل إعلانية وهي خطوة تجري للمرة الأولى على مستوى البث الإعلامي الفضائي العربي، «الحواس الخمس» التقى شيرين المليجي، مديرة البرمجة في «أبوظبي دراما» للحديث عن توجهات القناة في المستقبل وكيفية اختيار المسلسلات والمنافسين؛ فكان هذا الحوار:

هل تأسست القناة من باب التنافس مع المحطات الأخرى، أم أن ظهورها كان لأسباب جماهيرية وحاجة مشاهدين فقط؟

لا شك أن التنافس في الفضاء الإعلامي هو مبدأ موجود لدى الشركات العاملة في هذا الفضاء والتي تعمل مثل «كارتل متكامل»، ولكن العامل الأول في انطلاق أبوظبي دراما كان بناءً على دراسة متكاملة واستطلاعات رأي لفترة طويلة لشرائح من الجمهور المحلي والعربي المقيم في الإمارات وخارجها للتعرف على توجهات المشاهدين في متابعة التلفزيون فاحتلت الأعمال الدرامية العنصر الأول في المشاهدة خليجياً وعربياً.

وهذا ما دفع شركة أبوظبي للإعلام لتأسيس هذه المحطة التي تبث الدراما على مدار الساعة وفق مفضلات تبدأ بالدراما الخليجية في المحل الأول وتعقبها اختيارات الدراما العربية ثانياً لننتقل إلى المسلسلات المدبلجة التي تناسب الذوق والعادات العربية في مقام ثالث.

ما ان انطلقت المحطة حتى كتب أحد الصحافيين تقريراً عنها بأنها «محطة جديدة بمسلسلات وأعمال قديمة» ما ردك على هذه المقولة؟

لا بد قبل الرد أن أشير إلى ظاهرة للمتابع لبعض ما ينشر في وسائل الإعلام العربي، فأغلب من يكتب لا ينتظر نجاح أو فشل مشروع ما ويعطيه الوقت الكافي للقراءة المتعمقة، بل إن هناك ردود فعل متسرعة تجاه أي مشروع، وأتحدث هنا في الجانبين الفني والإعلامي، وبالنسبة لهذه المقولة فهي مجافية للصواب تماماً لأننا لم نقدم في أجندتنا أعمالاً درامية أنتجت قبل 10 سنوات أو يزيد، بل إن جميع الأعمال الدرامية الخليجية والعربية التي يجري بثها من المحطة لا يزيد تاريخ إنتاجها عن السنتين.

ووجدنا من خلال الدراسات أنها نالت درجات كبيرة من متابعة المشاهدين، كما أننا قدمنا وسنقدم لاحقاً مجموعة من الأعمال الدرامية التي تعرض حصرياً لدينا، وما يميزنا عن غيرنا من المحطات التي ظهرت بعدنا هو طريقة عرض تلك الأعمال لأننا نبثها دون فواصل إعلانية وبث حلقتين متتاليتين لبعض الأعمال مما يزيد من متعة المشاهدة، وسنواصل هذه الطريقة.

أشرتِ إلى خطوة القناة ببث المسلسلات دون فواصل إعلانية، هل تعتقدين أن منافسيكم في المنطقة سيتخذون ذات الخطوة، ومن هو منافسكم الحالي? (أجري هذا الحوار قبل انطلاق محطة «MBC دراما» التي انطلقت قبل أيام)

إن مسألة بث المسلسل دون فواصل إعلانية جاء وفق استطلاع رأي أجريناه بالتعاون مع مؤسسة كبيرة في هذا المجال، لأننا نعتقد أن المشاهد سيستمتع أكثر وينال أكبر قدرة من الفرجة المريحة بهذه الطريقة، حيث يجري بث الإعلانات قبل وبعد المسلسل، وحول منافسينا واتخاذهم لذات الخطوة فأعتقد أن ذلك يحسب لنا إن جرى ذلك، أما منافسنا الحالي فأنا أنتظره بفارغ الصبر للتعرف إلى محتواه وما يبثه، وأعتقد أن مبدأ التنافس يزيد من فرصة تجويد المنتج الإعلامي، وأتحدث عن الأعمال الدرامية تحديداً.

كيف تنظرين إلى المحطات الشبيهة لكم من حيث المحتوى، وهل تتابعين ما تبث؟

من حيث المبدأ فأنا أعترض على صيغة السؤال؛ لأنه لا يوجد شبيه لنا في الفضائيات العربية، أما إن كان القصد هو وجود محطات دراما عربية فيمكن الإجابة بالتالي، حين نشاهد المحطات الدرامية التي ظهرت سابقاً أو في الوقت الحالي، فهي تبث أعمالاً درامية لشريحة معينة من المشاهدين العرب، فمحطات الدراما المصرية تضع المشاهد المصري بالدرجة الأولى في التوجه، وكذلك المحطات السورية بالنسبة لمشاهديها، وأغلب هذه المحطات تبث أعمالاً درامية من جنسية البلد الذي تبث منه، وبالنسبة لنا فنحن نختلف لأننا نبث للمشاهد الخليجي والمشاهد العربي بنسب متفاوتة دون أن نحصر أنفسنا بتوجه درامي معين يعتمد جنسية العمل الدرامي.

كيف يجري اختيار الأعمال الدرامية التي تبثها أبوظبي دراما، وهل لديكم خطوط حمراء على بث بعض تلك الأعمال؟

قرار اختيار خارطة البرمجة للأعمال الدرامية ليس قراراً برؤية شخصية من قبلي أو فرد آخر فنحن مجموعة مكونة من 4 أشخاص لديهم خبرة وذائقة متنوعة في الأعمال الدرامية، كما أننا بنسبة معينة على تواصلنا مع الجمهور عن طريق البريد الإلكتروني ووسائل الاتصال الأخرى في بعض الاختيارات.

خصوصاً إذا ما وجدنا طلباً كبيراً عليها، وتردنا منذ انطلاق القناة مئات من رسائل المشاهدين يومياً بطلب بعض الأعمال، كما أننا نجري عن طريق الموقع الإلكتروني للقناة استفتاءات رأي لعرض بعض الأعمال، وقد عرض علينا هذا العام ما بين 80-120 عملا دراميا عربيا وقمنا باختيار الأفضل منها، وبالنسبة للمحاذير أو الخطوط الحمراء فهو مصطلح ربما كان قاسياً، فنحن نراعي ونحاكي الذائقة والعادات العربية للمنطقة، فلا نبث إلا ما ترضها عادات المجتمع العربي، ولا أعتقد أنه من ضير في ذلك.

وقبل بث أو مشاهدة أي عمل سواء كان جديداً أم أنتج قبل فترة، فإننا نقرأ السيناريو بصورة مفصلة قبل الموافقة على شراء وبث العمل، فتوجه القناة يشمل الجانبين الترفيهي والتثقيفي للمشاهد العربي والخليجي، وأعتقد أن مساحة وحرية البث الإعلامي في دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر من غيرها من بلدان المنطقة وهو ما يسهّل علينا مسألة اختيار الأعمال.

تطرقتِ لمسألة شراء الأعمال الدرامية، كيف يجري ذلك، وهل أن اختياركم للعمل الدرامي يخضع لظهور نجم تلفزيوني فيه؟

لقد كان شراء الأعمال الدرامية قبل ظهور البث الفضائي يعتمد على ما يعرف بالساعة الدرامية، وقد اندثر هذا المبدأ مع ظهور البث الفضائي، فلقد وصلنا إلى مرحلة مما يمكن أن أطلق عليها «الثقافة التجارية الإعلامية» فنحن نشتري العمل الدرامي كمشروع متكامل، أما بالنسبة لتأثير ظهور نجم ما في العمل واختلاف سعر العمل الدرامي وفقاً لهذا النجم أو ذاك.

فأعتقد أنه يلعب بالنسبة لنا دوراً ثانوياً لأننا نركز على قيمة وقوة العمل إضافة لعوامل أخرى، فلقد عرضت علينا شركة إنتاج معينة عملا دراميا لنجم معروف وقمنا برفض العمل لأنه لم يكن بالقيمة الفنية المطلوبة، وأعتقد أن المشاهد العربي بات أكثر ثقافة من السابق من ناحية نقد أو الإعجاب أو رفض عمل درامي معين، ونحن مطالبون باختيار الأفضل له.

مع تزاحم الفضائيات العربية في بث الدراما، هل تنفين وجود أعمال درامية ذات مستوى هابط فنياً واجتماعياً، وما هو رأيك بما يطلق عليه «زمن الفن الجميل»؟

من ناحية لن أنفي وجود وإنتاج أعمال درامية هابطة المستوى، وذلك بسبب عوامل يطول شرحها، ولكني أعتقد في الوقت ذاته أن شركات الإنتاج الدرامي قدمت خلال السنوات القليلة الماضية مجموعة كبيرة من الأعمال الدرامية الجميلة والقوية، فالتنافس بين الدراما المصرية والسورية والعربية الأخرى أنجب أعمالاً ممتازة، وأعتقد أن الدراما الخليجية استفادت من الاثنين وأخذت أحسن ما لديهما وخطت بمسار واضح، أما بالنسبة لمصطلح «زمن الفن الجميل» فهو مصطلح عاطفي ورومانسي أكثر مما هو حقيقي، فالإنسان بطبعه يعشق القديم ويراه بعين أخرى.

وهذا المصطلح في بعض الأوقات ظالم جداً فليس جميع ما أنتج سابقاً قبل عشرات السنوات، وأتحدث عن الدراما، كان بجودة وأسلوب فني محترف، بل ان هناك أعمالاً لا ترقى بأن تبث في التلفزيون، ولكننا كطبيعة سيكولوجية شرقية نحب بالكامل ونكره بالكامل، وأعتقد أن أهم ما ميّز الأعمال الدرامية العربية القديمة هو وجود نخبة من الكتاب المتميزين الذين رحل الكثير منهم عن عالمنا.

تبثون ضمن أجندتكم الدرامية أعمالاً مدبلجة وتحديداً من الإنتاج التركي، هل هو مسايرة للموجة أم أن لكم رأياً آخر؟

لقد باتت متطلبات ورغبات المشاهدين العرب أكثر تنوعاً في السنوات الأخيرة، فالأعمال المدبلجة والتركية منها على وجه الخصوص باتت أكثر طلباً في السنوات الأخيرة، وهو ما نحاول تلبيته عبر بث بعض الأعمال الناجحة مثل «وادي الذئاب» بجميع أجزائه و«رماد الحب» والمسلسل الدرامي الذي نبثه حصرياً «زهرة الحب»، وأعتقد أن التقارب الحضاري والثقافي بين العرب والأتراك أسهم في انتشار الأعمال التركية، ولكننا نسعى كذلك في المستقبل لاستقطاب أعمال درامية مدبلجة من مجتمعات شرقية أخرى قريبة منا حضارياً.

بابا عبدو

تعشق شيرين المليجي الأعمال الدرامية منذ صغرها، وهي ترى بأن الجمع بين المتعة والعمل أمرٌ أيجابي، وكان أول مسلسل تتابعه شيرين «بابا عبدو» لعبد المنعم مدبولي ويحيى الفخراني وهو عالق بذاكرتها منذ الطفولة.