2012/07/04

 	  صالح الحايك:الدراماالتركيةالمدبلجة فرصة للاطلاع على الآخر
صالح الحايك:الدراماالتركيةالمدبلجة فرصة للاطلاع على الآخر

  صالح الحايك: الدراما التركية المدبلجة فرصة للاطلاع على الآخر.. وستستمر لفترة طويلة الفنان السوري لـ «الشرق الأوسط» : من يقول إن «باب الحارة» عمل فانتازيا فإنه «يتفنتز» علينا هشام عدرة – الشرق الأوسط ينتمي الفنان السوري صالح الحايك للجيل المخضرم في خارطة الدراما السورية، وكانت بداياته الفنية أواسط ستينات القرن الماضي من خلال العمل الإذاعي والتلفزيوني عبر إذاعة الكويت، وما زال وفيا للدراما الإذاعية من خلال مسلسلات إذاعية يشارك فيها حاليا ومنها «حكم العدالة» و«من الحياة». وتابعه المشاهد في أعمال اجتماعية وتاريخية متنوعة كان آخرها «على موج البحر» و«وجه العدالة» و«قمر بني هاشم». وبرز في الأعمال الشامية خاصة في «باب الحارة» بشخصية «المختار أبو صياح»، وفي «بيت جدي» عندما قدم شخصية مغايرة وهي «أبو راشد» التي جسدها بدلا من الفنان الراحل ناجي جبر، التي قدمها في الجزء الأول وفي «أولاد القيمرية» بشخصية رئيس المخابرات التركي حيث يتحدث العمل عن الفترة العثمانية في الشام، ويصور الفنان حايك حاليا دوره في الجزء الخامس من «باب الحارة» وفي مسلسل اجتماعي ساخر جديد يحمل عنوان «أقاصيص مسافر» وهو للكاتب زكريا تامر والسيناريست منيف حسون وإخراج خالد الخالد حيث يجسد فيه ثلاث شخصيات مختلفة في العمل الذي يعتمد مبدأ الحلقات المتصلة المنفصلة، التي تقدم موضوعات من الذاكرة تعود لثلاثينات وأربعينات القرن العشرين. وفي الحوار التالي من دمشق مع الفنان السوري صالح الحايك سألته «الشرق الأوسط»: * لقد أديت شخصية زعيم ومختار حارة الماوي في «باب الحارة» ما الجديد في الشخصية للجزء الخامس؟ - كما تابع المشاهدون في الجزء الرابع فقد كان هناك تطور في أحداث العمل بشكل كامل وفي الشخصيات، ومنها الشخصية التي أؤديها في المسلسل، وهذا ما سيستمر أيضا في الجزء الخامس، حيث هناك أحداث جديدة وتطور للشخصية، التي ستلعب دورا مهما في الحارة ومع الحارات الأخرى واستمرارية هذا العمل جاء نتيجة رغبات المشاهد خاصة أنه يعبر عن البيئة العربية بشكل عام وليس البيئة الشامية فقط، ونجاح «باب الحارة» جاء من عودته للأصالة بالدرجة الأولى وتواصل الناس بعضها مع بعض وتقديم العمل الخيّر الذي يربط البيت الواحد والحارات الواحدة بحيث تتحقق المقولة المعروفة إن الله عز وجل أوصى بسابع جار وهذا ما قدمه «باب الحارة» من عادات وتقاليد الألفة والغيرية بين البيوت في الحارة الواحدة وما بين حارات الشام كلها، فبقدر ما كنا في «باب الحارة» نضع أيدينا على المثل الجميلة التي تغيب في عصرنا الحالي، نذكر الإنسان بأنه يجب أن يعود للأصالة. * كيف يمكن المحافظة على نجاح وتألق دراما البيئة الشامية وعدم وقوعها في مطب التكرار كما حصلت مع موجة أعمال الفانتازيا؟ - بقدر ما نكون صادقين في تناول همومنا ومشكلاتنا ونطرح الأفكار الاجتماعية، نكون سائرين على الطريق الصحيح بعيدا عن التجمد وعن الكذب. وبقدر ما نكون صادقين في طرح هذه المشكلات، يتابعنا الجمهور ويشاهدنا، أما في ما يتعلق بالفانتازيا فهي قد قدمت أعمالا غير صادقة، وقال لنا القائمون عليها إنها «فانتازيا تاريخية»، وهذا غير صحيح لأنه في التاريخ لا يوجد فانتازيا؛ فإما تاريخ وإما لا تاريخ، وأنا لا أرى أن عملا مثل «باب الحارة» هو عمل فانتازيا كما يعتقد البعض، فهو عبارة عن مشكلات اجتماعية تتجسد في «باب الحارة»، وإن كان هذا التوثيق مائة في المائة للزمن الغابر أو إننا نعمل إسقاطا من الزمن الغابر والزمن الحاضر، ونحن في هذه الحالة نكون ناجحين، حيث إننا نقدم رسالة للمشاهد، وهذا يعطينا نجاحا متواصلا، ولكن متى نكون غير ناجحين في عملنا؟ عندما نكون غير صادقين في تقديم حكايتنا. * أنت تلمح لمقولة أحد الفنانين الذي وصف «باب الحارة» ودراما البيئة الشامية على أنها فانتازيا شامية؟ - أنا أرى أن هذا الفنان «يتفنتز» علينا. * كيف انعكست شخصيتك في «باب الحارة» وهي «المختار أبو صياح» على المجتمع المحيط بك؟ - موضوع التصاق الشخصية التي يؤديها الفنان في عمل ما قد تسعد الفنان أو تزعجه أحيانا، وهذا ما حصل مع بعض الزملاء حيث إنهم تضايقوا من الشخصية التي التصقت بهم في عمل ما، وحتى حاولوا تغييرها. وبالنسبة لي فليس عندي أي مشكلة عندما يناديني أحدهم «أبو صياح» أو «أبو علاء» (وهذا لقبي الحقيقي)، وفي مسلسل «كسر الخواطر» كنت أردد دائما عبارة وهي «شايف كيف» وبعد عرضه صار كل من يشاهدني يضحك ويقول لي «شايف كيف؟!» وهذا يسرني ويعني ذلك وصول الشخصية التي أجسدها للجمهور، وبالنسبة لشخصية «المختار أبو صياح» والكاريزما الخاصة بها فأنا أتذكر دائما مثل هذه الشخصيات في حارتي الشامية القديمة (حي الميدان - زقاق الماء) وموجودة في ذاكرتي، ولذلك عندما قدّمت الشخصية لم تكن غريبة عني، وحتى شقيقي كان قريبا من الشخصية نفسها التي تابعها المشاهد في «باب الحارة» ولذلك عايشت هذا الجو والطقس بكل مفرداته ومكوناته وحتى اللباس الشامي التقليدي من «الشروال» وغيره عرفته في أسرتي وحارتي. * أنت جسدت شخصية «أبو راشد» في «بيت جدي» بدلا من الراحل ناجي جبر.. ألم يسبب ذلك إحراجا لك، وكذلك شخصية «أبو صياح» التي عرف بها الفنان رفيق سبيعي؟ - ليست القضية إحراجا ولكنها مسؤولية ألقيت على عاتقي وكان همي الرئيسي هنا هو أن أوصل شخصية أبو راشد للمشاهدين كما أوصلها الراحل ناجي جبر، وبالفعل وصلت والحمد لله، وكذلك الفنان رفيق سبيعي كان سعيدا، كما علمت بشخصية أبو صياح التي قدمتها في «باب الحارة» وهو كما صرّح لصحيفة «الشرق الأوسط» فإن الشخصية «أبو صياح» ليست حكرا عليه. * هناك رأي لمخرجين أنه يجب على الفنان السوري أن لا يشارك في أكثر من عمل من البيئة الشامية؟ - هل تقصد بما قدمته في عملي «باب الحارة» و«بيت جدي»؟ أترك الحكم هنا للجمهور، فهما من حيث الشكل متشابهتان وأتمنى أن يرى الجمهور هنا أنه هل استطاع صالح الحايك أن يقدم شخصيتين هما متشابهتان من حيث الشكل ولكنه استطاع أن يقدمهما بشكل مختلف تماما هنا نستطيع أن نقبل التحدي؟! * هل هناك مشاركات لك في أعمال تلفزيونية خارج سورية؟ - لا فأنا لا أحب التمثيل خارج سورية مع أنني كنت من أوائل الممثلين السوريين الذين عملوا في الدراما المصرية وباللهجة المصرية وذلك قبل ثلاثين عاما ومن هذه الأعمال «شجرة بلا جذور» مع الفنانة عزيزة حلمي وعبد المنعم إبراهيم ومع زوزو نبيل وآخرين وكانت تجربة خضتها قبل ثلاثين عاما ولم أكررها. وطلب مني في ما بعد المشاركة في أعمال مصرية أخرى.. وأن الفرص هناك أكبر، خاصة في فترة لم تكن الدراما السورية نشطة كما هي حاليا، ولكن قررت البقاء في سورية ووضع جهودي وإبداعي وموهبتي للدراما السورية وهذا ما حصل وكانت مرحلة مهمة بحلوها ومرّها، والمهم هنا أن يبقى الفنان محبوبا بين جمهوره وأن يطل عليهم دائما بالأعمال المفيدة. * كيف تنظر لتجربة الفنانين السوريين مع الدراما المصرية، خاصة أنهم أدوا أدوارهم باللهجة المصرية؟ - من يتقن اللهجة المصرية فلا غبار عليه أن يمثل فيها. أما من لا يتقنها فبرأيي أنه يجب أن لا يقترب منها وأعتقد أن انتشار الفنان السوري والطلب عليه من الخارج أمر إيجابي ولا مانع من تطعيم الأعمال العربية بفنانين من مختلف البلدان العربية. * ولكن البعض قال إن مشاركة هؤلاء الفنانين أثرت على واقع الدراما السورية؟ - لا أعتقد ذلك، ففي الدراما السورية هناك ولادات لفنانين مبدعين، فنحن في سورية لدينا يوجد عدد من الفنانين الشباب المبدعين، وحضورنا على الشاشة حضور جميل، فلا خوف على الدراما السورية ونجومها مطلقا؟ن * هل عملت في الدراما الخليجية؟ - عملت مع الإذاعة والتلفزيون الكويتي لمدة سنة ولكن لم تتكرر تجربتي وأنا أشاهد الأعمال الخليجية وهي تتطور باستمرار وأتمنى على القائمين عليها أن يقتربوا باللهجة المطروحة في أعمالهم نحو الفصحى قليلا حتى يتمكن جميع المشاهدين العرب من متابعة الأعمال الخليجية، وأنا شاركت في أعمال كثيرة وباللهجة البدوية وجسدت شخصية رئيس قبيلة، وجميل أنني وصلت للناس بمختلف اللهجات إن كانت بالفصحى من خلال الأعمال التاريخية، أو باللهجة البدوية أو الشامية كما شاهدوني في «كراكترات» مختلفة وشخصيات متنوعة. وأرجو أن أوفق دائما في أن أقدم للمشاهد كل ما هو ممتع ومفيد عبر الفرص التي تأتيني. وأنا لا أحب أن أكرر نفسي على الشاشة، وأن أقدم الشخصيات المختلفة. وأتمنى أن أكون محظوظا دائما وأن تقدم لي دائما الأدوار المختلفة حتى يشاهدني الناس بثوب جديد وشخصيات مختلفة وأستطيع أن أقدم ما بداخلي من حالة إبداع فني. * هل شاركت في الدراما التركية المدبلجة؟ - نعم شاركت في الجزء الثاني من «وادي الذئاب» وأنا لا أرى في تجربة الدبلجة والمشاركة فيها أمرا خطأ بل من المفروض وكما نقرأ كتبا مختلفة أن نطلع على ثقافات أخرى وأن نشاهد دراما تركية مثلما شاهدنا دراما مكسيكية ولكنها غابت في ما بعد وأنا أرى أن وجود الدراما التركية المدبلجة هي فرصة للاطلاع على الآخر قد تستمر طويلا، ولكنها تبقى تغطية لمساحات البث التلفزيوني الواسعة وبوجود 450 قناة تلفزيونية تريد أن تغطي بثها، والمهم هنا أن تبقى الدراما السورية بأصالتها حتى لا يستطيع أحد أن ينافسها في تقديم أعمالها، واللهجة السورية محببة لدى الآخرين وهذا ساعد في نجاح وإيصال الدراما المدبلجة وهذا يؤكد على نجاحنا كفنانين سوريين حتى في الأعمال المدبلجة. * هل لديك جديد في السينما؟ - لا توجد سينما في سورية، حيث توجد محاولات من مؤسسة السينما وهي محاولات غير ناجحة وآخر مشاركة سينمائية لي في السينما في فيلم «حسيبة» مع المخرج ريمون بطرس وكانت تجربة مقبولة وأتمنى أن تنشط حركة الإنتاج السينمائي في سورية وأن تتاح لنا الفرص، خاصة أننا وصلنا لمرحلة يمكن أن تسوق أعمالنا السينمائية للخارج.