2012/07/04

صورتان متناقضتان
صورتان متناقضتان

راسم المدهون

في الفضائيات العالمية صور الجموع المصرية الثائرة والمطالبة بالتغيير

وفي بعض الشاشات العربية صور «البلطجية»، أو أولئك الذين يعيثون فساداً وتخريباً في الشوارع والبيوت والمؤسسات، وينهبون المتاجر الكبرى والصغيرة على حد سواء.

مشهد هؤلاء سبق لنا أن تفرجنا عليه يوم سقطت بغداد، وعشنا لنراه في العاصمة والمدن التونسية أثناء ثورة التونسيين للإطاحة بنظام زين العابدين بن علي.

ظهور المصريين الزاحفين لتغيير نظام بلادهم تطعنه خناجر أولئك المحترفين، والذين تتناقض الروايات عن حقيقتهم، وعمّن يقف خلفهم ويدعمهم.

في المشاهد التلفزيونية تتقلّص مساحة الرؤية التي تتجوّل خلالها عدسات مراسلي الفضائيات القليلة، بسبب حظر التجوّل، كما أيضاً بسبب وجود أولئك «البلطجية»، وما يشكلونه من أخطار على كل من يتحرك في الشارع، والذي يتحول بسرعة إلى هدف سهل.

الصور التي رأيناها لأولئك البلطجية، أبرزها الصور التي عرضتها قنوات التلفزيون الرسمي، والتي عرضت الشباب والى جانبهم بعض البضائع المسروقة التي قيل إنها ضبطت معهم.

هو سؤال يأخذنا نحو التعتيم الذي مارسه ولا يزال النظام، بدءاً من وقف الاتصالات الإلكترونية والفيسبوك والهواتف المحمولة، ثم وقف بث قناة «الجزيرة» عبر قمر «النايل سات»، وأخيراً حصر بث صور مصر من خلال التلفزيون المصري وحده، والذي يستطيع في هذه الحالة تقديم الصورة التي يريدها.

مع ذلك لا تبدو المسألة مغلقة، فوسائل الاتصالات الحديثة ألغت كل إجراءات التعتيم، بل إننا نشاهد الثورة المصرية بالصوت والصورة ونتابع سير الأحداث خطوة بعد خطوة.

يبقى بعد ذلك أن نشير إلى أن المصريين على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم السياسية يتفقون على أهمية ملاحقة ظاهرة «البلطجية» لاقتلاعها وإنهاء ما تمثله من أخطار على الجميع.

هي الثورات الشعبية في عصر التلفزيون والبث الفضائي، بكل ما تعنيه الصورة من قدرة على وصف ما يحدث في شكل دقيق، صادق ومباشر.

في أحداث مصر برز مراسلون جدد، أولئك الذين انتشروا بعيداً من العاصمة، بالذات في مدن الإسكندرية، السويس والإسماعيلية، وشكلوا إضافات مهمة لتغطيات نقلت لنا الحدث.