2012/07/04

عاطف بشاي: المثقفون تجاهلوا أكتوبر نكاية في السادات
عاطف بشاي: المثقفون تجاهلوا أكتوبر نكاية في السادات


محمد فتحي عبدالمقصود- الجمهورية


اعتاد التليفزيون المصري علي إذاعة مجموعة من الأفلام في جميع المناسبات التاريخية خاصة مناسبة ثورة 23 يوليو وانتصار حرب 1973 في أكتوبر العظيم وللأسف تذاع نفس الأفلام التي أغلبها دون المستوي الفني وتقتصر مشاهد حرب أكتوبر علي بعض المشاهد المكررة في جميع الأفلام لعبور القناة ورفع العلم. والآن مع تسجيل حدث جديد في تاريخ مصر وهو ثورة 25 يناير المجيدة يستعد التليفزيون لعرض نفس الأفلام للاحتفال بالمناسبة الكبري فلماذا لم ننتج حتي الآن أفلاماً تعبر عن الأحداث التاريخية في مصر مثل حرب أكتوبر بالصورة التي تستحقها وهل ستلقي ثورة يناير نفس مصير الأحداث التاريخية التي تجاهلها الفنان متعمداً أو دون عمد وبعد عشر أعوام يعرض التليفزيون المصري فيلم "رد قلبي" بمناسبة مرور عشر أعوام علي ثورة 25 يناير؟ "الجمهورية" تطرح السؤال:
يقول د. حسن عطية العميد السابق للمعهد العالي للفنون المسرحية ان السينما المصرية نجحت في تقديم مجموعة من الأفلام المتميزة عن ثورة يوليو مثل أفلام "غروب وشروق" و"رد قلبي" وهي أفلام حاولت أن تؤكد الأسباب التي قامت الثورة من أجلها والتركيز علي مبادئ الثورة والقضاء علي الفساد ثم حاول المخرج توفيق صالح مناقشة الثورة كحدث في فيلم "المخدوعون" لمناقشة التغيرات التي أحدثتها الثورة في المجتمع المصري ويعتبر فيلم "القضية 67" لصلاح أبوسيف مرحلة مختلفة لأفلام الثورة فقد طالب أبوسيف الزعيم جمال عبدالناصر بالبعد عن سياسة الترميم وهدم النظام تماماً وإعادة بناءة من جديد وجاء علي لسان الأطفال في النهاية بأغنية يقولون فيها "هدها ياعم مُنجد وابنيها من جديد" وكان الحوار حول منزل مهدد بالانهيار ويسقط في نهاية الفيلم.
ثم بعد انقلاب 15 مايو 1971 راحت السينما تدين ثورة يوليو من زاوية عدم تحقيقها لأحد مبادئ الثورة الست وهو الديمقراطية متناسية ما حققته الثورة من المبادئ الخمس الأخري وعلي رأسها التخلص من المحتل الانجليزي والإقطاع وسيطرة رأس المال وتكوين جيش وطني قوي استطاع أن ينتصر بعد ذلك في 1973 وكان من الممكن أن تقدم عنها أفلاماً جيدة وتقوم السينما بالتعبير عنها بشكل جيد إلا أن السينما وجدت نفسها أمام مأزقين أبعدتها عن حرب أكتوبر الأول كان دخول البلاد إلي النظام الاقتصادي المفتوح الذي انهي دور القطاع العام ودور وزارة الثقافة للإنتاج السينمائي ودفعت بالتاجر المنتج إلي البحث عن الأفلام التي ستعود به بالربح السريع وبالتالي وبالتالي الابتعاد عن الأفلام الوطنية.
أما المأزق الثاني فهو حيرة السينمائيين بين البطولة الفردية التي انتزعها لنفسه أنور السادات باعتباره بطل الحرب والسلام ثم سرعان ما جاء مبارك لينتزع لنفسه البطولة باعتباره بطل الضربة الجوية وتحجج السينمائيون بأن إنتاج فيلم سينمائي عن حرب أكتوبر يحتاج لوقت والابتعاد عن الحدث الواقع لعمل أفلام متكاملة وللأسف ابتعدوا وحتي الآن لم يعودا ولم يخرج فيلم حقيقي عن حرب أكتوبر وهذا ما نخشاه اليوم من وقوف سينما ثورة 25 يناير عند حد التسجيل وأخشي ما أخشاه ألا نجد بين أيدينا أفلاماً حقيقية عن ثورة يناير مثلما لا نجد أفلاماً حقيقية عن حرب أكتوبر.
وعن الحل لخروج أفلام تعبر عن انتصاراتنا الوطنية يقول عطية إن عودة وزارة الثقافة للإنتاج السينمائي والاهتمام بالأفلام التي تسجل تاريخ هذا الشعب العظيم مثل انتصاره في الحروب التي خاضها أو في ثوراته علي الظلم والفساد وهو دور الفنان الحقيقي.
يقول السيناريست عاطف بشاي إن ما يحدث علي مدار الأعوام الماضية قصور كبير وهناك أكثر من سبب لعدم تناول الأحداث التاريخية التي مرت في مصر سينمائياً بالشكل المطلوب فمثلاً حرب 1973 وهي انتصار عظيم لقائد عظيم هو أنور السادات ولكن المثقفين الكبار في مصر في هذه الفترة أهملوا حرب 73 نكاية في شخص أنور السادات وهو ما يعتبر حلقة في مسلسل علاقة السادات بالمثقفين الذي كان يري انهم دائمين في الهجوم عليه ولهذا لم نر فيما يليق بحرب أكتوبر حتي الآن.
وعن الأفلام التي خرجت عن ثورة يوليو يقول إن اللواء محمد نجيب اجتمع بالسينمائيين بعد شهر من قيام الثورة ولأنه كان يعرف ان السينما لها دور كبير في الاتصال بالشعب فقام السينمائيون بإخراج مجموعة أفلام هزيلة لأنها كانت أفلاماً موجهة فالتوجيه المباشر أفسد هذه الأفلام.
وهناك جزء من الفنانين تملقوا صناع الثورة الجدد وهو ما لا استبعده مع ثوار 25 يناير من باب ركوب الثورة وعن تنفيذ أفلام تليق بثورة 25 يناير يقول إن البعض يردد بأن الثورة لم تكتمل ولهذا لن يبدأ في مشروع عن الثورة لم تكتمل ولهذا لن يبدأ في مشروع عن الثورة وهو قول غير صحيح لأنك تستطيع أن تصنع من 18 يوماً مثلاً في الميدان العديد من الأفلام من خلال وقائع 18 يوماً مع خيال المبدع فمثلاً هناك فيلم لعلي عبدالخالق اسمه "أغنية علي الممر" عن حياة خمسة تم احتجازهم ونتعرف عليهم وعلي قصصهم فالمبدع عليه دور كبير فهو ليس ناقل تسجيلي للأحداث ولكنه عن طريق شخصية تواجدت في الميدان يستطيع المبدع أن يقدم رؤيته للأحداث من خلال هذه الشخصية وما يحدث لها داخل الميدان أو سبب تواجده ولهذا من يردد بأن الثورة لم تكتمل بعد ولهذا لن يستطيع التعبير عنها هو قول حق يراد به باطل وعلينا جميعاً أن نرد لشعب مصر العظيم حقه علينا من صياغة أعماله التاريخية بشكل سينمائي وفني بعيداً عن مصالحنا الشخصية.