2012/07/04

عايدة يوسف: لم أجد دوراً يستفزني
عايدة يوسف: لم أجد دوراً يستفزني

  وليد عودة – دار الخليج برزت موهبة الفنانة عايدة يوسف في أول مسلسل تلفزيوني كوميدي شاركت فيه مع النجمة السورية أمل عرفة في مسلسل “دنيا” من تأليف أمل عرفة وإخراج الفنان عبد الغني بلاط في العام ،2001 ومن خلال هذا العمل التلفزيوني انطلقت “عايدة” بقوة في الدراما السرية، حيث جسدت العديد من الأدوار اللافتة التي شكلت لها بصمة مهمة في مسيرتها الفنية، وشاركت في أعمال تلفزيونية وإذاعية ومسرحية إلى جانب اشتغالها بدوبلاج المسلسلات الأجنبية من مكسيكية وتركية وغيرها . ولدت عايدة يوسف في مدينة حماة، وبعد حصولها على الثانوية العامة دخلت المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق ولأسباب قاهرة تركت المعهد في السنة الثالثة واستمرت في نشاطها الفني وهي تعمل حالياً في إذاعة روتانا، حيث تقدم برنامجاً إذاعياً بعنوان “بونجوري مانجوري” وهو برنامج صباحي منوع يقدم يومياً لمدة ساعتين على الهواء . وفي الحوار التالي معها نسلط الضوء على تجربتها الفنية:  ماذا صورت في العام الماضي من الأعمال التلفزيونية؟  اقتصر نشاطي الفني العام الماضي على المشاركة في مسلسل تلفزيوني وحيد بعنوان “الخوف والعزلة” من إخراج سيف الدين سبيعي وتم عرضه في رمضان الماضي على الفضائية السورية، والسبب في قلة أعمالي التلفزيونية، خلال الموسم الماضي انشغالي بتقديم برنامج إذاعي لصالح شركة “روتانا” حيث تتم فيه استضافة الفنانين ومحاورتهم إلى جانب فقرات فنية منوعة واتصالات مباشرة من جمهور المستمعين، الأمر الذي يحتاج إلى تحضيرات وإعداد متواصل، لم يترك لي الوقت الكافي لأتفرغ للأعمال التلفزيونية بالرغم من العروض الكثيرة التي جاءتني من بعض الشركات الفنية الإنتاجية .  ماهي أبرز المسلسلات التلفزيونية التي شاركت في تمثيلها؟  زادت أعمالي التلفزيونية التي مثلت بها منذ احترافي الفني قبل ثماني سنوات وحتى الآن على الأربعين مسلسلاً أهمها “دنيا” و”عربيات” و”خالد بن الوليد” و”يوميات جحا” و”شهرزاد” و”الطريق الوعرة” و”رجال تحت الطربوش” و”لوحة حب” و”سباق للزواج” و”سقف العالم” و”الفوارس” “سحر الشرق” وغيرها الكثير .  أين بصمتك في هذه الأعمال؟  أحمد الله أن معظم أدواري التي جسدتها في الدراما التلفزيونية رسخت في أذهان الجمهور لأنني تعاملت معها بجدية وصدق لم اشتغلها باستسهال، فقد اعتبرت كل دور أمثله هو بمثابة امتحان حقيقي لموهبتي ولذلك كان فيها الكثير من الحرفية في تجسيد الشخصيات التي تصديت لها، وعلى سبيل المثال يمكنك أن تلاحظ بصماتي الفنية في مسلسل دنيا بدور “نيفين” السيدة الغنية محدثة النعمة والتي تعمل في شركة تجارية ولكنها تبدو امرأة شريرة ولها مبرراتها في ذلك، وقد حظيت هذه الشخصية بنجاح لافت مهدت في ما بعد لحصولي على أدوار أخرى لا تقل أهمية في الدراما السورية، كما في بعض المسلسلات التاريخية مثل “الفوارس” لمحمد عزيزية الذي جسدت فيه دور امرأة رومانية تظهر حقدها للعرب وخاصة بعد مقتل حبيبها سيدور على يد فتاة عربية اسمها رباب، وأدوار أخرى كثيرة ولكن إذا أردت الحقيقة أقول لك إنني ومنذ ثماني سنوات، أي منذ تاريخ انطلاقتي الفنية، لم أحظ بعد بالدور الذي يستفزني ويفجر الطاقات الفنية المختزنة داخلي، وآمل في المستقبل أن يراني الجمهور السوري والعربي بأدوار مختلفة كلياً وبعيداً عن أدوار الشر وأدوار المرأة الغنية أو الارستقراطية أو ذات الشخصية القوية التي غلبت على معظم أعمالي في الدراما السورية .  يلاحظ في السنوات الأخيرة أن معظم أعمالك غلب عليها طابع مسلسلات تاريخية، فما سبب ذلك؟  في الحقيقة انتشرت في سوريا في الأعوام الخمسة الماضية موضة المسلسلات التاريخية بشكل مكثف ومعظم الأدوار التي عرضت علي ما كانت في هذا السياق، ولكنني من جانب آخر كنت أوفق في اختيار أدواري وهذه الأدوار أغنت تجربتي الفنية كثيراً ومن ناحية التمثيل تحديداً والتمكن من اللغة العربية الفصحى وحتى الإجادة في نطقها، وهذا أمر لا يستهان به بالنسبة للفنان حيث يجب عليه أن يكون قادراً على التصدي لأية شخصية يمكن أن تعرض عليه سواء في المسلسلات الاجتماعية المعاصرة أم المسلسلات التاريخية، عموماً لم أشتغل دوراً إلا بعد أن أحببته وإلا فلست مضطرة لذلك .  وماذا عن تجربتك على صعيد المسرح؟  أنا أعشق المسرح وأحب العمل فيه أكثر بكثير من الدراما السورية فالفنان الحقيقي تظهر موهبته على خشبة المسرح وأمام الجمهور مباشرة، حيث يحصد نجاحه أو فشله في نهاية العرض . بالنسبة لي أفادتني تجربتي في المسرح بالرغم من قلة العروض المسرحية التي شاركت بها من حيث الكم، ومن أبرز المسرحيات أذكر العروض التالية . “الأيام المخمورة” الإخراج المسرحي العراقي باسم “قهار” وتأليف الراحل سعدالله ونوس، ومسرحية “عين القمر” من إخراج وليد قوتلي، ومسرحية “قبعة المجنون” وغيرها .  ما الذي جذبك للعمل في دبلجة الأفلام والمسلسلات الأجنبية؟  في العموم العمل في الدوبلاج مفيد للفنان حيث يصقل موهبته من ناحية التمثيل واستخدام نبرة الصوت والتحكم بالأحاسيس والانفعالات والطاقة على التركيز في تجسيد الدور المنوط به من خلال المتابعة على شاشة “المونيتور” والنص وبالرغم من صعوبة العمل في “الدوبلاج” استمتعت بهذه التجربة وسوف استمر به مستقبلاً، وخاصة أنه يمثل مصدر رزق إضافي للمثل وأجور العمل في “الدوبلاج” جيدة جداً وتشجع العاملين فيه على الاستغناء عن الكثير من الأدوار الثانوية التي قد تعرض عليهم في الأعمال التلفزيونية .  في رأيك كيف يحمي الفنان نجاحه؟  قبل كل شيء لا بد التأكيد أن النجاح في مهنة الممثل يعتمد بالدرجة الأولى على حسن اختياره لأدواره، والمحافظة ما أمكن على المستوى الذي وصل إليه، والانطلاق منه نحو الأفضل وبما يضيف إلى إنجازه الفني وأهم نقطة في حماية هذا النجاح هي عدم الوقوع في فخ الغرور، فالغرور هو مقتل الفنان وإذا أراد المحافظة على نجاحه فعليه الابتعاد عن هذا الشعور الذي يحرق الفنان ويقلل من رصيده عند جمهور المشاهدين .  هل جمال الشكل يخدم الفنانة في مسيرتها الفنية؟  بالنسبة لي أنا لا أؤمن بأن جمال الشكل يخدم الفنانة، وإلا ما معنى وجود نجمات عربيات وعالميات لا يمتلكن مقومات هذا الجمال الشكلي، والمهم من وجهة نظري أن تمتلك هذه الفنانة أو تلك الحضور الجيد والذكاء في اختيارها للأدوار التي تناسبها، ولا أبالغ إذا قلت إن البشاعة في حد ذاتها يمكن أن توظف بشكل جيد أمام الكاميرا .  ما الذي تنتظره الفنانة عايدة يوسف مستقبلاً؟  بصراحة أنا أنتظر فرصة فنية تظهر ملكاتي وقدرتي على العطاء وتبلور موهبتي، وأتمنى أن أجسد أدوار المرأة المهمشة والمهملة والبعيدة عن اهتمام الآخرين .  أخيراً متى سنراك عروساً؟  عندما يأتي النصيب وأجد الرجل الذي يحبني وأحبه .