2012/07/04

عمر العبد اللات: مرحلتي مع "روتانا" الأسوأ
عمر العبد اللات: مرحلتي مع "روتانا" الأسوأ

ماهر عريف - عمان

وصف الفنان الأردني عمر العبد اللات مرحلته الفنية مع “روتانا” بـ”الأسوأ” فيما اعترف في المقابل بأن تجربته التمثيلية الأولى لم تحصد النجاح الذي انتظره قبل خوضها . وأكد العبد اللات في حوار مع “الخليج” أهمية قرار عودة مهرجان “جرش”، عقب توقفه 3 سنوات تلت 26 عاماً من استمراره، معتبراً أن بديله “مهرجان الأردن” لم يكن في المستوى المطلوب، وافتقد التخطيط الصحيح . ولفت إلى رفضه المشاركة في المهرجان في دورته الأخيرة بسبب الاختلاف على المقابل المادي، وفيما يلي نص الحوار .

كيف ترى قرار عودة مهرجان جرش؟

- سليم، وكان يجب رجوع المهرجان لأنه مركز ثقل فني إلى جانب مهرجان “قرطاج” التونسي، وأطلق العديد من النجوم العرب، ومنح فرصة واسعة للمطربين الأردنيين جهة انتشارهم عبر الفضائيات وتواصلهم مع وسائل الإعلام المختلفة .

ما صحة رفضك المشاركة في بديله “مهرجان الأردن” بسبب طلبك 35 ألف دولار وعرضهم أقل من نصف المبلغ؟

- تجنبت المشاركة في دورته التمهيدية بسبب لغط دار حول جهة تنفيذها، وبعدما اتضحت الأمور، قبلت الغناء في الافتتاح مع جورج وسوف وأليسا . وفي الدورة الأخيرة خلال الصيف الماضي اختلفت مع المسؤولين عنها على المبلغ المادي، رغم موافقتي على انضمامي إلى فعاليات محلية كثيرة بلا مقابل، حيث لم تناسبني طريقة تعاملهم بعد تحديدهم أجراً متواضعاً منذ البداية، وعدم مراعاة وجود فرقة معي . وللعلم ما طلبته أقل مما يتقاضاه الفنانون العرب، في حين أثبتت تجارب كثيرة أن حفلاتي المقترنة بتذاكر للبيع “كاملة العدد” دائماً، و”جرش” شاهد .

ما تقويمك لتجربة مهرجان الأردن على مدى 3 سنوات؟

- لم يكن على المستوى المطلوب، وربما القائمون عليه حاولوا فعل شيء جميل، لكنهم ذهبوا إلى إرضاء فئة معينة قادرة على دفع تذاكر تصل قيمتها إلى 60 ديناراً (نحو 85 دولاراً) للحفلة الواحدة، وتجاهلوا نطاقات أوسع بسيطة، وافتقدوا التخطيط الصحيح في هذا الشأن، بينما كان مهرجان جرش يستقطب الوزير والفقير وعموم الناس في الشارع، بما فيهم عامل النظافة، وسط أجواء عائلية ترضي الجميع .

كيف تصف سنواتك الثلاث مع “روتانا”؟

- كانت المرحلة الأسوأ مهنياً بالنسبة لي، ومع احترامي للعاملين الذين تربطني مع بعضهم علاقة صداقة جيدة، لكنني أتهم الشركة برمتها، وهم يعرفون الأشخاص المقصودين، حيث ظلمت كثيراً في عدم توزيع ألبوماتي وتأطير عرض أغنياتي . وحين كنت أنزل السوق في دبي ومدن خليجية أخرى، أكتشف عدم طرح إصداراتي، فأبلغ المعنيين ليؤكدوا توليهم الأمر في اليوم التالي من دون فعل شيء على أرض الواقع .

لكنهم أكدوا وقتها عدم تحقيق ألبوماتك مبيعات، فما تعقيبك؟

- سمعت هذا الكلام وطالبتهم بإثباته من خلال الأرقام، فلم أجد رداً، ثم كيف يقولون إنها لم تحقق مبيعات، وهم لم يحسنوا توزيعها أصلاً؟ هذا عدا افتقادها التسويق والإعلانات التي اقتصرت على مرتين أو ثلاث ضمن القناة بينما غيري تجده في كل مكان وبلا تساوٍ أو عدالة .

انتقدت سابقاً فرضهم طريقة غناء معينة، فماذا قصدت؟

- أتميّز بلون البادية، ولست مستعداً لتغييره، لأن المسؤول في الشركة يحب سواه، وهم اعتادوا الانسياق ناحية النمط الدارج حسب الموجة، فتجد جميع الأغاني اليوم تستند إلى مقام “الكرد” بلا بروز لأصحاب الأصوات، وهناك إشكالية أخرى، إلى جانب الاهتمام بفنانين دون غيرهم، تتمثل في احتكارهم المهرجانات واقتصارها على أسماء مكررة، وبصراحة لست مع تخصيص قناة غنائية تحت مسمى “خليجية”، وأفضّل الشمولية وأرفض التجزئة، وأحب مشاهدة كل الجنسيات على شاشة واحدة بحيث أتابع مثلا جورج وسوف يليه وليد توفيق ثم هاني شاكر ومحمد عبده .

هل تعترف بفشل تجربتك التمثيلية الأولى في “نيران البوادي”؟

- لست ممثلاً لكنني أحب الدراما، وما شجعني أن المسلسل ينطلق من بيئتي البدوية ولهجتها وعاداتها، لكنه لم يوفق وكانت ثمة نواحي خلل و”خربطة” مع تقديري للجهود المبذولة، وكذلك المنتج الذي تعب وحرص على توفير كل شيء، إنما فوجئت بالنتيجة وكانت التجربة تحتاج إلى إعادة نظر من جديد .

هل تكررها؟

- لم لا؟ شرط حصولي على نص متقن وإنتاج لائق ومعطيات تضمن النجاح .

أنت متهم بسرقة لحن أغنية الفنان سميح شقير “لو يوم تنادينا”، حسب دعوى قضائية رفعها ضدك فماذا تقول؟

- الدعوى التي رفعها تحوّلت ضده، حيث إن اللحن فلكلور قديم أصله “درزي”، وحين طرحته ضمن أغنيتي “جيشنا” لم أنسبه لي إطلاقاً، بل ذكرت استمداده من التراث، ولم أعرف أنه قدّمه منذ زمن، ومع ذلك يظل فناناً كبيراً، وعندما تواصلنا انتهى كل شيء وأنا أعتقد أن بعضهم حاول الاصطياد في الماء العكر .

كيف تنظر إلى تركيز المطربين الأردنيين على الأغاني الوطنية غالباً؟

- هذه نقطة مهمة، فنحن ينقصنا الإنتاج ومرّات تدعمنا جهات رسمية أو بعض الجهود الفردية الخاصة، ولذلك صارت الأغنية الوطنية الأقرب لوصول الفنان إلى الجمهور عن طريق الإذاعات التي تسرع إلى بثها، فيما لا يجد سبيلاً لطرح ألبوم عاطفي خشية فشله نتيجة عدم توفير متطلبات إنجازه من الصرف الجيد والتسويق، فضلاً عن سهولة تسريبه في ظل عدم تفعيل حقوق الطبع .

ألا ترى تشويهاً طال هذه الأغنية؟

- أنا ضد تشويه الأغنية الوطنية بالتأكيد، ويجب استنادها إلى مفهوم راقٍ ومضمون معبر وصادق . وهناك موجة في الفترة الأخيرة أصبحت تبث ما يشعرك بأننا في حالة حرب .

ما تفسيرك لحصولك على نجومية عربية فاقت زملاء مجالك محلياً؟

- توفيقي في عمل حمل عنوان “يا سعد” جعلني أثابر ولا أستكين، وكنت أنجز حفلات في الدول العربية على حسابي حتى أنتشر وصعدت السلم درجة تلو أخرى إلى أن أصبحت على ما أنا عليه اليوم .

هل تجدهم مقصرين في المحاولة والمواصلة؟

- ربما عليهم جزء محدود من المسؤولية، لكن المعضلة الكبرى في افتقادهم منافذ تستوعب قدراتهم الهائلة، وعلى الحكومة ووزارة الثقافة بالذات ونقابة الفنانين والقطاع الخاص أدوار يجب إتمامها، وإذا كنت استطعت استثمار فرصة جاءتني فهي ليست سانحة لآخرين يستحقونها، أما إعلامنا فلم يتوان عن التشجيع وإنجاز مهامه في هذا النطاق .

كيف تحدد دور وزارة الثقافة ونقابة الفنانين بالذات؟

- يفترض دفع الفنانين في المهرجانات المتنوعة وعدم تضييق الدائرة على أسماء محددة، وهذا ينطبق على المجال عربيا فنحن نلمس تكرار أحدهم في ستة محافل . وحتى حال كان مطلوباً، يجب تركه مساحة ولو مرة واحدة لآخر . واعتقد انه إذا نال عبدالمجيد عبدالله، وعبادي الجوهر، وعبدالله رشاد، وغيرهم ربع الفرص التي يأخذها محمد عبده إعلامياً، وليس فنياً، لأصبح لدينا عشرة منه، هذا فضلاً عن تصدّره ختام جميع المهرجانات الخليجية .