2012/07/04

عمله الجديد «الولادة من الخاصرة » يتناول مفهوم قتل الأب روحياً ونفسياً.
عمله الجديد «الولادة من الخاصرة » يتناول مفهوم قتل الأب روحياً ونفسياً.

تشرين - حوار: بسام سفر- علاء الدين العالم- ماهر منصور

وكان قد عرض له في الموسم الدرامي السابق العمل الدرامي «لعنة الطين» ذائع الصيت. نشر الشاعر رضوان ثلاث مجموعات شعرية هي «تشكيلات لمولد الحصار، آخر ما أبدعته الكناية، غرفة من ندم» وحاز على عدد من الجوائز أهمها: جائزة تترابيلون لأفضل كاتب عن نص لعنة الطين 2010 ملتقى الدراما الأول، جائزة بيت الشعر في مصر، جائزة الدكتورة سعاد الصباح، جائزة ماجد أبو شرار، جائزة القافلة» إضافة إلى جائزة ذهبية مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن فئة البرامج الحوارية ,عمل في المسرح العمالي والجامعي في مدينة حمص، حيث شارك في «لون الزمن، ممثلون يتراشقون الحجارة، منمنمات»، نشر في الصحافة السورية والعربية، وأعدّ وقدم عداً من البرامج في إذاعة دمشق، والتلفزيون العربي السوري، وقناة الدنيا، عن عمله الدرامي الجديد وعن لعنة الطين وقضايا أخرى كان لـ «تشرين» هذا الحوار: ‏

صرح عدداً من ممثليك مع المخرجة رشا شربتجي أن نص «ولادة من الخاصرة» يحتوي على نماذج اجتماعية متعددة تنتمي إلى شرائح طبقية متنوعة، ما هي حكاية نص «ولادة من الخاصرة»؟ ‏

كتوطئة بعيدا عن كشف أحداث العمل استطيع القول إن «ولادة من الخاصرة» هو بانوراما لمجموعة شرائح متعددة الاتجاهات الفكرية والطبقات فهناك الغني والفقير الذي وصل إلى حالة من التعب النفسي والمالي، وهناك الطبقة الوسطى التي تغيب في بعض الأحيان عن بعض مفاصل الدراما، نماذج متعددة توحي بما يشبه الحدوتة التي نستمع إليها من الجدات، والتي لا احد يستطيع أن ينكر إمكانية حدوثها وبنسب عالية. ‏

في العمل الأول اقتربت قليلا من آلية التوثيق وهنا أوثّق من خلال ذاكرة عمرها على الأقل 30 عاما، هي محاولة قراءة أو ربما إعادة قراءة للعشوائيات الموجودة في دمشق، فبعض الأعمال الدرامية التي تطرقت إلى ظاهرة العشوائيات تحدثت فقط عن فقرها، لكن لم تتطرق هذه الأعمال لمآل سكان هذه العشوائيات بعد إزالتها، وهناك أيضاً مرور على العلاقة الأزلية والجدلية بين الآباء والأبناء، ورغبة الابن بالثورة على سلطان الأب والقضاء عليه أي قتله روحيا ونفسيا ومن ثم الاستيلاء على مكانه، أيضاً نمر على العلاقات الأمنية المتشابكة التي تسود البلدان العربية، كل ذلك على أرضية من الحكايات التي تنظمها عيادة طبيب إجهاض، ومن هنا انطلق العنوان الذي أثار مجموعة من الإشكالات للذين استمعوا إلى صياغته النهائية. ‏

هل تستطيع النماذج الإنسانية الموجودة في نص «ولادة من الخاصرة» أن تشكل حوامل إنسانية لبنية نص درامي يتناول كافة الشرائح الطبقية في المجتمع السوري؟ ‏

لكل الأعمال الدرامية التي عرفتها سورية في المرحلة المتأخرة يمكن أن تحمل هذا الشرط، بمعنى كل الشخصيات التي طرحت يمكن أن تعتبر مركز إحالة لشريحة كاملة، مع أن وجهة نظري الخاصة تقول بأنه حتى علم الاجتماع لم يدرس الظواهر العامة إلا في إطارها الفردي بمعنى أنا أقدم حكاية وهذه الحكاية محددة في زمان ومكان وناس معينين لهم أسمائهم وبالتالي لا يمكن أن أقول بأن حكاية فلان قد تمثل شريحة معينة، وأنا أحاول أن ابتعد عن منظومة التعميم التي أصبحت ظاهرة في آلية الفكر العربي، في هذا النص هناك حكاية لأشخاص محددين قد يجد الباحث مآلات لأشخاص أخرى ربما يشكلون منظومة يعبر عنها هذا الشخص أو تعبر عنها هذه الحكاية، بالتالي ما ينطبق على الولادة من الخاصرة ينطبق على الأعمال القديمة والحديثة بمعنى أن كل الأعمال تتحدث عن شرائح موجودة في الشارع السوري. ‏

تشكل عيادة الدكتور مركزاً مهماً لانطلاق الأحداث، وبذلك نستطيع أن نسميها بؤرة، فهل هذه البؤرة قادرة على تشعيب أساس الحكاية كاملة؟ ‏

من هذه البؤرة تنطلق كل حكايات المسلسل، لكنها في النهاية تصب في مصباتها الخاصة، من العيادة تبدأ الأنهار من هذا المنبع الذي يفرز شرطاً حكائياً مختلفاً، لكل من زار هذه الحكاية أو اقترب منها. ‏

قدمت المخرجة رشا شربتجي أعمالاً درامية تتناول فيها عشوائيات مدينة دمشق بشكل حقق لها انتشارا جماهيريا وحضورا إخراجياً لافتاً ماذا تتوقع منها في عملك الجديد ولادة من الخاصرة؟ ‏

قبل البدء في التصوير هناك اسم يسبق المخرج وهناك غرفة عمليات تجري بين الكاتب والمخرج، والعمل تبنته رشا شربتجي عندما كان في الحلقة الثانية عشرة وقالت بأنه مشروعي وتركت كل النصوص مع أنها كانت قد صرحت بأنها ستباشر تصوير احد الأعمال، فهي تركت كل هذه المشاريع وأقبلت على هذا المشروع الذي لا تعرف عنه أكثر من 12 حلقة، هذا يعني أنها تمتلك مجسات مهمة أهلتها الدربة لأن تقول بأن هذا النص سيذهب إلى أماكن ربما تساعدها على تقديم وجهة نظر مختلفة عن الأعمال التي قدمت في السابق، إضافة إلى أن رشا شخص تمتلك عيناً ذكية جدا وشخص قابل للحوار بطريقة تدهشك أحياناً لان هذه السمعة ترتبط بشكل المخرج التقليدي المتحكم بكل شؤون العمل بالتالي هو الديكتاتور الذي لا يمكن إن يكون هناك حوار بينك وبينه، لكن تجربتي الشخصية معها تقول إنها شخص ذكي جداً، متفهم، يعرف كيف يدير الممثل، كيف يدير الكاميرا، كيف يقرأ ما بين السطور، وتماسي المباشر مع مونتاج العمل بمعنى أنا ما تقوم رشا بانجازه حتى اللحظة لم يكن لي أي اعتراض عليه. ‏

نتكلم على علاقتك مع «أحمد ابراهيم أحمد» في لعنة الطين؟ ‏

كل من المخرجين يحاور من فضائه ومن منسوبه الفكري ومن دربته على العمل الإخراجي وبحكم أن رشا شربتجي لها مساحة عمل اكبر في الإخراج، فربما يكون الحوار طويلاً فيما يتعلق بالشخصيات وإحداثياتها تصاعداتها حركتها، لكن احمد ابراهيم احمد كان شريكا حقيقياً في الحوار، وأنتجنا تجربة حازت على رضا الكثيرين، ويبدو أن قدري أن يكون الحوار هو الناظم لعلاقتي مع المخرج، فأي مشتغل في الحقل الدرامي يتمنى أن يتحقق هذا الفعل الحواري الذي يؤدي في النهاية إلى رضا الطرفين عن المنجز. ‏

ظهرت جميع شخصيات القرية ومحيطها في «لعنة الطين» موغلة في تبيئها وشعبيتها، كيف عملت على إظهار العامل البيئي والإغراق في شعبية هذه البيئة؟ ‏

لكل منا بيئته وعندما تكون على تماس مباشر مع هذه البيئة فأنت متورط بكل أشيائها، إن كنت ابن الريف أو ابن المدينة، وكيف استطعت أن أعايش تلك البيئة وان أتحدث عن تفاصيلها، ليس له علاقة بأن والدتي من تلك المنطقة، فكنت اقضي العطل الصيفية بشكل دائم في تلك المناطق وعلى تماس مباشر مع شخصيات القرية ومع البنية اللفظية، أما أن شخصيات القرية موغلة في بيئتها، فشخصيات المدينة موغلة في بيئتها أيضاً، لكن على اعتبار أن هذه البيئة تفاصيلها ليست معروفة تم التركيز عليها من قبل المشاهد لمحاولة اكتشافها، من هنا ظن البعض أنني أغرقت في البحث عن تفاصيل البيئة، إلا أن الدارس المتأني يكتشف أن المدينة كانت حاضرة بكل احداثاتها وبكل حركاتها وبالتالي هي مغرقة أيضاً في تماسها المباشر واندماجها مع البيئة التي تحيا فيها، ولم يكن هناك انحياز لتفاصيل حياة الريف على حساب المدينة، لكن تفاصيل الريف رعوية غنية بأشيائها الصغيرة لذلك ربما ظن المتلقي بأن هناك تركيزاً عليها. ‏

رغم شعبية شخصيات القرية إلا أنها تهتم بالسياسة بشكل كبير وخاضت أكثر من صراع ونقاش سياسي ينتهي بالخصومات والانحياز لمفاهيم سياسية، على ماذا اعتمدت في بناء الرؤى والموقف السياسية لهذه الشخصيات؟

السياسية لها متعتها وسحرها، وكل شخص بغض النظر عن مستوى ثقافته تراه يرتبط بهذا المفهوم كي يقول للآخر انه على تماس مباشر مع ما يحدث في العالم، وإذا لاحظت إن الحديث السياسي موجود في الريف أكثر ما هو موجود في المدينة بحكم أن أهل المدينة اعتادوا على النشاط السياسي اليومي من انتشار المراكز الثقافية والمحاضرات السياسية، لذلك فهم يمارسون هذا الفعل، أما أهل القرى على اعتبار ان المدينة تمارس نوعا من الطغيان عليهم، فيريدون أن يؤكدوا ذواتهم في سهرات السمر، وبالتالي سيكون الحديث السياسي حاضراً، وفي مرحلة الثمانينيات التي تناولتها في لعنة الطين كانت القضية السياسية الكبرى التي كانت سائدة هي، هل أنت مع أمريكا أم انك مع الاتحاد السوفيتي؟ هذه حدود آفاق النقاش السياسي وخاصة في الأرياف فهناك فئة منحازة إلى أمريكا بحكمها تمتلك القوة الكبيرة وتعتمد على رأس المال، وهناك فئة تنحاز إلى الاتحاد السوفيتي بحكم انه على علاقة مع الدول النامية والتي تمتلك مشروعا مقاوما، وهناك أيضاً من أهل الريف ممن عادوا الاتحاد السوفييتي لأنه ماركسي ولا يؤمنون بفكرة وجود الله، لذلك أحدثت هذه الحالة خصوماً للاتحاد السوفييتي في الأرياف أكثر من المدينة، ولذلك النشاط السياسي متركز على سهرات السمر والانحياز إما مع أمريكا أو مع الاتحاد السوفييتي، وبعد العام 1982، وما حدث فيه بقي عدد من شخصيات لعنة الطين منحازاً إلى الاتحاد السوفييتي ويدافع عن سلاح الاتحاد السوفييتي بالرغم من أن السلطة شنّت في ذلك الوقت حملة على هذا السلاح، وذلك يعود لوجود مجموعة من المسلمات من الصعب أن تنزعها من شخصياتك، خاصة أن هذه الشخصيات خاضت حروباً كلامية كثيرة في السهرات وهي تدافع عن انحيازها إلى الاتحاد السوفييتي فأصبح من الصعب أن تتنازل عن هذه القناعات بعدما أظهرت قناعتها الكاملة بها ودافعت عنها بالأدلة والبراهين المتاحة للشخصية. ‏

الطلاب في عملك لعنة الطين ينتمون إلى المرحلة الثمانينية وحراكهم حراك ثمانيني ولكن الأطر السياسية التي كانت موجودة في تلك المرحلة لم تظهر كما ينبغي، لماذا؟ ‏

الأطر السياسية ظهرت من خلال شخصية طالب المعهد العالي للعلوم السياسية، وكانت متمثلة في حواراته التي اقتتع الكثير منها، وأيضاً في حوار هذا الطالب مع مديره في المعهد، وكانت موجودة من خلال بعض نشرات الأخبار التي ظهرت، وآليات التفكير السياسي كانت حاضرة بشخصيات هذا الطالب. ‏

اتسمت جميع نهايات شخصيات لعنة الطين بالنهايات الفجائعية، إلى ماذا تعزو ذلك؟ ‏

الفجيعة هي حال كل صاحب طموح وأحلام وأنا ككاتب كنت امتلك مجموعة من الأحلام السحرية التي فجعني الواقع بعدم إمكانية حدوثها، وبالتالي هذه الفجيعة انسحبت على شخصياتي التي امتلكت طموحاً مماثلاً وقتل هذا الطموح في مهده والنهايات الفجائعية لمرحلة عصية على التحليل والفهم هو طبيعي جدا ومساير لحركة تصاعدها ومسيرها، أو إذا ما قدمت نهايات تختلف عن هذه البدايات اعتقد أنني أقوم بخيانة النص وخيانة هذه الشخصيات، لذلك ينبغي لهذه الشخصيات أن تقع في فجائعيتها لأن الطرق التي مشت عليها هي طرق لا تؤدي إلى الفرح على الإطلاق، ولم أرَ أن هذه النهايات أثرت على النص، فنهايات هذه الشخصيات والمقدمات التي أسستها لهذه الشخصيات ستقود إلى هكذا نتائج فجائعية، وأرى أن العمل التراجيدي هو أكثر أنواع الأعمال صرامة والنهايات الكارثية هي التي ترسخ في الذاكرة ولا أحد يستطيع أن ينسى نهاية الملك لير أو عطيل أو ماكبث، هذه الشخصيات ارتسمت في أذهاننا لصرامة كتابتها أولا ولنهاياتها التي تتسم بالفجائعية، لكن المتلقي اعتاد على زواج البطلين في الحلقة الأخيرة وعلى النهايات السهلة التي تريحه كمتلقٍ لكن التي لا تريح النص وشخصياته. ‏

مقدار رضاك على الشخصيات التي أدت الأدوار الرئيسة في لعنة الطين؟ ‏

هناك مجموعة من الممثلين الذين فاجؤوني فعلاً وتحديداً مكسيم خليل وكاريس بشار وعبد المنعم عمايري وفارس الحلو، مع العلم أن عبد المنعم عمايري قدم خمسين بالمئة من الشخصية المكتوبة، لكن لأنه لا يعرف اللهجة وأصبح يتكأ، على اللهجة ففقد بعض أدواته كممثل موهوب جداً ومع تلك الصعوبة التي عانى منها في اللهجة إلا أنه ظهر بشكل ممتاز ورائع. ‏

ما استخدامات الشاعر من دواته الشعرية في كتابة النص؟ ‏

الشعر يعلمك ألا ترتاد أماكن ارتادها الآخرون فأنت تبحث عن الذي لم يقله الآخر وبالتالي عندما تدخل إلى مشهد فأنت تحمل الآلية الفكرية نفسها، وان عدم التناص مع الآخرين والتشابه معهم ينتج حالة راقية لدى فعل القراءة عند الآخر سواء كان مخرجاً أم منتجاً أو ممثلاً وبالتالي الشعر يمنعك بقوة من الاقتراب من أراضي الآخرين، فهناك مشاهد من الولادة من الخاصرة على سفح قطار مع وجود مبررات درامية مقنعة حاضرة في المشهد، إضافة إلى انك تستطيع أن تعرف الشرائح أكثر. ‏

ما هي المشكلات التي يعاني منها النص الدرامي السوري؟ وهل يعد عدم الاختصاص الأكاديمي سببا في هذه المشكلات؟ ‏

المشكلات لها علاقة بالالتباسات النقدية التي أشاعها العاملون في الصحافة اليومية، فوقع الكاتب أمام معادلة خاصة وهي انه يريد أن يرضي جميع الشرائح ولكنه في النهاية يخفق للأسباب التالية: رغبة النقاد في أن تكون الأعمال الدرامية محترمة وحاملة لرسالة، ورغبة الشارع في أن تكون الأعمال الدرامية ترفيهية تحمل حدوتة شائقة وتحوز رضا الأقنية المشرفة أو الراعية، وهناك أيضاً مشكلة أخرى في التكليفات التي تأتي من قبل بعض القنوات أو بعض المنتجين لكتاب محددين، كي ينفذوا مشاريع محددة، لذلك هذه القضية أوقعتنا في مطبات هائلة، فالكاتب هل يريد أن يرضي الشارع أم يريد أن يرضي الناقد؟ وإذا ما أرضى الشارع هل بإمكان الكاتب أن يغض النظر عما يقوله النقاد، وماذا ما أرضى النقاد فكيف لعمله أن ينتشر دون شارع، فهذه المعادلة أشاعت التباسات كثيرة لدى العاملين في الحقل الكتابي إلا أنني على صعيدي الفردي اضرب عرض الحائط بكل هذا الكلام وأقول للكاتب: مارس وجهات نظرك على الورق وقدم نفسك كما تشاء وانتظر نتيجة نفسك وارتطام هذه النفس بالشارع، فإذا كانت هذه النفس ذات حقيقية وحاملة لمشروع سوف تجد المناخ الصحي للحياة حتما.. أما عن عدم الاختصاص فلو راجعنا الحامل الحقيقي للدراما في الوطن العربي نكتشف أنهم ليسوا أكاديميين كما هي الحال لبعض الممثلين النجوم الذين نهضت على أكتافهم لعبة الدراما في سورية فمثلا بسام كوسا ليس أكاديمياً وعباس النوري وسلوم حداد ومنى واصف ليسوا أكاديميين، إذاً فمسألة الدراسة لا تعني بالضرورة أن ينتج عنها كاتب سيناريو ناضج، وهناك غياب شبه كامل لثقافة نوعية لدى كتاب السيناريو، فهذه الثقافة والقراءات المتعددة لأكثر من مستوى سياسي واقتصادي وتنويري توقعهم في مطب لحاق ركب الشارع ومن يلحق ركب الشارع فحسب رأيي لن يقدم أعمالاً مهمة، وإذا ما أردنا أن نتحدث عن أعمال حقيقية في الدراما السورية لا نذهب إلى الأعمال التي لاقت جماهيرية كاسحة، فعندما نتحدث عن دنيا درامية وعن تتطور الدراما نقول «أحلام المدينة، غزلان في غابة ذئاب، الانتظار، هجرة القلوب إلى القلوب» فالأعمال التي تحمل حساً عالياً في قراءة الأشياء وآليات التفكير هي التي ساعدت في تطور الدراما السورية، ولكن لا نذكر أعمالاً سطحية وان كانت جماهيريتها كاسحة، وبالنهاية الثقافة العالية والنوعية هي المعادل الموضوعي للأكاديمية بحكم أنها غائبة في سورية، فالكتابة الدرامية فن حقيقي ومرهق جداً. ‏