2012/07/04

غسان مسعود: «هناك فرق بين الصراع لأجل السلطة، والصراع لأجل الوطن»
غسان مسعود: «هناك فرق بين الصراع لأجل السلطة، والصراع لأجل الوطن»

هناك فرق بين الصراع على السلطة.. والصراع لأجل وطن ديمقراطي تعددي وطني.

أعجبت أيّما إعجاب بالطيب تيزيني.


المؤتمر واللقاء كان منفتحاً جداً، وترك الباب مفتوحاً للتواصل مع المعارضة الخارجية.


هناك من المعارضين السوريين من يداه ملوثة بدماء السوريين.


عندما تخفف أميركا من حضور ملائكتها على الشارع السوري سأكون متفائلاً.

خاص بوسطة – يارا صالح


«هناك فرق بين الصراع على السلطة.. والصراع لأجل وطن ديمقراطي تعددي وطني.. هذا أمر مختلف عن الصراع على السلطة، يجب أن نفرق. وأنا أخيراً بين الحالين فأنا أقف مع الذي يخوض صراعه لأجل الوطن وليس مع المعرض الذي يخوض صراعاً على السلطة، لأنه في هذه الحالة تدخل الحسابات الضيقة والمصالح الضيقة التي قد تذهب بالبلد إلى الخراب».

بهذا نصحني الفنان غسان مسعود أن أبدأ مقدمة هذا اللقاء الذي أجريته معه سريعاً، على الهاتف في البداية، ووجهاً لوجه لاحقاً..

فنان ومثقف سوري، يصف نفسه بأنه مستقل، وعلى هذا الأساس شارك في اللقاء التشاوري للحوار الوطني، الذي ضم ثلثاً من المستقلين، وثلثاً من المعارضة، وثلثاً من السلطة..

في هذا اللقاء فتح قلبه لنا، وتحدث عن رأيه باللقاء التشاوري للحوار الوطني، ونظرته إلى الحوار المرتقب.. وتعليقه على بعض المعارضين الذين رفضوا هذه الخطوة..

بداية.. شاركت في اللقاء التشاوري الممهد للحوار الوطني.. ما تعليقك عليه؟

كل مشارك في اللقاء قام بمداخلة، وبناء على ذلك فقد قدمنا وجهات نظرنا، وأرى أن البيان الختامي هو أفضل تعبير عن رأيي بهذا اللقاء التشاوري، وهو بيان عليه إجماع من كافة الأطراف.

شخصياً قدمت في اللقاء مداخلة ركزت فيها على موضوع الإعلام، إضافة إلى مواضيع أخرى، رأيت أنه من المهم التركيز عليها.

مَن أكثر من لفت نظرك في هذا اللقاء؟

أعجبت أيّما إعجاب بالطيب تيزيني. عندما تكلم كان ينبغي أن نسمع ويسمع الجميع، لأنه رجل عاقل وحكيم ووطني بامتياز. كنت أسمع الطيب تيزيني جيداً وأرى جيداً نبرة حرصه على سورية. هناك أيضاً مجموعة من الشباب المعارضين الذين سمعت مداخلاتهم وشعرت أن هؤلاء الناس يتكلمون بمسؤولية ويحملونها، وهذا أسعدني، وقد تحدثوا بسقوف عالية جداً، بل أعتقد أنه لم يكن هناك سقف..

وهل تعقد أن هذا اللقاء والحوار الوطني يمكن أن يعطي نتائج جيدة؟

ما حدث في الأيام السابقة من لقاء وتشاور هو أمر جدي جداً، بمعنى أن "الناس لم تكن تلهو"، بل إن الجميع جديون في العمل لأجل الخروج من الأزمة التي تمر بها سورية، الجميع من كل الأطياف، ولو لم نكن جديين لما حدث اللقاء أساساً. النقاش في الجلسات كان عالياً جداً، وكلّ أدلى بدلوه.

هل ترى أن الحوار سيضم شخصيات أكثر من التي ضمها هذا اللقاء؟

المؤتمر واللقاء كان منفتحاً جداً، وترك الباب مفتوحاً للتواصل مع المعارضة الخارجية، وأنا أعتقد أنه إذا كانت جملة ما جاء في البيان الختامي الصادر عن هذا اللقاء غير مقنعة للمعارضة الخارجية، فلا أدري ما هو المقنع. لا أظن أن أحداً يستطيع المزايدة على د. الطيب تيزيني، ومن لم ير أن هذا البيان يعبر ويلامس كل القضايا المطروحة في الشارع السوري ومن قبل الحكومة والوطنيين، فإنه لا يريد أن يرى ببساطة. وعلى مقولة المثل السوري "عنزة ولو طارت".. نريد العمل بشكل جدي من باب الحرص على بلدنا.

هناك البعض من المعارضين الخارجيين ممن عابوا على هذا المؤتمر أنه «لا يوجد فيه معارضة»، بمعنى أن جميع من كانوا موجودين يعتبرون بشكل أو بآخر محابين للسلطة؟

فليسمحوا لنا. هل كان اجتماع سان جيرمان لقاء وطنياً؟ الاجتماع الذي تم برعاية صهيونية وتمويل صهيوني وإدارة صهيونية. هذا الكلام غير صحيح وكل من حضر الاجتماع له تاريخه. وإذا كانوا لا يعرفون هذا الأمر، وأعني المعارضة الخارجية، فأعتقد أن عندهم مشكلة كبيرة.

لقاؤنا كان على أرض سورية، بينما هم يعرفون تماماً كل التفاصيل المتعلقة باجتماع سان جيرمان، من منظميه إلى الحاضرين فيه. نحن نرى الأمور بشكل صحيح جداً، و"ما حدا يجرب يتشاطر".

الباب ما زال مفتوحاً أمام الكثير من المعارضة الخارجية، إلا من نسّق مع الأميركان بما يفعلونه على أرضنا في الأيام الأخيرة وقبلها، وأيضاً باستثناء من لُوِّثت يداه بدماء السوريين.

أنا رجل مستقل، واعمل لأجل وطني، ولم أر أياً كان من الحضور إلا وأكد على أن الباب ما يزال مفتوحاً أمام المعارضة الخارجية، وحتى في الكواليس الجميع كان يتحدث بهذه اللغة، ولا أحد لديه رغبة أن يشكك في وطنية أي كان، وأعتقد أن أعمال كل شخص تدل عليه بشكل صريح جداً وواضح.

قلت إنك تستثني من الحوار من لُوِّثت يداه بدماء السوريين.. هل تعتقد أن هناك معارضين سوريين لُوثت أيديهم بدماء السوريين؟

طبعاً هناك من المعارضين السوريين من يداه ملوثة. واحد من أبرز رموزهم في الخارج تحدث عن كميات الأسلحة الكبيرة في بانياس، والتي لو استخدمت لأدت إلى أمور كارثية على الجيش السوري.

وهناك من المعارضين مَن يدفع للقتل والطائفية والمذهبية على القنوات الفضائية ليل نهار، وهناك معرضون أيضاً يطالبون مجلس الأمن بالانعقاد كي يتدخل حلف الناتو ضد سورية. يريدون أن يقصفوا بلدهم، وهم ينسقون مع الأميركان، وهناك من التقى مع الإسرائيليين علناً على شاشات التلفزة. هل إسرائيل تسعى إلى حرية الشعب السوري، وديمقراطيته، وتقدمه؟ هذه أسئلة برسم إخوتنا في المعارضة الخارجية، وأنا شخصياً حتى هذه اللحظة لم أسمع جواباً مقنعاً لعدم عودتهم إلى أرض الوطن بعد تصريحات والتزامات وزير الخارجية التي أطلقها في مؤتمره الصحفي، وبعد ما صدر عن رئيس الدولة بخصوص عودة كل من هو خارج الوطن، إلا من هو مطلوب للقضاء، ومن تورط بالدم السوري. لم أسمع جواباً مقنعاً لماذا لم يعودوا. سمعت أجوبتهم عبر الفضائيات، ولكن فليسامحوني.. هذه أجوبة غير مقنعة.

هناك بعض من لم يحضروا اللقاء التشاوري لمؤتمر الحوار لأن الجيش ما يزال يحاصر المدن.. ما تعليقك؟

لن أدخل بنفي ما يدّعونه. أنا أحيلهم إلى من حضر. وليبحثوا هذا الأمر معه.

هل أنت متفائل؟

عندما تخفف أميركا من حضور ملائكتها على الشارع السوري سأكون متفائلاً.