2012/07/04

غـواية المـذيعات هــل تجذب المشـاهد؟!
غـواية المـذيعات هــل تجذب المشـاهد؟!


هيثم صالح - تشرين


قرأنا في الجامعة أن أحد أهم عناصر الرسالة الإعلامية هو عنصر الجذب أي شد المتلقي لمتابعة المادة الإعلامية لتحقيق هدف المرسل وإيصال رسالته أو فكرته إلى الجمهور المستهدف.

وما قرأناه ليس ابتكاراً سورياً بل هو قاعدة متبعة في كل وسائل الإعلام العالمي المقروء والمسموع والمرئي. ‏

يلفت الانتباه خلال متابعة عدد من الأقنية الفضائية العربية وخاصة اللبنانية أن عنصر الجذب هذا انتقل من المادة الإعلامية «البرنامج التلفزيوني» إلى شخص عدد كبير من مذيعات ومقدمات البرامج بحيث أصبحن يتسابقن في تقصير ملابسهن صعوداً ونزولاً ويتفنن في طريقة الجلوس الجانبية لتناسب الثياب البالغة القصر ما يسبب إحراجاً كبيراً لمخرجي تلك البرامج خاصة في اللقطات القريبة ليجنب المشاهد المتزن الوقور جرعة كبيرة من الجاذبية قد لا يحتملها أو ليجعل من يبحث عن هذا النوع من الجاذبية يتمنى أن تبقى الكاميرا مركزة على مقدمة البرنامج دون أن يعير انتباهاً لما تقوله هي أو ضيفها مهما كان قيماً أو مفيداً. ويبدو أن هذه الفضائيات استفادت من أغنية المطرب اللبناني فارس كرم «اللي بتقصر تنورة بتلحقها عيون الشباب» لجذب أكبر عدد ممكن من الشباب خاصة في البرامج المنوعة. ‏

أما الأسلوب أو الوسيلة الأخرى التي ابتكرتها بعض مذيعات الفضائيات وأصبحت الآن رائجة بشكل كبير وشاهد على العصرنة والثقافة فهي خلط اللغة العربية بالانكليزية أو الفرنسية وهذا الأسلوب أثر إلى حد بعيد في عقول الناشئة وأفقدهم ارتباطهم واعتزازهم باللغة العربية فأصبحت القاعدة لديهم هي: «إنك بقدر ما تطعّم حديثك وحواراتك مع الآخر بأكبر عدد ممكن من المفردات الأجنبية فأنت عصري ومثقف وجذاب والأمثلة أصبحت كثيرة جداً في محيطنا اليومي بين أوساط الشباب كاستخدامهم لمفردات «plees وok وbay» وما إلى ذلك في تعاملهم مع الآخرين وإصرارهم على متابعة برامج بعينها لأنها تتبع هذه الطريقة في الحوارات. ‏

مايزيد الطين بلة أن بعض الفضائيات اللبنانية التي كانت تشدّ المشاهدين وتثير إعجابهم بدأت مؤخراً بزج أخبار مثيرة خلال نشراتها الإخبارية السياسية وأغلبها يتركز حول فضائح المشاهير والعلاقات الجنسية وأخبار العارضات والفنانات التي ليس لها أية قيمة ثقافية أو فكرية أو إخبارية.

ما المحطات التي تدعي الوقار والرزانة فليس حالها أقل من حال سابقاتها حيث ان أغلبية مذيعاتها ومقدمات برامجها وإن كن لا يعتمدن مبدأ التقصير في الملابس فإن ملابسهن المجسمة والمفصلة والضيقة إلى درجة كبيرة واللامعة بقوة تعد أكثر إثارة للمشاهدين وربما هذه هي الطريقة الوحيدة لشدهم إلى برامج ذات مضامين تافهة والصفة الغالبة عليها مياعة المقدمين والضيوف على حد سواء والشواهد كثيرة بمجرد فتح أي من هذه الفضائيات تطالعك عشرات البرامج من هذا النوع ومثال ذلك قناة mbc. ‏

والسؤال المطروح: هل أصبح عقل المشاهد مسطحاً وفارغاً أم أن هذه المحطات ومن يقف خلفها يعمل على جعله كذلك كي يسهل التلاعب به. ومع أن محطاتنا الفضائية بقيت بعيدة كل البعد عن هذه الأساليب إلا إنه بدأ يظهر مؤخراً على شاشاتنا الوطنية الكثير من البرامج التي تعتمد اللهجة العامية في الحوارات فضلاً عن بعض المفردات الأجنبية خاصة بين أوساط المذيعات حديثات العهد في العمل الإعلامي ظناً منهن أنهن بهذه الطريقة يستطعن إقناع الآخرين بثقافتهن وعصرنتهن وتأثرهن بما هو جديد ودارج. ‏