2012/07/04

فؤاد غازي.. رحيل مبكر لثروة فنية كبيرة
فؤاد غازي.. رحيل مبكر لثروة فنية كبيرة


سانا

ودعت الأوساط الفنية والثقافية صباح أمس الفنان الكبير فؤاد غازي الذي وافته المنية مساء أمس الأول عن عمر ناهز 56 عاما بعد صراع طويل مع المرض وقد شيع جثمانه الطاهر من مشفى الكندي بدمشق إلى قريته فقرو في منطقة الغاب حيث ووري الثرى في المكان الذي صعد منه نجما غنائيا متميزا قبل أكثر من أربعين عاما.

وكان فؤاد غازي من أهم الأصوات الفنية في سورية على صعيد الغناء الشعبي والجبلي حيث كرس حياته لهذا المجال منتقيا أجمل ما كتب من الشعر الشعبي ليقدمه على شكل أغان حفظتها الأجيال ورددتها من بعده الكثير من الأصوات في سورية ولبنان ولعل أغنية :لزرعلك بستان ورود و تعب المشوار خير مثال على ذلك.

ولد الراحل في قرية المسحل فقرو في محافظة حماة عام 1955 واشتهر في بداية مشواره الفني بإسم فؤاد فقرو إلا أن اسمه الحقيقي فؤاد غازي عاد إلى الشهرة مع أهم الأغاني التي قدمها عبر التلفزيون السوري والتي كانت من أهم الأغاني السورية التي قدمت في السبعينيات والثمانينيات.

ذاع صيت غازي في الثمانينيات كثيرا حيث جذب صوته أهم الشعراء والموسيقيين لتقديم منجزاتهم من خلال أغانيه ليكون في مرحلة من المراحل أشهر الأسماء في مجال الغناء بسورية وكان لقاؤه مع الموسيقار الراحل عبد الفتاح سكر من خلال أغنية: لزرعلك بستان ورود من أهم مراحل حياته حيث لاقت الأغنية شهرة كبيرة ثم تبعتها مجموعة من الأغاني الخالدة مع موسيقيين كبار أمثال سعيد قطب وسهيل عرفة وغيرهم.

وقال الملحن سهيل عرفة في تصريح لوكالة سانا إن الفنان الراحل علم من أعلام الأغنية السورية وفقدانه خسارة كبيرة لسورية وللوطن العربي مشيراًَ إلى إنه ترك إرثاً فنياً هاماً للمكتبة العربية من الأغاني الشعبية التي تميز بها عبر مسيرته الفنية.

وأضاف عرفة إن الراحل تميز بتقديم مواويل العتابا بإمكانيات صوتية لحنجرة فريدة من نوعها مبيناً إنه كان تلميذاً مميزاً في مدرسة وديع الصافي كما مروان محفوض وسمير يزبك.

وأشار إلى إنه لحن للراحل عشرين أغنية منها أغنية في بدايته الفنية بالسبعينيات بعنوان (لالا) و(صبر أيوب) و(ويا أم النظرات الحلوة) إضافة إلى أغان وطنية منها أغنية يا سورية أنت الأغلى.

وبعيداً عن الأغاني الشهيرة التي لم يكد يخلو يوم من تقديمها على الإذاعات المحلية في فترة سابقة فقد قدم الراحل مجموعة من حوارات العتابا والتي من الصعب الحصول عليها حاليا حيث سجلت له في جلسات مع أصدقائه وتظهر من خلال هذه الحوارات إمكانيات صوتية مذهلة.

تميز فؤاد غازي بتنوع أغانيه حيث غنى في الحب والعاطفة وغنى للوطن وتناول الفلاحين والعمال وكل إنسان بسيط في أغانيه ما جعله مثالا يحتذى للأجيال التي عايشته وأعقبته.

ربطت الراحل علاقات قوية بالكثير من الفنانين من سورية والوطن العربي وخاصة ممن احترفوا الغناء الجبلي مثل الفنان الكبير وديع الصافي الذي وصف الراحل بأنه من صنف العمالقة.

تغيب غازي عن الساحة الغنائية والإعلامية فترة طويلة فاقت الخمسة عشر عاما لعدة أسباب أهمها في المرحلة الأخيرة المرض الذي أصابه والذي استهدف حنجرته ليؤثر بذلك على أيقونة فنه ما جعله يبتعد عن الأنظار.

ووصفت الفنانة فاديا خطاب نقيب الفنانين في تصريح لوكالة سانا الفنان الراحل بأنه كان ثروة فنية كبيرة وهو من أساطير الفن السوري التي ستبقى حاضرة في الوجدان وآثاره خالدة لأنه نموذج هام من الأصوات السورية الأصيلة ولفتت خطاب الى أن الفنان الراحل كان يتمتع بحضور غير عادي على المسرح من خلال قوة شخصيته وصوته وبراعته في أداء الفن الجبلي وإن أخلاق الفنان ورقيه وحضاريته في التعامل مع الناس كانت عنوانا أساسيا في حياته.

بدوره قال الفنان عبد الوهاب عتمة رئيس فرقة الإذاعة والتلفزيون الموسيقية ان الفنان الراحل كان يتمتع بصوت جبلي قوي ذي خامة مميزة وبفقدانه خسرنا صوتا من الأصوات الرائعة والجميلة على مستوى الوطن العربي.

وأوضح عتمة إنه اشتغل مع الفنان الراحل في بداية مسيرته الفنية في إذاعة دمشق حيث عزف معه أغنية (ماودعونا) أ لحان الفنان عبد الفتاح سكر لافتاً إلى إنه بالرغم من مرضه سجلت له الإذاعة أغنيتين خلال الفترة القريبة الماضية.

ورأى الفنان علي الديك إن غياب فؤاد غازي هو غياب لقامة كبيرة في الفن السوري وقال إن صوته لا يزال يرن في آذاننا بكل الأغاني التي سمعناها من الطفولة .

وأشار إلى أن الفنان الراحل استطاع عبر تجربته الغنائية العريقة أن يبني مدرسة فنية متكاملة متخصصة بالفن الشعبي فهو من وضع الخطى الأساسية لهذا الفن في سورية ومشى المغنون من بعده على دربه.

وقال المؤلف الموسيقي وسام الشاعر إن صوت الفنان الراحل فؤاد غازي يتميز بأنه طبيعي وعفوي ومع ذلك فهو يظهر لدارس الموسيقا بأنه أكاديمي وهذه ميزة نادرة جدا ان يجمع المغني بين الأكاديمية في الأداء والشعبية في نوعية الصوت كما إنه يجمع بين القوة والدفء بآن واحد.