2013/05/29

فـي اتجـاهـات النـص!
فـي اتجـاهـات النـص!


مرهج محمد - البعث

لكتابة الدراما خصوصية تختلف عن باقي صنوف الكتابة، فصناعة الدراما ليست عملاً إبداعياً كما يراها البعض، والعمل في مجالها يختلف عن العمل في مجال الكتابات الأخرى.

ولهذا فإننا نرى أن مهمة إنجاز عمل درامي من حيث السيناريو كثيراً ما يتقاسمها عدد من الكتّاب، فيبدأ كل واحد بالعمل على جزء من العمل، ويبدؤون بذلك بشكل دراماتيكي إلى أن ينهوا جميع الأجزاء أو الفصول التي تم تقسيم العمل إليها.

وهذه المسألة تفهم في البلدان التي هي مصدر صناعة الدراما من خلال منحيين اثنين:

الأول: إن صناعة الدراما هي حرفة يتعلمها الكاتب من حيث الشكل وتفصيل المشاهد في الصورة والحوار، أي توزيع الفكرة على مساحة عمل بصري مشهدي.

الثاني: سعي الشركات العاملة في هذا المجال إلى الإنجاز السريع للعمل، وهذا الإنجاز السريع بحد ذاته يصنف تحت الرؤية التسويقية التجارية، أي إنجاز أكبر عدد ممكن من المشاهد وصولاً إلى إنجاز العمل ضمن فترة زمنية محددة، وهذا اللهاث وراء الوقت، سببه هو أن هناك أعمالاً أخرى موضوعة على قائمة التنفيذ السريع لدى تلك الشركات.

أما التميز أو التفرد في الكتابة الدرامية فيكون حين يحترف المبدعون هذه المهنة ويتفرغون لها.. فينتج عن ذلك استهلاكهم لطاقاتهم الإبداعية في أعمال حرفية لأسباب هي على الأغلب محصورة في الجني المادي وسرعة تسويق الشهرة.. دون أن نغفل أن مسحةً أدبيةً جماليةً يكتسبها العمل الدرامي تكون على الأغلب على حساب ما يمكن أن ينتجه ذلك الكاتب الموهوب من فنّ متميز لو أنّه استثمر ذلك الوقت والجهد وتلك الطاقة الإبداعية في كتابة قصيدة متميزة في حال كان الكاتب شاعراً على سبيل المثال...!.

والسؤال المطروح: أيهما أجدى، التخصصية الدرامية لموهوبي الفنون الأخرى، أم التخصصية الإبداعية وكل في مجال موهبته؟.