2015/03/19

فائق عرقسوسي خلال التصوير
فائق عرقسوسي خلال التصوير

السفير - روز سليمان

ينشغل نجدة أنزور منذ مطلع آذار الحالي، بتصوير مسلسل «امرأة من رماد». في بساتين كيوان (دمشق) يستكمل بعض المشاهد الليليّة من العمل الذي كتبه جورج عربجي وتنتجه «المؤسسة العامّة للإنتاج التلفزيوني» للعرض في رمضان 2015. في موقع التصوير الذي زارته «السـفير» أمـس، يبدو أنزور حاسماً في موقع التصوير: «من يعمل عليه أن يخضع للشرط الفني الذي يتواجد فيه».
خلال أيّام التصوير السبعين، ستتنقّل الكاميرا بين عدّة أحياء دمشقيّة، من المزة، إلى المالكي، وأبو رمانة، ومشروع دمر، وصولاً إلى بساتين كيوان، وداريا أيضاً. يشارك في البطولة الممثلون سوزان نجم الدين، وصباح الجزائري، ووائل رمضان، وسعد مينا، وزهير عبد الكريم، وندين تحسين بك، ومحمد خير الجراح، ومحمد الأحمد، وتيسير إدريس، ويحيى بيازي وغيرهم...
يتناول «امرأة من رماد» الأزمة السوريّة، من زاوية البشر، وما تعرّضوا له من تحطيم نفسي، وما شهدوه من شروخ اجتماعيّة. ذلك المضمون هو ما حفّز أنزور على إخراج النصّ الذي يعدّ باكورة عربجي. يقول أنزور: «ترتكز التجربة الأولى على غريزة الكتابة لدى صاحبها، قبل دخوله معترك الاحتراف حيث يصير مطلوباً منه الالتزام بقواعد معيّنة، تخصّ التسويق مثلاً».
يشتغل المخرج على اختزال الأفكار في إطار بصري، يشكّل مصدراً لدعم الطرح الرئيسي للعمل. في أحد المشاهد، يؤدّي الممثل فائق عرقسوسي، دور أبو سارة الذي يقاوم خاطفيه. تتألّف عناصر المشهد من ضرب وتعذيب ودماء، والأسير يقاوم، يصرخ ويرمي جلّاديه بالشتائم. يقول أنزور: «وظّفت في هذا المشهد كاميرات المراقبة، كنت أريد عيناً ثانية وثالثة ترى ما لا تراه الكاميرا وحدها».
يدور الخط الرئيسي للعمل حول قصّة سيدة تدعى جهاد، تجسّد دورها سوزان نجم الدين. تفقد جهاد ابنها بقذيفة هاون، لا ترى سوى أشلاء وبقايا من ثيابه، وتقنع نفسها بأنّه لم يمت. تعيش نوعاً من الفصام، حين تلجأ إلى التبنّي، لكنّها تجابه بالمانع الديني، ثمّ تتمكن من شراء طفل. يتفرّع عن قصّة جهاد مجموعة من الحكايا، بما فيها الخطف، والإرهاب، والحب، والخيانة، الزواج بين أبناء طوائف مختلفة، والهجرة، والإصرار على البقاء.
لا يكتفي «امرأة من رماد» بمتابعة هواجس الأزمة من زاويتها المدينيّة، بل يقاربها من وجهة نظر أهل الريف أيضاً. يؤدي الممثّل تيسير السعدي شخصية المزارع أبو علاء الذي تصيبه قذيفة هاون، وتقطع رجله. يقول السعدي لـ «السفير»: «يمتلك نجدة أنزور رؤية ثاقبة وهذا ما يحفّز على المشاركة في أعمال بإدارته، أجسّد شخصية ذات طابع تركيبي تظهر مدى انعكاسات الحرب النفسية على الناس، لناحية فقدان الحلم والطموح والأمل».

تتنوّع تجارب الشخصيّات التي يظهرها العمل، ولكن هل نستطيع اليوم تقديم دراما تتناول تجارب مختمرة حول ما يعيشه السوريون منذ أربع سنوات، نسأل أنزور؟ يقول المخرج السوري إنّ اختمار المرحلة ليس ضرورياً، و«الناس بحاجة للمساعدة، علينا تقديم دراما تنهض بكل معطيات المجتمع، لا الانتظار حتى تنتهي الأزمة، فما حدث في سوريا أساسه أزمة أخلاق». ويضيف «شكراً للأصدقاء، لكنّ سوريا لن تتحرّر إلا بيد السوريين، والجندي الذي يقاتل دفاعاً عن وطنه، عليه أن يدرك اليوم أنّه الوحيد القادر على التخلُّص من الإرهاب».