2012/07/04

العربي – صفاء الليثي أفلام التحريك هى الاسم الأشمل لأفلام الرسوم المتحركة وأشهرها الكارتون ثنائى الأبعاد، وأفلام العرائس وأفلام بتقنية ثلاثى الأبعاد منفذة على الكومبيوتر وتبدو كعرائس مجسمة مثل الفيلم الهندى عن الكلب روميو الذى تجاوب معه الأطفال لوجود ترجمة باللغة العربية على الشريط، ولأنه يشبه أفلاما تعودوا عليها من والت ديزنى الأمريكية. رغم افتقاد الأطفال للغة العربية فى أفلام المهرجان إلا أن وجودها بالفيلم السورى "طيور الياسمين" لم يقربه منهم، الفيلم ناطق بالفصحى رتيب وأحداثه بطيئة تجاوب معه الكبار الحاضرين للعروض ولكن الصمت خيم على الأطفال أثناء مشاهدته، إذ يعانى النص من الخطابة رغم رسومه المتقنة. الملاحظة العامة أن الأطفال يتجاوبون مع الموسيقى وفى لحظات تصاعدها يعلو تصفيقهم فرحين بالوصول لنتيجة ما، وهو ما تترجمه الموسيقى المتصاعدة عادة، كما يصفقون فى لحظات إظلام الشاشة اعتقادا منهم بأنها نهاية الفيلم، وحين يكون الإظلام فاصلا فقط يعودون للصمت انتظارا للحظة النهاية وخاصة عندما يعجزون عن فهم الفيلم أو التجاوب معه حين تطول المشاهد الحوارية المعتمدة على الكلمة غير المترجمة للعربية، يرفض الأطفال كذلك الحكايات الشفاهية ويتفاعلون مع الصور وليس مع سماع الحكايات. أظهر الأطفال وعيا وحسا نقديا ظهر فى تعليقهم على فيلم " الفيل بابا" لمخرج هولندى عن قصة أمريكية. الوقت المخصص للندوات قليل جدا، وهناك غياب تام فى التنسيق بين الجهات المشاركة فى المهرجان وبين إدارته، لا تراعى الفئة العمرية للأطفال الذين يحضرون العروض، والمشرفات يقمن بالعمل كعبء كبير يضاف إلى أعبائهن الحياتية، حين تجاوب الأطفال مع مشهد حركى بالفيلم الكندى "شحنة إلى أفريقيا" وصفقوا فى مرح قامت مشرفة المدرسة وصرخت فيهم "ما حدش يصقف، بلاش دوشة" منفذة تعليمات رجال الأمن بالأوبرا الذين كانوا يديرون المهرجان فعليا، بينما كان منتج الفيلم وعدد من الكنديين الآخرين سعداء بتجاوب الأطفال وبشجاعتهم فى طلب ترجمة الأفلام حتى يفهموها أكثر، هناك غياب تام للكبار المهتمين بالطفولة عن عروض المهرجان وندوات الأفلام رغم أهمية ما يمكن رصده من ردود أفعال الأطفال وأسئلتهم التى عكست وعياً يفوق ملاحظات الكبار التى اتسمت بالتقليدية والتمسك بالسائد، حضر العروض بالمسرح الصغير ما يمكن اعتباره العرض الرئيسى حيث تدير الندوات الصحفية الشابة راشدة رجب من جريدة القاهرة والمخرجة فريال كامل عضو لجنة المشاهدة والتى تكتب للحياة مقالتها النقدية، وسيدة مهتمة تكتب قصصا للأطفال، وبالطبع مسئول إدارة الندوة ولا أحد آخر. هناك مفهوم أن مهرجان الأطفال لهم فقط. ولكن أغلب الأفلام المشاركة تصلح للأسرة كلها كما حدد منتج فيلم " شحنة إلى أفريقيا" وكما هو الملاحظ على أغلب أفلام المهرجان فى كل الأقسام وحتى فى الرسوم المتحركة التى لم تعد تخاطب الأطفال فقط بل أصبحت محملة بأبعاد سياسية تتفاعل مع القضايا المطروحة والتى تهم العالم كله. الملاحظة الثانية هى ضيق صدر الكبار والمنعكس حتى على الأطفال الذين لم يتعودوا على التركيز مع فيلم يصل لساعة ونصف الساعة حتى لو كان ممتعا مثل الشجرة المسحورة البولندى أو الضفادع الهولندى أو حتى أصيلة الناطق بالعربية عن موضوع من البيئة العربية، قابلت البنات الصغار فى الحمام " لماذا لا تشاهدون الفيلم " فيكون الرد " زهقنا " عدم الجدية من الكبار وانسياق الصغار لهذا أيضا، معلمات المدرسة الفاقدات لأصول التربية كيف يمنحنها للصغار، فقط نلاحظ قدرا من الاهتمام من بعض الصغار الحاضرين مع أولياء أمورهم -أم أو أب- مما يؤكد أن التربية تعتمد فقط على البيت بعد أن فقدت المؤسسات التعليمية دورها تربية وتعليما. سهولة تحميل الأفلام من على الشبكة الدولية ومشاهدتها على الكومبيوتر المنزلي، صعوبة المواصلات وأزمة الطرق، قد تكون أسبابا إضافية لعدم الإقبال على العروض فى مهرجان سينما الأطفال الذى انتهت دورته العشرون دون مشاركة حقيقية من مصر فى مسابقات الأفلام، بينما كنا قادرين منذ أكثر من ربع قرن على إنتاج فيلم سينمائى للأطفال مثل فيلم "السندباد الأخضر" الذى أنتجته الثقافة الجماهيرية على شريط سينمائى عام 1983 وعرض فى ندوة تكريم لمؤلفه الشاعر شوقى حجاب الذى بادر الحضور بسؤال لماذا لا ننتج الآن أفلاما ونقصر إنتاجنا على البرامج ومسلسلات التليفزيون؟ والإجابة معروفة فالمنتج يحتاج موزعاً، والموزع ليس لديه سوى القنوات التليفزيونية بعد أن انتهى فعليا عرض فيلم قصير قبل الفيلم الطويل فى دور العرض العامة، ولا توجد قاعة سينما مخصصة للأطفال، هل يمكن أن يقوم مسرح العرائس مثلا بهذا الدور؟ هل يمكن أن نضع فى اعتبارنا تخصيص حفل للأطفال فى العطلة الأسبوعية، ألن يسهم هذا فى توسيع رقعة الإنتاج لتشمل أفلاماً روائية مخصصة للأطفال، وعندها يمكننا المشاركة فى المسابقات وننافس على جوائز المهرجان فى أقسامه المختلفة؟ تبذل جهود كبيرة تمتد لشهور لإنجاح مهرجان سينما الأطفال، ونحتاج قبل إقامة المهرجان مؤتمرا موسعا تشارك فيه كل الجهات المعنية بالطفولة للاتفاق حول الوسائل الأفضل لكى يصل الدعم الثقافى لمستحقيه من الأطفال فى شرائحهم العمرية المختلفة، نحتاج جلسة تقييم حقيقية يدعو لها رئيس المهرجان د. فوزى فهمى ومديرته سهير عبد القادر لكى تكون الدورة القادمة مؤثرة بحق ومحققة للأهداف المرجوة لأطفالنا عماد المستقبل.