2012/07/04

قناة ناشونال جيوغرافيك برامج علمية ووثائقية تستحق المشاهدة والحذر
قناة ناشونال جيوغرافيك برامج علمية ووثائقية تستحق المشاهدة والحذر


هيثم صالح – تشرين

عندما تستخف بالوحش ستكون الضحية القادمة.. عبارة تقع موقع الحكمة العامة المطلقة ويمكن إسقاطها على مختلف نواحي الحياة

وقد وردت في سياق كلام أحد مذيعي قناة ناشونال جيوغرافيك التي تهتم بالدرجة الأولى بالبرامج العلمية والوثائقية وهو يقدم برنامجاً وثائقياً عن الذئاب التي تتفادى المواجهة مع الإنسان ولكنها تنقض عليه عندما يخاف ويهرب كما حدث مع أحد أشخاص البرنامج عندما خرج من معسكره وتوغل بعيداً في الغابة من دون سلاح وحاول الهرب لدى مشاهدته الذئاب من حوله.

إن من يتابع هذه القناة يجد أنها تقدم برامج عدة وثائقية وعلمية قيمة تستحق المشاهدة لسببين: الأول أنها تهتم بالمادة العلمية والوثائقية، والثاني: أنها تعطي معلومات مبسطة وممتعة وقد تكون جديدة كلياً بالنسبة للمتلقي تغني ثقافته العامة وتضيف له كماً لا بأس به من المعارف. أما الشيء السلبي في هذه القناة وهو في أغلب الأحيان يرتبط بعامل ذاتي بالنسبة للمشاهد فهو في مصدر المعلومات التي تحصل عليها القناة ولاسيما في البرامج الوثائقية التي تفرج عن مادتها الجهات الاستخبارية بعد مرور زمن محدد، فقد يكون هناك تلاعب في بعض المعطيات أو إغفال لها، وهنا يجب أن يتحكم عقل المشاهد بمنطقية المعلومة وسياقها، وعلى الأغلب تكون المعلومات المفرج عنها مغايرة تماماً للرواية السابقة أو تجيب عن أسئلة كانت غامضة أو مغيبة بشكل مقصود، كما حصل في حرب فييتنام والحرب الكورية والحربين العالميتين الأولى والثانية واغتيال الرئيس الأمريكي الشهير جون كندي وغرق سفينة ركاب تايتنك خلال رحلتها اليتيمة.

ومادام الشيء بالشيء يذكر فلابد من السؤال عن البرامج الوثائقية والعلمية التي كان يقدمها التلفزيون العربي السوري والتي كانت تحظى بجمهور واسع من المشاهدين والآن لا نكاد نشاهدها على شاشتنا الوطنية ومنها على سبيل المثال برنامج من الألف إلى الياء الذي كان يحرص على إعطاء المعلومة الموثقة والشائقة والدقيقة والتي لا يضطر المشاهد خلال متابعتها إلى التشكيك فيها أو التدقيق في مصادرها كونها كانت تذاع على شاشتنا الوطنية وتحظى بتدقيق كبير من قبل معد البرنامج آنذاك المرحوم /موفق الخاني/ وقد يقول قائل: إن مثل هذه البرامج تحتاج إلى مراكز أبحاث وإلى أشخاص متخصصين وموثوقين، ونحن نوافقه الرأي ولكن نسأل أيضاً: هل بحث القائمون على شاشتنا الوطنية عن هؤلاء الأشخاص وهل كانت لديهم خطة لتطوير البرامج الوثائقية على الشاشة والنهوض بها كماً ونوعاً؟!

في النتيجة يجب ألا تغفل شاشاتنا الوطنية أي شريحة من شرائح المجتمع لأن سبيل النجاح في استقطاب الجمهور هو معرفة ما يرضيه ويشده للمتابعة فضلاً عن السعي الدائم لكسب شرائح جديدة. والأهم من ذلك هو توفير المراكز البحثية المتخصصة التي توفر المعلومة الصحيحة التي يمكن أن تستفيد منها وسائلنا الإعلامية بكل أنواعها ولاسيما الإعلام المرئي الذي أصبح الآن في زمن السرعة أحد أهم مصادر الثقافة والمعرفة العامة وسلاحاً فعالاً في تكوين الآراء والمواقف وتشكيل الرأي العام