2013/05/29

كاميرا «نيران صديقة» تدور في البترون
كاميرا «نيران صديقة» تدور في البترون


امين حمادة – السفير


في قرى منطقة البترون، شمال لبنان، بدأت الكاميرا قبل أيام، بالتقاط المشاهد الأولى من مسلسل «نيران صديقة» للمخرج أسامة الحمد. العمل من إنتاج شركة «الفردوس»، وتأليف حازم سليمان، ومن بطولة مجموعة من الممثلين السوريين واللبنانيين. ويشارك في العمل، من الجانب السوري، باسم ياخور، لورا ابو أسعد، فايز قزق، اندريه سكاف، محمد حداقي، أحمد الأحمد، فادي صبيح وآخرون.. أسماء الممثلين اللبنانيين لم يتمّ تحديدها بشكل نهائي، ولكن علمت «السفير» أنّ من بينهم برناديت حديب، وليليان نمري، وطارق تميم، إلى جانب عدد من الوجوه الواعدة كسليم علاء الدين وسعد القادري.

ويقول أسامة الحمد لـ«السفير» إنّ المسلسل الكوميدي يتألّف من ثلاثين حلقة، ويتحدّث عن «قريتين لهما امتداد جغرافي ضمن مناطق حدودية لدولتين مختلفتين، تربطهما عادات وعلاقات، حيث الأحداث مستنبطة من الواقع ضمن نص درامي متجانس يحمل مفاهيم سياسية، آنية واجتماعية». يرفض الحمد تحديد الحيز الجغرافي للدولتين، معتبراً «أنهما قد تكونان ســوريا ولبــنان أو أيّ بيئة مشابهة»، علماً أنّ أهالي القريتين، «أم النور» و«أم الورد»، سيتكــلمون بلهجة البقاع اللبناني، ولهجة وادي بردى السوري.

ينفي الحمد أيّ شبه بين «نيران صديقة»، و«خربة»، أو «ضيعة ضائعة»، ويقول: «قرأت عن هذا الأمر في بعض الصحف والمواقع اللبنانيّة، لكنّ ذلك غير دقيق، خصوصاً أني لم أعطِ أيّ حديث لأي وسيلة إعلاميّة لبنانيّة بعد، وهذه المرّة الأولى التي أتناول العمل في الإعلام». ويوضح: «نحن نعتز بتجارب الآخرين، لكن لا نحاول أخذها»، مؤكداًً أنّ عمله «حالة فنية مستقلة بحد ذاتها، لا تشبه غيرها وتقوم على بيئة وتعاطي درامي مختلفين».

وستتوزع مواقع التصوير على مدى أربعة أشهر في قرى قضاء البترون بين دوما، وآسيا، وخصوصاً حلتا التي تتميز بتضاريس تشابه الحدود وطبيعة الأرض المطلوبة في السيناريو، «والتي تشعرك أنك في قرية تحافظ على الهوية العمرانية اللبنانية»، بحسب قول الحمد. من الواضح أنّ اختيار التصوير في لبنان، جاء كنتيجة لتبعات الأزمة في سوريا، وصعوبة التصوير هناك. لكنّ الحمد يصرّ على عدم وجود أي علاقة بين اختيار المكان، والأزمة. «لم تفرض الأزمة اختيار موقع التصوير أبداً بل شروط الزمان والمكان، هو مشروع كوميدي جريء وجميل، وإعادة إنتاج للنسيج الفني اللبناني/ السوري الذي كان في السبعينيات».

أما الفريق التقني في المسلسل، فكوادره سورية بامتياز. هذا الأمر يبرره المخرج الشاب بـ«الخوف من عامل الزمن، لا سيما أنه عملي الأول في لبنان، ولم أكتشف بعد نوعيّة المهارات التقنيّة هنا»، متمنياً في الوقت عينه العمل مستقبلاً مع الفنيين والتقنيين اللبنانيين. وحول الدراما اللبنانية، يفضل الحمد أعمال «أبو سليم وفرقته»، مشدداً على أنّ «لا شيء ينقصها»، لكنه يرى المشكلة في «نوعية بعض النصوص التي يتمّ تقديمها، على عكس الممثلين والمخرجين اللبنانيين القادرين على العمل على أي نص، وبإبداع». وفي هذا الإطار يكشف مدير الإنتاج فراس العمري لـ«السفير» أنّ «قناة «الجديد» حصلت على العرض الأول لبنانياً في شهر رمضان المقبل، في حين تتقدّم فضائيات للحصول على العرض الأولّ عربياً».

وتبقى الأمنية الأبرز لأسامة الحمد، الذي يبكي «آخر كل ليل»، كما يسرّ إلينا، بعرض مسلسله أمام أبناء وطنه، وقد تجاوزوا محنتهم: «وطني أكبر وأغلى من كل وجع، لا تلغيه أطراف ولا تلغيه أزمة، وكل ما أتمناه أن يقوى من جديد، وأن تكون نتيجة كل ما يحصل الأفضل لسوريا وليس العكس».