2012/07/04

كاميرون دياز: الضحك طوق نجاة
كاميرون دياز: الضحك طوق نجاة


سهام خلوصي – الكفاح العربي


هي ليست فقط شقراء طويلة ومثيرة فقط كاميرون دياز. إنها أيضاً بل أولاً ملكة الكوميديا، تعرف كيف تنتزع الضحك من الجمهور بعفويتها وتلقائيتها. هي لا تتصنع الفكاهة لأنها في الحقيقة تعتمد الضحك كدواء لطرد السموم من داخلها كما تقول، وهي اليوم على شاشاتنا في فيلم "Bad Teacher" لتضفي من ظرافتها وخفة ظلها.

هنا لمحة عن الفيلم وبطلته ثم حوار معها عن جوانب غير معروفة في شخصيتها.

"Bad Teacher" فيلم كوميدي ساخر أخرجه جايك كاسوان، فيه تلعب كاميرون دياز دور اليزابيت المعلمة التي يكرهها تلاميذها وتخوض معارك للفوز بقلب زميلها سكوت (يلعب الدور جاستن تمبرلاك الذي كان لوقت مضى على علاقة عاطفية بكاميرون). والجمع بين الممثلين في هذا الفيلم "ضربة معلم" لأن الكيمياء بينهما ايجابية.

القصة عادية لكنها مكتوبة بحوار ذكي وظريف، وهي مشحونة بالمواقف المضحكة، ومن المستحيل أن يبقى المشاهد بارداً أمام كاميرون ذات الأداء التلقائي الفكه. انها ملكة الأدوار الفكاهية الكوميدية، وهي فعلاً بطلة الافلام الخفيفة التي تنشر المتعة.

وكاميرون دياز لها تاريخ مع هذا النوع من الأفلام ستضيء على أهم المحطات فيه: ولدت في 30 آب (اغسطس) 1972 في سان دييغو في كاليفورنيا، وهناك نشأت في جوار المحيط وأحبت رياضة ركوب الأمواج. لها جذور انكليزية وألمانية وشيروكية لجهة والدتها، وأصول كوبية لجهة والدها. في عمر الـ16 سنة عملت كعارضة لأشهر الماركات العالمية كما كالفن كلاين وكوكاكولا، وذلك لمدة خمس سنوات. لكنها كانت تريد شيئا آخر. كانت تريد أن تصبح ممثلة، فقررت أن تخوض تجارب الأداء لفيلم "The Mask" في العام 1994 وحصلت على الدور. نجاح هذه الكوميديا الخيالية التي أدارت خلالها رأس جيم كاري جعلها تتقدم الى الواجهة.

بعد ذلك لعبت في عدة افلام مستقلة، الى أن كان العام 1997 فبرزت في فيلم "My Best Friend’s Wedding" الذي أظهر طاقتها الكوميدية، فتكرست هذه الشقراء الممشوقة الجذابة والمثيرة لمثل هذه الأدوار. لكنها اصبحت نجمة عالمية بعد أدائها بطولة فيلم "There’s Something About Mary" في العام 1998. كذلك تميزت في دور العروس المستقبلية الهستيرية في فيلم "Very Bad Things". والذين تابعوا هذه النجمة يتذكرون كيف أنها عملت على تبشيع نفسها لتلعب دور زوجة مجنونة في فيلم "Being Johm Malkovich". هي لا تتردد في المغامرة أكثر من مرة وفي تحطيم صورتها كنجمة مثيرة.

كاميرون دياز "فرقعت" في شباك التذاكر في فيلم ملائكة شارلي "Charlie’s Angels" في العام 2000 وهو مقتبس من مسلسل بالعنوان نفسه كان رائجاً في الثمانينيات، وفيه لعبت دور ناتالي كوك الى جانب درو باريمور ولوسي لو. هذا الفيلم كان له جزء ثان في العام 2003.

لكن هناك محطة في العام 2001 حيث أعارت كاميرون دياز صوتها للأميرة فيونا في فيلم "Shrek" وهو من نوع الصور المتحركة. طبعاً استمرت في إعطاء صوتها لفيونا في الأجزاء الاربعة من هذه السلسلة "Shrek" وآخرها كان في العام 2010. بعد سنتين من الراحة من العام 2003 الى العام 2005، عادت بفيلم من نوع الكوميديا الرومانسية وهو "The Holiday" مع كات ونسلت.

رصيد كاميرون دياز اليوم من الأفلام يبلغ حوالى أربعين فيلماً شاركت في بعضها كبار النجوم كما طوم كروز وليونارديو دي كابريو في فيلم "Gangs Of New York" للمخرج مارتين سكورسيزي. وحسب ترتيب مجلة "Forbes" في العام 2008، فقد كسبت ارباحاً في العام 2007 بلغت 50 مليون دولار، ولهذا حسبت كاميرون الممثلة الافضل أجراً متقدمة بذلك على كيرا نايتلي التي جمعت 32 مليون دولار.

كاميرون دياز لم تعرف فقط كنجمة "سكسي" وكوميدية ظريفة، وإنما ايضا بتعدد علاقاتها العاطفية. ارتبطت من العام 1990 وحتى 1995 بكارلو دولا تور، ومن العام 1997 وحتى 1999 بالممثل مات ديمون، ومن العام 1999 وحتى 2003 بجاريد لوتو، ومن العام 2003 وحتى 2007 بالممثل جاستن تمبرلاك، ومن العام 2008 وحتى 2009 ببول سكولفير، ومن شباط (فبراير) 2010 وحتى تشرين الثاني (نوفمبر) 2010 بماتيو موريسون، ومنذ شباط (فبراير) 2011 وحتى اليوم هي مرتبطة بألكس رودريغز.

لكن هناك جوانب أخرى في شخصيتها نكتشفها في الحوار الآتي:

■ في "Bad Teacher" أنت تجسدين الى جانب جوستان تمبرلاك شخصية استاذة مكروهة من تلاميذها وهي حساسة تجاه الأوبرا. بالنسبة إليكِ اي نوع من الموسيقى تسمعين ويساعدك على الاسترخاء؟

- حاولت كثيرا أن أسمع موسيقى "Pouccini" لكن بعد ربع ساعة بدأت بالغليان من الداخل! (تضحك). أعتقد أن أذني في حاجة الى موسيقى اقوى قليلا. أنا افضل الهارد! لا شيء افضل من الفرق الموسيقية كما ايرون مايدن، اوزي اوسبورغ، AC/DC، بوازون... كي استرخي! الموسيقى تجعلني أنتشي.

■ شخصيتك في "Bad Teacher" تحلم بأن يكون لها صدر عامر جداً. ما رأيك في النساء اللواتي يجدن كمال شخصيتهن في الجراحة التجميلية؟

- بالنسبة الي، اللجوء الى الجراحة التجميلية لم يكن يوما فكرة جيدة. اولاً لأنني لست متأكدة من ان الاشخاص الذين يلجأون الى العمليات يفعلون ذلك من تلقاء انفسهم، لكن غالباً، وباللاوعي، هم يفعلون ذلك من اجل الآخرين. في النهاية معايير الجمال تتغير باستمرار. لنتكلم عن الصدر، منذ خمس سنوات، كل النساء كن يردن زرع أثداء على شكل "اليقطينة"، كانت الموضة للأثداء الكبيرة. في افريقيا، النساء ينظرن الى اثدائهن كأدوات لإرضاع أولادهن، بينما في بلادنا الامر يتعلق بجزء من أجسادنا يسمح للرجال بأن يحلمن بنا. شخصيا، أنا مقتنعة بحجم ما أملك.

■ في السنة المقبلة ستبلغين الأربعين، هل حضّرت نفسك لهذا المنعطف؟

- لا افكر ولم افكر في الأمر! اجتياز العشرات هو كما السرعات في السيارة، انه امر يجب أن يحصل بشكل اوتوماتيكي وخصوصاً بشكل طبيعي. فإذا ركزت المحرك على علبة السرعات، فأنت تخاطر بفقدان السيطرة على سيارتك. بينما اذا لم تعر الأمر أي انتباه، فإن سرعتك تبقى منسابة وجيدة. انه الأمر نفسه مع ثقل السنين، ويفترض أن لا يقلقك! أنا لا أنظر الى الكيلومترات التي اجتزتها ولكن انظر الى تلك التي علي أن اجتازها. أنطلق بشكل مستقيم الى الأمام من دون أن أطرح على نفسي اسئلة! اذا أردنا أن ننظر كثيراً الى الوراء فنحن نزيد من فرص الصدامات.

■ كي تحافظي على شكلك، هل تتبعين نظاما غذائيا معينا؟

- على مدى سنوات كنت شرهة وآكل كالحصان. كنت آكل الشوربة بالكريما، والبسكويت بالشوكولا والسندويشات بالزبدة... كنت خصوصاً أحب البطاطا المقلية، وكل ما هو "مقالي". كلما كان الطعام دسما، كلما كنت احبه اكثر. كل ذلك من دون ان يزداد وزني كيلوغراما واحدا. يبدو أن جسمي يتمتع بنظام حرق جيد.

اليوم لم اعد اقترف مثل هذه الأمور، لأن جسدي تغير. انتهى طعام الـ"Junk – Food". الآن أنا آكل الطعام العضوي لأنني اصبحت أحب أن أعرف من أين تأتي المواد الغذائية التي استهلكها وكيف هي.

■ في فيلم "Charlie’s Angels"، شاهدناك تركبين الأمواج، وهي رياضة تمارسينها فعلا بماذا تحسين وأنت تركبين لوح التزلج؟

- انه احساس ممتع جداً... أحس نفسي بين السماء والارض، كما لو كنت في حالة انعدام الجاذبية. انه امر مؤثر جدا. نحس انفسنا صغاراً جدا في مواجهة قوى الطبيعة.

■ هل ان راكبي الامواج هم مواطنون بيئيون في نظرك؟

- لا أعرف كثيرا من راكبي الامواج الذين يحبون السباحة وسط أكياس البلاستيك! عندما تمارس هذه الرياضة، عليك أن تلتزم بالأخلاقيات التي تتلاءم معها. هذه الاخلاقيات تفرض احترام البيئة. في الستينيات والسبعينيات، كان هناك مجموعات من راكبي الامواج يتركون فضلاتهم على الشاطئ لأنهم لم يكونوا يعون الذي تحدثه تصرفاتهم. اليوم الذهنية تغيرت في اوساط راكبي الامواج. أصبحوا الآن يأتون مع حقائبهم ويذهبون مع اكياس النفايات!

■ من أين جاءك حب الطبيعة الأم وحب ركوب الامواج؟

- من طفولتي التي كنت أقضيها في مخيمات مع عائلتي في الهواء الطلق. لا تنسوا انني من كاليفورنيا، وان ركوب الامواج والمحيط هما جزء من يومياتي أو حياتي اليومية. عندما كنت صبية صغيرة كنت احلم بأن اعمل في البيولوجيا البحرية. في عمر سبع سنين نويت أن افتح عيادة لاحياء السمك الأحمر. (تضحك).

باختصار، لقد كبرت وأنا في حضن الطبيعة التي كانت ولا تزال محافظة على نظافتها نسبيا في ذلك الوقت. لكن عندما أرى في حال صارت اليوم، ارغب في البكاء. الكتلة الثلجية تذوب بسرعة كبيرة، وغاباتنا تتعرى وتجتث، مياهنا الجوفية مسمومة بالطفيليات، وإذا لم يكن كل هذا كارثياً، فماذا يكون؟

■ أنت ايضا واحدة من النجوم الملتزمين باحترام البيئة في العالم؟

- عندما تشتري جينزاً مصنوعاً من القطن غير البيولوجي، قل لنفسك انك تساعد اكثر المصانع تلويثا في العالم! ولا تنسَ أن انتاج كيلو من القطن يتطلب في بعض البلدان المجدبة 30 ألف ليتر من الماء. فقط من اجل كيلو من القطن! مع العلم، ان علينا أن نحافظ على الماء في يومنا الحاضر. مليار شخص في العالم يفتقدون هذا العنصر الجوهري للحياة. في اللحظة التي اتكلم فيها، هناك نصف سكان الارض تقريبا تنقصهم مياه الشرب وحتى مياه الخدمة. هذا اول سبب للموت على الكرة الأرضية. فكروا في هذا كله عندما تشترون جينزاً او قميصا من القطن.

■ أنتجتِ في بداية اعوام الـ2000 ما سميته "Trippin" وهي سلسلة برامج عن البيئة. من بين كل هذه الأمكنة البرية التي ناضلت فيها، أيها اعطاك فرحا اكثر؟

- "Baja California" حيث استطعنا ان نراقب واحداً من آخر مجموعات الحوت الازرق. مشهد نادر ومؤثر. لا أنسى ابدا ايضا الاغنية الميلودية لمئات آلاف العصافير بينما كنت اسبح في المياه العكرة في نهر ماكال في "Belize". ايضا هناك اطلال تيكال في غواتيمالا، في قلب آخر غابة استوائية لم يمسها البشر في اميركا الوسطى. هدف هذا البرنامج ليس إظهار مغامرة شقراء جميلة في مناطق بعيدة ونائية، وإنما جذب انتباه المشاهدين الى ان كوكب الارض محكوم عليه وهو في خطر إذا نحن لم نغير، بشكل راديكالي، عادتنا المدمرة كمستهلكين.

■ الشهرة تقدم كثيرا من الإيجابيات، لكنها أيضاً تقدم بعض السلبيات. ما الذي تندمين عليه اكثر منذ اصبحت نجمة؟

- عندما اصبحت ممثلة، كنت أعرف مسبقا انني سأفقد جزءا كبيرا من حريتي. الشهرة هي جيدة وجميلة، لكن هي ايضا كما لو انهم بتروا لك واحدا من اطرافك. نشعر بالازعاج من ذلك! لحسن الحظ، أنا شخص فائق الايجابية وأكثر ايجابياتي هي أنني أحب أن أضحك.

الضحك، بالنسبة الي افضل وسيلة لآخذ مسافة وارتفاعاً، كي لا تذوب شخصيتي في الابتذال والغرور. هو ايضا طريقة لتنقية النفس من الداخل. نوبة ضحك جيدة تنظف كل السموم التي في داخلك.