2012/07/04

لينا صالح: أحرس ذاكرة التراث الفلسطيني
لينا صالح: أحرس ذاكرة التراث الفلسطيني


أشجان عبد العزيز – دار الخليج

لينا صالح مطربة فلسطينية نشأت في عائلة تعود جذورها إلى “بيت نباله” وسط فلسطين، وعلى الرغم من مولدها في الكويت وحصولها على البكالوريوس في مجال الحاسوب من جامعة الأردن إلا أن حبها فلسطين ليس له نهاية وتتمنى اليوم الذي تعود فيه إلى حضن وطنها، وهي مطربة رئيسية في فرقة الحنونة للتراث الشعبي الفلسطيني ومقرها الأردن، وتضع على عاتقها مهمة تجميع وتوثيق التراث الفلسطيني .

التقيناها وتحدثت عن المهمة الملقاة على عاتقها منذ كانت طفلة صغيرة، وهي تجميع التراث الفلسطيني، وكيف استثمرت صوتها لتحقيق ذلك الهدف، ورأيها في الأحداث التي يشهدها الوطن العربي .

في البداية، كيف انضممت إلى فرقة “الحنونة”؟

وجودي في أسرة فنية فالأب هو رئيس فرقة “الحنونة”، وكذلك جميع أفراد العائلة أعضاء فيها ما جعلني أنضم بسهولة للفرقة، فانضممت إلى فريق الدبكة بالتحديد وعمري 7 سنوات، ولكني لأسباب صحية تركته وانضممت إلى القسم الموسيقي في الفرقة واكتشفوا موهبة الغناء عندي وجودة طبقة الصوت، وفي سن 13 عاماً أحضر لي أبي أساتذة صوت تدربت على أيديهم، وكنت أركز على هدف واحد فقط، هو أن أكمل رسالة والدي، وهي حمل التراث الشعبي الموروث وتجميعه وتوثيقه، وكلما جمعت فيه أجدني مجحفة في حقه، فهناك المزيد الذي لم يتم توثيقه بعد، خاصة أننا الآن في مرحلة خطرة حيث يقوم “الإسرائيليون” بتقليدنا في كل شيء، وأخذ موروثنا الفلسطيني والعربي ونسبه إليهم، فمرات عديدة كنت أحضر حفلات كنت أجد منهم من يرتدي زينا ويغني بلهجتنا، لذلك كان كل هدفي أن أسير على مسيرة الوالد، وهي حراسة ذاكرة التراث الشعبي الفلسطيني بحيث يسلمها كل جيل إلى الجيل الذي يليه .

هل تركزين فقط على الأغاني الوطنية؟

أركز على التراث الشعبي خاصة التراث الفلسطيني وتراث بلاد الشام ولكني أحاول تقديمه بشكل جديد من خلال تغيير اللحن والتنوع في طريقة الأداء، ولكن المهم هو ترك الثيمة الأصلية لروح العمل .

ألم تحاولي الخروج عن هذا الإطار الذي وضعت نفسك فيه لتحقيق  الشهرة والمال؟

لم أحاول الخروج عن نمط غناء التراث الشعبي والوطني، فأنا أضع لنفسي إطاراً محدداً أسير وفقاً له، وأعتقد أن الفنان من الممكن أن يحصل على الشهرة من خلال إتقان عمله، وبالفعل فرقة “الحنونة” لديها شهرة واسعة في المنطقة العربية، خاصة الأردن فهي موجودة منذ 20 عاماً، وأنا منضمة إليها منذ كنت في السابعة من عمري، وهي بالفعل لها بصمة واضحة .

لكن المطرب الذي لا يصدر ألبومات لا يربح، فكيف تعتمدين على هذا النوع من الغناء؟

أنا لا أعتمد عليه فأنا أعمل حالياً مديرة علاقات عامة وتسويق في مركز للعيون في عمان، ولا أعتمد على الغناء كمصدر للدخل، كما لا يقتصر عملي في الفرقة على الغناء فأنا أقوم بدور العلاقات العامة، حيث أقوم بترتيب المهرجانات التي تقوم بها الفرقة، وبحث من يحتاج إلى رعاية من الفلسطينيين سواء الموجودين داخل الأردن أم خارجه، وكذلك أقوم بدور إشرافي في الفرقة .

لماذا درست علوم الحاسوب مادمت لم تعملي بها؟

دخلت جامعة الأردن ضمن نسبة التفوق الفني، حيث كان يتم إجراء اختبار غناء للمتقدمين ووقتها كنت من أوائل المتقدمين وانتسبت إلى فرقة كورال الجامعة الأردنية، وشاركت وقتها في تمثيل الجامعة في عدة مهرجانات في عدد من الدول العربية .

يشاركك الغناء في الفرقة الفنان محمد سمير، وهو أيضاً مطرب رئيس في الفرقة فهل جربتما الغناء دويتو؟

لا، فكل منا يغني فقراته الخاصة به، والفرقة مكونة من 120 عضواً، منهم 30 راقص دبكة و15 موسيقياً وأنا وزميلي مطربان، ومحمد لديه فرقة خاصة به، كما أشارك أنا في “رؤية” فرقة الفنان الأردني طلال أبو الراغب، وأعتبر فرقة “الحنونة” هي حياتي .

شاركت في العديد من الحفلات في الدول العربية التي شهدت ثورات مؤخراً، فما رأيك في الثورات العربية وهل تجدينها من الممكن أن تصب في صالح القضية الفلسطينية؟

عندما قامت الثورات العربية ركزت وسائل الإعلام على البلدان التي تحدث فيها الثورات، وانشغل العالم بها ونسوا القضية الفلسطينية، وفي هذه الأثناء حدث احتلال أجزاء كبيرة من الأراضي الفلسطينية من دون أن ينتبه أحد لها، أنا مع الشعوب العربية في ثورتها إذا رأت أنها الطريق إلى الحرية ولكني أخاف حالة عدم الاستقرار التي أصبحت موجودة في معظم الدول العربية وأخاف استغلالها بطريقة أو بأخرى .

هل تواظبين على زيارة فلسطين؟

أذهب إلى فلسطين لإحياء عدة مهرجانات في نابلس ورام الله وفي معظم أرجاء فلسطين، وذلك بالتنسيق مع وزارة الثقافة في فلسطين .

هل لديك اتجاه للتمثيل في الوقت الحالي؟

عُرض علي منذ شهرين أن أشارك في تمثيل فيلم يحكي عن القضية الفلسطينية وحالة التشرد التي لحقت بكثير من الفلسطينيين أثناء الهجرة، وهو من إنتاج أردني، لكني للأسف كنت مشغولة وقتها بسبب انشغالي حالياً في الاشتراك في عدة مهرجانات ومنها مهرجان النكبة الذي يقام منتصف الشهر ومهرجان “حراس الذاكرة” الذي يعقد في وقت قريب .

نفهم من ذلك أنك لا ترفضين التمثيل؟

أنا لا أرفض التمثيل إذا كان الدور الذي سأقوم به يتماشى مع الخط الذي حددته لنفسي، فعندما عُرض علي الفيلم كنت سأقوم بالغناء خاصة أن شكلي شامي ولهجتي كذلك وبالطبع كانت الأغاني كلها ستدور في إطار وطني، فكان سيتم توظيفي في المكان الصحيح، وإذا عُرض علي شيء آخر سأدرسه أولاً ثم أحكم عليه