2013/05/29

مدحت صالح: أتمنى اختفاء الأعمال الهابطة من حياتنا
مدحت صالح: أتمنى اختفاء الأعمال الهابطة من حياتنا


المعتصم بالله حمدي – دار الخليج

يتميز المطرب مدحت صالح بموهبة رائعة جعلته يصل سريعاً لقلوب الجماهير العربية، ويزداد تألقه في حفلات الأوبرا وتترات المسلسلات التي يقدمها، وكانت أغنيته الأخيرة “مسلم والرك على النية . . مش قصة دقن وجلابية” مثيرة للجدل، خاصة أن هناك من فهمها على أنها محاربة لبعض التيارات، ولكن في حوارنا مع مدحت صالح يؤكد أن قصده من الأغنية هو رفض التشدد، كما يتحدث أيضاً عن ابنه “أدهم” الذي يتعاون معه في دويتو جديد بعنوان “ممكن”، وأمور أخرى نتابعها من خلال السطور التالية:

* رغم عدم نجاح مسلسل “شمس الأنصاري” جماهيرياً إلا أن التتر الذي قدمته حقق انتشاراً بين الناس . . ما تعليقك؟

- المسلسل لم يكن سيئاً وأرى أنه حقق مشاهدة كبيرة، وبالنسبة للتتر فأنا أراه من أصعب التترات، لأنه كان يحتاج إلى مجهود كبير بسبب النطق باللهجة الصعيدية، وما زاد من الصعوبة أن عمار الشريعي  عليه رحمة الله  من أصل صعيدي، وساعدني أيضاً الشاعر الموهوب سيد حجاب، ملك تنوع المفردات في الأغنية المعاصرة في مسألة التشكيل .

* قدمت مؤخراً أغنية “سنجل” بعنوان “مسلم والرك على النية مش قصة دقن وجلابية” . . لماذا قدمت هذه التجربة؟

- أولاً أنا لا أتبع تياراً سياسياً ولا حزباً معيناً، كما أنني لست متشدداً، ولكنني مثل معظم المصريين مسلم وسطي يهمني استقرار بلدي وإبعاده عن الفتنة والتطرف، وهذا ما قدمته في هذه الأغنية التي كتبها الشاعر أسامة عبدالصبور، ولحنها الفنان مأمون المليجي، ووزعها كريم أسامة وأعتبر الأغنية رسالة مني لكل المتشددين، وأعلن رفضي لكل من يقوم بتقييد الحرية تحت ستار الدين، أو يتاجر بالدين ويستخدمه في تحقيق أغراض شخصية .

* هل تخشى على الغناء من بعض التيارات؟

- المسألة ليست سهلة، ومن المؤكد أن الغناء ربما يواجه صعوبات في المرحلة المقبلة، ولكننا لن نستسلم خاصة أننا نقدم فناً راقياً، ولكن بشكل عام أنا مسؤول فقط عن نفسي وما أقدمه، فأنا أحرص على أن أقدم كل الأفكار التي تتناسب مع تفكيري في الغناء سواء العاطفي أم الوطني أم الديني منه، ولا أعمل حساباً إلا لضميري ولثقة جمهوري في فني .

* قدمت مؤخراً بمناسبة أعياد الميلاد المجيد حفلين بمصاحبة فرقة الأوركسترا السيمفوني فهل ستواصل تقديم كل حفلاتك بمصاحبة الأوركسترا السيمفوني؟

- منذ بدايتي الفنية وأنا أحلم بأن أغني بمصاحبة أوركسترا سيمفوني، وكنت أسعى جاهداً لتحقيق هذا الحلم، لكن الأوركسترا السيمفوني له أماكن معينة مثل دار الأوبرا، أو المسارح الكبيرة المغلقة، وبالتالي هذا لا يتوافر كل يوم، غير أنني سأنتهز أي فرصة لتكرار ذلك .

* إلى أين وصلت العلاقة بينك وبين الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا بعد انسحابك من حفلات مهرجان الموسيقا العربية بعد رفضها تقديم حفلك بمصاحبة الأوركسترا السيمفوني؟

- أنا لست على خلاف مع الدكتورة إيناس، وأعتبرها بمثابة صديقة عزيزة، وواحدة من الشخصيات القريبة من قلبي، وأفتقدها جداً كفنانة بارعة في مجالها بعد توليها مسؤولية دار الأوبرا، كما أدرك حجم المسؤولية التي على عاتقها، لكنني أخاطب الفنانة داخلها، وأتمنى منها كفنانة أولاً وليست كمسؤولة أن تكون أكثر جرأة في اتخاذ القرارات التي تكون في صالح الفنان والموسيقا .

* ماذا عن مشروع الدويتو الغنائي الذي يجمعك بابنك المطرب الشاب أدهم صالح؟

- الأغنية ستكون بعنوان “ممكن” وسيتم تسجيلها قريباً بعد انتهاء أدهم من تسجيل أغنيات ألبومه الأول .

* هل تشارك في اختياراته الغنائية؟

- أدهم يحب أن تكون له رؤيته الخاصة في ما يغنيه، وأنا أثق في اختياراته، لأن بدايته أفضل من بداياتي ويسبقني بمراحل كبيرة، بحكم استماعه واطلاعه من خلال التكنولوجيا الحديثة على كل ألوان وأشكال الموسيقا في الغرب، ولكنني أحياناً أبدي وجهة نظري في بعض اختياراته .

* ما تفاصيل ألبومك الجديد؟

- انتهيت من تسجيل أغنيتين للشاعر نصر الدين ناجي، والملحن أحمد فرحات، وسيتم طرح الألبوم في فصل الصيف المقبل .

* ألا ترى أن صناعة الإنتاج الغنائي تواجه مخاطر عديدة ولذلك فإن ألبومك قد يخسر ماديا؟

- الإنتاج الغنائي يواجه فعلاً مخاطر مثل القرصنة، ولكن هذا لا يعني أن نستسلم للأمر الواقع، والجمهور يمتلك القدرة على إنعاش سوق الكاسيت بتجاهله للألبومات التي تقرصن على شبكة الإنترنت .

* كيف ترى مستقبل الأغاني المصورة خاصة أنها تعاني ندرة في عددها بسبب تكلفتها المادية المرتفعة؟

- الفضائيات الغنائية تأثرت بالأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نعيشها، وبالتالي قل إنتاجها للكليبات، وعموماً الغناء الراقي سيبقى وسيقاوم كل الظروف الصعبة وأتمنى أن تختفي الأغنية الهابطة من حياتنا الفنية للأبد .