2012/07/04

مرة أخرى... «أخوان» أميركا
مرة أخرى... «أخوان» أميركا

وليد الحسيني – الكفاح العربي


بديكتاتورية مطلقة، سوّقت أميركا للديمقراطية، وجندت جيوشاً من منظمات حرية الرأي وحقوق الإنسان، غزت بها وطننا العربي.

لقد اكتشفت، أن الوسيلة الأوفر تكلفة والأثمر قيمة، هي اللجوء إلى العمالة المبطنة. فأغرقت أسواقنا الشعبية ببضاعتها المخدرة، وأغوت كثيراً منّا بإدمانها، فدخل في غيبوبة التبعية، مما سهّل قيادة المنطقة إلى الفوضى الخلاّقة التي تريدها واشنطن. و«الخلاّقة» هنا، تعني خلق المزيد من الفوضويات.

لم يعد الاتكاء على كبار العملاء وحده مُجدياً، فكان اللجوء إلى تحويل جموع من شعوبنا إلى عملاء النوايا الحسنة، الذين تحولوا إلى ضحايا العرض الديمقراطي المغشوش.

نجحت أميركا وتوابعها في الاتحاد الأوروبي، في تجنيد مجاني لمجموعات، يمكّنها من الزعم أنها «الشعب الذي يريد إسقاط النظام».

وهكذا تم إسقاط الوطن العربي، تحت غواية ديمقراطية تؤسس لديكتاتوريات متعددة، حيث يمكن أن يتحول كل شيخ، أو إمام جامع، إلى ديكتاتور يأمر وينهي، بفتاوى كيفية، تستند إلى تكييف الأسانيد الدينية، وفق مصالحه الحزبية أو المذهبية، مما سيؤدي إلى تفكيك الدولة، وبالتالي، خضوع الناس لدساتير «الجامع» الأقوى من الدستور العام. ولسلطة مفتوحة على الاجتهاد والتأويل والتفسير، وتحديداً عند استغلال الأحاديث النبوية الضعيفة والموضوعة.

إن منطقة، باستراتيجية وثروات، المنطقة العربية، معرضة اليوم لتحكم «إسلاميين»، لا لحكم الإسلام. وهذا وضع يُدخل إسرائيل اليهودية المتماسكة، في نسيج المنطقة المهددة بالتفكك، بحيث لا تعود كياناً غريباً. بل ستكون الكيان الأقوى والأقدر على الحياة والنمو. وفي ذلك يتحقق للغرب، أهم أهدافه في الفوضى الخلاقة، وهو حماية مستقبل إسرائيل، التي كانت عبئاً ثقيلاً على سمعة الغرب واقتصاداته.

لا شك في أن الانتقال بالدول العربية إلى دول دينية، هو خطة ممنهجة اتفق عليها الأخوان مع الأميركيين، قد سبقت «الثورات» المغشوشة، بست سنوات من المباحثات السرية، كما اعترف الأخوان المسلمون أنفسهم، قبل أن تخرجها هيلاري كلينتون إلى العلن.

إذاً، يوما بعد آخر، أو «ثورة» بعد أخرى، تنكشف الخطة.

«الإسلام» هو الحل.

شعار تبنّاه الأخوان في مصر، ويبدو أن أميركا قد اعتمدته وترغب في تعميمه.

لا أحد ينكر تعاظم دور «أخوان» تونس. ولا أحد ينكر سيطرة «أخوان» مصر. ولا أحد ينكر وكالة «أخوان» تركيا. ولا أحد ينكر تحولات «أخوان» غزة. ولا أحد ينكر محاولات «أخوان» ليبيا، وعلى طريقهم الدموي، «أخوان» سوريا.

وأخيراً لا أحد، بعد كل هذا، يستطيع أن ينكر أننا نواجه «أخوان» أميركا.