2012/07/04

«مريم» لباسل الخطيب: حكاية قرن من عمر سوريا
«مريم» لباسل الخطيب: حكاية قرن من عمر سوريا


ماهر منصور - السفير

نحو سبعة عشر عاماً مرت قبل أن يعود المخرج باسل الخطيب إلى «المؤسسة العامة للسينما» لينفذ فيلمه الروائي الأول معها «مريم»، الذي كتبه بالتعاون مع أخيه تليد الخطيب، بعد أن نفّذ فيلمين قصيرين لمصلحة المؤسسة في العالم 1995، هما «مسارات النور» عن الآثار في سوريا، و«قيامة المدينة» وكان أول عمل له عن القدس.

اليوم يعود الخطيب ليقارب قضية الصراع العربي الصهيوني ذاتها، من زاوية أخرى، فضلاً عن قضايا حياتية تؤلف في ما بينها حكاية حول الأعوام المئة الأخيرة من تاريخ سوري، ضمن رؤية سينمائية تؤرخ لحياة ثلاث سيدات ينتمين لثلاثة أجيال زمنية مختلفة، تجمع بينهن الأرض السورية والتفاصيل اليومية لأهلها. والاسم «مريم».

النساء الثلاث، واللواتي حملت كل منهن اسم «مريم» وفق ما ذكر موقع «آفاق سينمائية» التابع «للمؤسسة العامة للسينما» في سوريا هن: «مريم الأولى، التي تعيدنا إلى العام 1918، وهي فتاة جميلة، عذبة الصوت، يعجب بصوتها إقطاعي فيقربها منه لتغني لها ولضيفه. تقع مريم في حب الشاب حسن، لكنها سرعان ما تحرق نفسها وتموت، حزناً على فرس لهما، تغرق في بركة طينية ضخمة.

أما مريم الثانية فهي سيدة مسيحية، وأرملة شهيد، سرعان ما تفقد أمه خلال حرب حزيران، خلال قصف على الكنيسة التي تحتمي بها، بينما تصاب هي وابنتها زينة، فتغافل عيون جنود الاحتلال عن الابنة بأن تلفت أنظارهم إليها فيأسرونها وتموت في الأسر. بينما تنجو الابنة زينة من الجنود لتكبر في كنف سيدة مسلمة وتعيش في دمشق.

أما مريم الثالثة، فهي مغنية شابة، تعيش في وقتنا الحالي. وهي حفيدة الجدة حياة أخت مريم الأولى. مريم الثالثة ستجد نفسها وجهاً لوجه في مواجهة أهلها الذين يقررون وضع الجدة في دار للعجزة، وتحاول أن تمنعهم من ذلك، ولكن محاولاتها تبوء بالفشل».

حكايا النساء الثلاث لا تبدو معزولة عن محيطها الزماني والمكاني. وبالتالي يعدنا الفيلم بحكايات أخرى تنسج في ما بينها الحكاية الكبرى .. حكاية وطن.

حكاية «مريم» هي واحدة من المشاريع السينمائية الكثيرة التي لم يخف المخرج باسل الخطيب يوماً رغبته بتحقيقها مع توفر الظرف المناسب، فالسينما حبه الأول الذي لم تشغله عنه النجاحات التي حققها في التلفزيون، بل كثيراً ما كان باسل الخطيب يغازل السينما من خلال أعماله التلفزيونية هذه. وهو ما يؤكده الخطيب نفسه، في دردشة خاصة معه بقوله: «في الدراما التلفزيونية استطعت إلى حد كبير أن أحقق جزءا يسيرا من طموحاتي السينمائية، عبر المواضيع التي تناولتها، والحلول الإخراجية، وعبر الصورة والإضاءة».

يجسد شخصيات «مريم» عدد من النجوم السوريين منهم: سلاف فواخرجي، عابد فهد، أسعد فضة، نادين خوري، صباح جزائري وآخرون. ومن المنتظر أن يبدأ المخرج الخطيب تصوير الفيلم خلال الشهر الجاري.