2012/07/04

معارك حول زياد الرحباني... أنا مش كافر
معارك حول زياد الرحباني... أنا مش كافر


أمل الأندري – الأخبار



اعتدنا منذ أشهر طويلة حالة «الهياج» التي تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي في مهبّ «الربيع العربي»... مع الأتون السوري مثلاً، شُنَّت حملات تكفيرية متبادلة بين معارضي «الثورة» ومناصريها، حتى تحوّلت الشبكة العنكبوتية إلى ساحة مواجهة حقيقية. هكذا شاهدنا عند كلّ منعطف حاسم، نزعات مقلقة وعنيفة أحياناً، تتناقض مع المدّ الشبابي الحالم بالتغيير وبغد أفضل. وقد أسهم عدد كبير من الفنانين والمثقفين والإعلاميين في صبّ الزيت على النار الافتراضيّة، حتّى صار بعضهم من مشجّعي حالة «السعار» والمحرّضين عليها.

لذا، لم يكن مفاجئاً أن نشهد اندلاع حملات التكفير الشرسة ضدّ زياد الرحباني ما إن انفرد الفايسبوك بـ«سكوب» نشر صورته يوم الجمعة الماضي في مهرجان «الوعد الأجمل» في الضاحية الجنوبية لبيروت. حالما ظهرت صورة الفنان اللبناني الذي اختار الغياب عن الأضواء منذ اندلاع «الربيع العربي»، مصغياً إلى الأمين العام لـ«حزب الله»، أُعلنت الحرب على فايسبوك وتويتر. مناوشات فردية بين «الأصدقاء» انطلقت على الموقع الأزرق، فيما شهد ميدان تويتر أشدّ المعارك الافتراضية ضراوةً حتى وصف الرحباني بـ«الشبيح». «حضور زياد الرحباني لمهرجان نصر الله أمس نهاية طبيعية للانهيار الكبير الذي عاشه الرحباني في السنوات الأخيرة» كتبت الإعلامية اللبنانية ديانا مقلّد. وليس بعيداً عنها، علّق الصحافي السعودي في جريدة «الوطن» فيصل العامر على تويتر: «أحد المطلوبين على قائمة الـ36، الإرهابي... زياد الرحباني». سورياً، شهدت الساحة الافتراضية معركة أشد ضراوةً بعدما وضع وجود زياد الرحباني في الاحتفال في خانة الموقف الداعم للنظام السوري، وانقسمت الآراء بين مدافع ومهاجم له. وبينما كتب أحد المدوّنين السوريين تغريدة: «حضر احتفال «حزب الله»، واللي مو عاجبو يصطفل، و«حزب الله» الو رأيو السياسي بموضوع سوريا متل مو أمّ الديمقراطية السعودية بتدعم الثورة»، ردّ آخر: «وتستمر الثورة السورية في كشف العالم على حقيقتهم. واليوم انضم زياد الرحباني الى قائمة العار من الباب الواسع. يا حوينة هل المخ فيك». تلك عينة من التعليقات التي اجتاحت الفضاء الافتراضي الذي شهد أيضاً عتباً حنوناً على موقف الرحباني. آخرون تعاملوا مع القضية بخفة، فكتب أحدهم أنّ إطلالة زياد الرحباني تفوّقت على إطلالة فضل شاكر في التظاهرة الداعمة للاحتجاجات التي أقامها السلفيون في بيروت قبل أشهر. وعلّق آخر على تويتر «إنجاز جديد للمقاومة الاسلامية تحسد عليه... إخراج زياد الرحباني من عزلته».

على أي حال، ليس غريباً أن نشهد كل هذا التكفير، خصوصاً لزياد الرحباني الذي يحتل مكانةً على حدة في الوجدان اللبناني والسوري. ولعلّ حدة الكتابات على الشبكة تأتي من شعور المعلّقين بأنّ موقف زياد يسجّل نقطة لصالح معسكر على آخر في خضم معركتهما على حشد الأصوات «الوازنة». لكنّنا لا نستغرب هذا السعار الذي اقتصر على المناوشات و«الضربات» الافتراضية، بعدما اعتدنا على امتلاء شاشاتنا التلفزيونية بحلبات المصارعة منذ اشتعال الأتون السوري.