2013/05/29

مع راغب وآشكين.. بلغ الغرام التركي/ العربي ذروته
مع راغب وآشكين.. بلغ الغرام التركي/ العربي ذروته


محمد خضر - السفير


عندما باشرت شبكة «أم. بي. سي» عرض الأعمال التلفزيونية المدبلجة عن التركيّة، كانت تستند إلى مجموعة عوامل لضمان النجاح الجماهيري. فمن جهة، تتمتع اللهجة السوريّة بمحبّة شرائح واسعة من الجمهور العربي، منافسة اللهجة المصريّة بذلك على قلوب المشاهدين. ومن جهة أخرى، عوّلت الشبكة على الشبه الكبير في الملامح بين العرب والأتراك، إضافةً إلى التقارب في العادات والتقاليد. وتوّجت كلّ ذلك، بالحرفيّة العالية في اختيار أصوات الممثلين الذين يدبلجون الشخصيّة إلى العربيّة. كلّ هذا ضاعف نجاحات الدراما التركية المدبلجة، وجعلها قطاعاً لا يركد، على الرغم من الأزمة السياسية بين سوريا وتركيا. هذا ما فتح عيون قطاعات فنيّة أخرى على الكنوز التركيّة الدفينة. وفي هذا السياق، تكثف التعاون الغنائي اللبناني التركي بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة. وبدأ ذلك على شكل زيارات لبنانية، لمطربين وملحنين أتراك، بهدف أخذ موافقتهم على تعريب بعض الألحان. ثم تطوّر التعاون إلى استغلال عدد من المطربين لجمال الطبيعة في اسطنبول، وتصوير أغنياتهم هناك. وأخيراً، افتتحت الفنانة نانسي عجرم بازار الحفلات العربيّة في تركيا، ولبّت هيفاء وهبي دعوة رسمية لزيارة اسطنبول، لتكتشف أنها شخصيّة شهيرة هناك.

من جهته، ذهب راغب علامة أبعد من ذلك، ليفتتح عصراً جديداً من الدويتو بين الفنانين العرب والأتراك. هكذا سجّل أغنية منفردة مع المطربة التركية آشكين نوربانجي بعنوان «أنا ضايع من دونك حبيبي». كتب كلمات الأغنية الشاعران اللبناني طوني أبي كرم، والتركي أوميت ساين، وصاغ اللحن كيرياكوس بابادوبولوس، ووزعه إسكندر بايداس. والعمل إنتاج مشترك بين شركة «باكستايج برودكشن» (خضر علامة)، وشركة «تقسيم إديشن». وتولّى المخرج التركي مراد كوسوك تصوير الكليب الذي بدأ يلاقي رواجاً على الشاشات وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.

أمّا على صعيد المسلسلات، فسيتمرّ التعاون بشكل مطرد. فبعد إعلان جهات إنتاجيّة تركية عن نيّتها ترجمة مسلسل «سقوط الخلافة» للمخرج محمد عزيزية ، تتركز الأنظار حالياً على دبلجة مسلسل «الفاروق عمر» إلى التركيّة، في رمضان المقبل. وقد تمّ توقيع عقد مع قناة atv التركية، لتقديم العرض الأول من المسلسل الضخم والمثير للجدل في الشهر الكريم. ويحمل العمل توقيع وليد سيف نصاً، وحاتم علي لجهة الإخراج. قد تكون هذه فاتحة لتعاون من نوع آخر بين العرب والأتراك، لا يكون فيها الطرف العربي مجرّد مستهلك. اللافت للنظر أنّ السجال حول «مسلسل عمر» في الدائرة العربيّة، لم يلقَ صدىً في تركيا، ولا في أيّ دولة إسلاميّة أخرى، تعاقدت قنواتها على عرض العمل.