2013/07/03

«منبر الموتى» يشرّح الأزمة: الواقع يبقى أقسى
«منبر الموتى» يشرّح الأزمة: الواقع يبقى أقسى

 

امين حمادة – السفير

 

 

انتهى المخرج سيف الدين السبيعي الاثنين من تصوير «منبر الموتى»، الجزء الثالث من «الولادة من الخاصرة». خاض المسلسل هذا العام، «الدراما» الخاصة به... بدءاً من اضطرار شركة «كلاكيت» المنتجة للتصوير في لبنان بسبب الأزمة في سوريا وتجنّب بعض الممثلين في العمل الدخول إلى سورياً، مروراً باستبدال مخرجة الجزءين الأول والثاني رشا شربتجي بالسبيعي، ورحيل العديد من الفنيين معها، وصولاً إلى اعتقال كاتبه سامر رضوان ومن ثم الإفراج عنه، وانتهاءً باستقدام المخرج المنفذ وائل أبو شعر في آخر أيام التصوير.

 

ومن المرجح أن يكون للعمل ارتدادات كثيرة خلال عرضه في رمضان، خصوصاً أنّه الأكثر قرباً للراهن السوري بكل تعقيداته السياسية، الاجتماعية والأمنية. يوضح سيف الدين السبيعي للـ«السفير» أنّ «المسلسل ليس عملاً تاريخياً ولا توثيقياً، بل محاكاة درامية لما يحصل في بلدنا من خلال الشخصيات التي عرضت في الجزء الأول والثاني، وبعض الشخصيات الجديدة. ويعتبر السبيعي أنّ الواقع أقسى مما سيتمّ تقديمه في العمل: «لن نكون أكثر جرأة من الفيديوهات على يوتيوب، وكل ما يشاهده الناس في نشــرات الأخبار».

 

وفيما يستغرب سبيعي الحديث عن رفض الرقابة في سوريا السماح بتصوير المسلسل، يكشف عن لقاء جمعه بوزير الإعلام السوري عمران الزعبي من أجل الحصول على الموافقة المبدئية. يومها أكّد الوزير ان «لا حاجة لإذن بالتصوير ما دام يتمّ خارج سوريا، وأنّ الموافقة على العرض تتمّ بعد مشاهدة المسلسل كأي جهاز رقابي في أي دولة أخرى». إلا ان سبيعي يلفت إلى ان لجنة الرقابة اقترحت تأجيل التصوير حين اطلعت على النص وهو أمر غير مألوف في الدراما السورية على حد قوله.

 

وحول استلامه دفة الإخراج من شربتجي، يقول سبيعي: «أنا أكملت هذا المسلسل لإنقاذه ومن اجل الناس التي تنتظره ولأنني أحببت النص». ويفصح عن حديث دار بينه وشربتجي قبل توليه الإخراج، مفاده أن «اختلافاً كبيرا في وجهات النظر حصل بينها والشركة المنتجة». وفي هذا الإطار يشعر أن «رشا شربتجي من أسرة العمل وصاحبة المشروع بالأساس، وقد صوّرت بالفعل 20 في المئة من مشاهد الجزء الثالث». تجدر الإشارة إلى أنّ اسم شربتجي وأسماء كلّ الفنيين ممن غادروا معها، سيتمّ ذكرها في شارة المسلسل. وكانت شربتجي أدت أيضاً دوراً في الجزء السابق لكنها استبدلت بالممثلة اللبنانيّة نادين الراسي.

 

ومن أهم الشخصيات الجديدة في هذا الجزء، أم رامي تؤديها الممثلة نادين خوري، وعائلة «أبو عزام» ويؤدي دور أفرادها تيسير إدريس، سمر سامي وسامر إسماعيل (أدّى دور الخليفة عمر بن الخطاب في مسلسل «الفاروق» العام الماضي). ويتحدّثّ إسماعيل عن دوره لـ «السفير»: «شاب سوري يؤدي خدمة العلم، يتعرض لذل شديد من احد ضباط الأمن (رؤوف/ عابد فهد)، ينتج عنه سلوك وردة فعل عنيفة جداً تضعه في مصاف المسلحين». كما يشارك الفنان أيمن رضا في البطولة من خلال دور غيّاث الذي يساعد صديقه جابر (قصي خولي) في شؤون الانترنت. واللافت في ذلك وقوفه مجدداً وبعد غياب إلى جانب باسم ياخور أمام الكاميرا. كما يشارك في العمل الممثل حسام الشاه، بدور يحيى، وتحلّ الممثلة مي سكاف ضيفة بدور «أم أكرم» التي تفقد ابنها في الصراع القائم حالياً.

 

ويواكب «منبر الموتى» العديد من التطورات الدرامية في خطوط الشخصيات، ومن أبرزها انضمام أبو الزين (محمد حداقي) إلى صفوف الجيش الحر، إذ يلصق به أحد الضباط هوية أحد المطلوبين، ثم يجبره على الظهور على شاشة التلفزيون ليدلي باعترافات كـ «إرهابي». ويتحدّث باسم ياخور للـ«السفير» عن التطورات الجديدة في شخصية أبو نبال، مبيناً ان «حجم الدور توسع وأصبح أكثر محورية، ويتحول إلى مزيد من العنف والدموية، فبعد ان كان تابعاً أصبح هو صاحب القرار، يحارب من اجل شخصه ودوافعه ومن اجل الانتقام ممن استخف بكرامته، وتخلى عنه من زعامات فاسدة وأمنية».

 

لكن هل يخشى المشاركون في العمل انعكاس مضمونه عليهم بشكل سلبي في هذه الظروف الدقيقة؟ يأسف الممثل الشاب حسام الشاه بسبب «حقيقة أن الوضع سيء لدرجة أن لا أسوأ من ذلك، أنت مهدد بالموت ان كنت مؤيداً أو معارضاً، الشعب السوري كله مهدد في كل لحظة». ويؤكد أنّ «هدف المسلسل ليس تأجيج ما يحصل، بل فقط تشريح الواقع وتقديم مجموعة من وجهات النظر التي يمكن رؤيتها من أكثر من زاوية».