2012/07/04

مهمة مستحيلة الجزء الرابع (شبح البروتوكول) دبي ملاذاً لتجار الأسلحة
مهمة مستحيلة الجزء الرابع (شبح البروتوكول) دبي ملاذاً لتجار الأسلحة

مهمة مستحيلة الجزء الرابع (شبح البروتوكول)


دبي ملاذاً لتجار الأسلحة


بوسطة_عوض القدرو


دوماً نحن العرب ننساق بعواطفنا قبل عقولنا وربما قبل عيوننا نهلل ونصفق لأشياء من المعيب أحياناً أن توصف حتى بأشياء. مثلي ومثل الكثيرين المتعطشين لرؤية فيلم سينمائي بدار عرض سينمائي بعض أن أصبحت هذه الموضة غائبة عن دمشق وسورية في القرن الحادي والعشرين ذهبت أنا وصديق عزيز لمشاهدة فيلم الساعة والفيلم الأول المتصدر على لائحة الفيلم الأعلى إيراداً لموسم أعياد ورأس السنة.

"مهمة مستحيلة جزء 4" أو "شبح البروتوكول" للمخرج براد بيرد المتخصص نوعاً ما بأفلام الكرتون والذي حاز عنها أوسكارين.. وأيضا هناك الممثل النجم توم كروز نجم سلسلة "مهمة مستحيلة" التي بدأت عام 1996.

بالمختصر في الجزء الرابع للفيلم المذكور مجموعة من الدول هو وجهة العميل إيثان (توم كروز) تبدأ المهمة من صربيا إلى هنغاريا وروسيا ودبي والهند لنهاية المطاف في الولايات المتحدة والعلم الأمريكي الخفاق الذي يعلن نجاح هذه المهة وبراءة ذلك العميل وإدانة كل الدول التي تم ذكرها سابقاً والإعلان عن استكمال المهة في جزء خامس سيكون مسرح أحداثه في قندهار.

هذه هي مقولة الفيلم، الظاهر منها وما خفي، وإرضاءً للآخرين، فالبطل المطلق وبلا منازع هو برج دبي (برج خليفة) البرج الأعلى في العالم الذي ظهر في الفيلم برجاً ماسي اللون من الخارج ومأوى لتجار الأسلحة من الداخل ودبي ظهرت بهذا الفيلم مدينة بدون سكان بدون حياة مدينة تكسوها الصحراء وسكانها من الإبل والجمال كما قدمها المخرج عند مشهد دخوله إلى دبي، ويخرج من دبي وقد كساها بعاصفة رملية غطت كل هذه المدينة بما فيهم بطل الفيلم برج دبي!!!.. كيف وافقت حكومة الإمارات العربية المتحدة على هذا الشيء؟ لا أعلم.. دبي في "مهمة مستحيلة" هي استعراض ميديا إعلامية فقط لا غير، هي تكريسها مثل باقي المدن التي ظهرت في الفيلم لإثبات النظرية السياسية الأمريكية التي تجسد مقولة وقناعة الولايات المتحدة بعدم الدخول بغمار أي حرب على أرض الولايات المتحدة و إنما الحرب دائماً هي على أرض الغير

على أرض الشرق الأوسط وكل ما يحيط بهذا الشرق....

ومهرجان دبي السينمائي الدولي، الذي انعقد في الشهر الأخير من عام 2011، هلل كثيراً واحتفى بنجوم ومخرج الفيلم وافتتح أيام المهرجان بهذا الفيلم الرديء، بينما لو نظرنا للسنوات السابقة لوجدنا أن مهرجان دبي كان يفتتح دوماً بأفلام عظيمة مثل "المليونير المتشرد" و"خطاب الملك" الحائزين على أوسكار أفضل فيلم و"أفاتار" الذي رشح لجوائز عديدة أيضاً.

لست بصدد الحديث عن قصة وموضوع الفيلم إطلاقاً، لأن أحداث وقصة الفيلم لا تصلح حتى لنقاش عادي... أهم العناوين والمشكلات التي قدمها الفيلم والتي تعكس الهوس الأمريكي هو من أهم أعداء الولايات المتحدة... بهذا الفيلم يظهر جلياً من هم..

العدو الأول هو القوة التي يرمز لها الفيلم، من خلال قصر الكرملين الشهير في موسكو والذي يحقق فيه المخرج جزءاً من الحلم واللهاث الأمريكي بتفجيره من خلال الفيلم..

والعدو الثاني في هذا الفيلم هو رأس المال العربي المتمثل ببرج دبي، والذي يعدنا مخرج الفيلم بأن هناك رياحاً عاتية ستعصف برمال تأتي من الغرب لتعيد الشرق إلى عصر الصحراء وعصر الإبل والجمال.

وطبعاً تظهر في الفيلم أيضاً مدينة بومباي الهندية، بوليوود الشرق، التي تؤوي أيضاً كبار تجار الأسلحة.. كل العالم وكل الشرق الأوسط بهذا الفيلم هو مركز لتجارة الأسلحة ومكان للأسلحة النووية؟؟؟ لا أدري كيف نحن العرب نستكين لكل هذا ونهلل ونسهب بالحديث عن إبهار سينما هوليوود، ونرى هذه السينما من خلال عيون من صنعها، نحن أدرى من غيرنا وأصبحنا نعلم أن الإبهار البصري والمشهدي في السينما الأمريكية  قد بلغ حد الإعجاز... ولكن الواجب تذكره دوما والتسليم به بأن السينما الأمريكية لن تبلغ بعقولنا حد الإقناع.....

مهما يكن لا من مشكلة تذكر بالنسبة لهم ولا من شيء يستحق التفكير به، لربما من قبلنا، ولكن الأجدى الآن أن نكون متيقظين أكثر ولنحاول أن نصنع سينما نقتنع بها قبل غيرنا ونجبر الآخرين على رفع القبعة أحتراماً لها ولنأخذ مثالاً السينما الصينية والسينما الإيرانية والسينما الروسية وقبلها السينما السوفيتية ونتعلم منهم كيف غزو أهم المهرجانات الدولية بفكرهم وثقافتهم ولن يسمحوا لثقافة وقوانين الآخرين أن تكون قاعدة لصناعة سينماهم..

نمني النفس مع بداية عام 2012 أن نشاهد سينما سورية جديدة سينما سورية قريبة من الناس ولكل الناس سينما سورية لا تتثاقف وتتعالى على جمهورها وتكون مثلما يريدها المتلقي السوري سينما واثقة قوية جديدة بمعناها وأسلوب طرحها، سينما تشمخ بفكر صناعها وتتجاوز العقبات بالحب والتعاون وتوظف كل الإمكانيات لصناعة سينما سورية حديثة شعارها "سينما سورية من أجل سورية".