2013/05/29

ميسون أبو أسعد: العمل في الدراما السورية مقاومة
ميسون أبو أسعد: العمل في الدراما السورية مقاومة


غيث حمّور – الحياة


تطل النجمة السورية ميسون أبو أسعد في الموسم المقبل من خلال عملين، الأول اجتماعي («حائرات») مع المخرج سمير الحسين، والثاني كوميدي («نيران صديقة») مع المخرج أسامة الحمد. عن هاتين المشاركتين تقول أبو أسعد لـ «الحياة»: «أجسد في مسلسل «حائرات» شخصية نسرين، وهي واحدة من الحائرات اللواتي يعملن في إحدى المؤسسات الحكومية التي تجمع معظم بطلات العمل. وتعد هذه المؤسسة المنطلق الأساسي لحكايات المسلسل. وتشغل شخصيتي منصب رئيسة الديوان، وهو دور جميل عموماً، وتصب عنده الكثير من حبكات العمل، منها ما يتعلق بالأزمة التي تمر على البلاد حيث تضطر العائلة للنزوح من منزلها، ومنها يمكن أن يحدث في أي مكان وأي زمان مثل قضايا تتعلق بالفساد الحكومي. المسلسل ككل مميز وبخاصة العمل مع المخرج سمير الحسين. فعلى رغم الأوضاع التي نصور فيها، إلإ أن هناك نكهة خاصة للعمل، خصوصاً أن جميع العاملين فيه يعيشون أزمات العمل في الحياة الطبيعية.

وعن مسلسل «نيران صديقة» تقول: «انتهيت منذ فترة من تصوير مشاهدي في هذا المسلسل. وهي التجربة الأولى لي في الكوميديا. وأجسد شخصية «هناء» وهي خادمة تسعى إلى تحسين حياتها، عبر رسم المخططات، لكنّ مخططاتها هذه تبقى بسيطة، ولا تتجاوز حدود القرية التي تعيش فيها. مع ذلك تسحر شباب قرية «أم النار» فيقعون في غرامها قبل أن يحبها صاحب البيت الذي تعمل فيه. وفي هذا العمل أشارك نجوم الكوميديا في العالم العربي والذين قدموا أنجح الأعمال في السنوات السابقة مثل «خربة» و«ضيعة ضايعة»، فضلاً عن المخرج المتميز أسامة الحمد، وهذا شرف كبير لي، وكنت أتمنى أن يكون الدور أكبر ولكن، هكذا شاءت الظروف».

وعن تصوير «نيران صديقة» في لبنان، وهل لهذا علاقة بالأجواء المتوترة في الداخل السوري، تقول: «هناك خيار فني وآخر أمني، فأحداث العمل تدور بين قريتين متجاورتين إحداهما سورية والأخرى لبنانية، هما «أم النور» و«أم النار». وهذا ما دفع المخرج للبحث عن بيئة مناسبة جغرافياً ووجدها في لبنان. لكننا لا ننكر أن هناك خياراً أمنياً أيضاً».

وتبدي أبو أسعد رضاها عن تجربتها الدرامية في الموسم الماضي في «أرواح عارية» و«رفة عين»، بخاصة أن الحصار المصري فكّ أخيراً مع عرض الأول على قناة «أي بي سي» المصرية. و«هـذا ما أعطاني جرعة رضا إضافية، فالموسم الذي سبقه اقتصرت مشاركتي فيه على أعمال البيئة («الأميمي»، «رجال العز»)، لكن الموسم الماضي قدم لي شيئاً مختلفاً بشخصيات جديدة».

وفي ما يتعلق بالاتهامات التي توجه إلى الفنانين السوريين، بأنهم يعملون في الفن والدماء تسيل في سورية، تقول النجمة الشابة: «هذا الكلام غير صحيح ويفتقر إلى المنطق، فالأزمة أثّرت في الجميع بمن فيهم الفنانين، وبخاصة في تحضيرات الموسم الماضي. فمع تصويرنا كانت الدماء تسيل وهذا ما ترك أثراً كبيراً في نفوسنا، ودفعني للتفكير في التوقف عن العمل. لكنني في الموسم الحالي شعرت بقيمة العمل في شكل أكبر على أكثر من مستوى. فالعمل هو جزء من المقاومة لما يحدث، ونحن نعمل في ظل أوضاع صعبة ومعرضين للموت في كل لحظة كما مختلف شرائح المجتمع السوري، إضافة إلى أن هذه المهنة كأي مهنة أخرى، وفي النهاية هي لقمة عيش لكثيرين، وأرى أن البلد يجب ألا يتوقف عن العمل مهما كانت الظروف، وبصرف النظر عن المواقف السياسية يجب أن تستمر الحياة بكل مناحيها».

وعن واقع الدراما السورية في هذا الموسم، تقول: «لا يمكنني أن أتكلم وفقاً لمعطيات أو وقائع، ولكن يمكنني أن أقدم أمنيات ورغبات في استمرار العمل وزيادة كمه. وعلى رغم أن الأعمال السورية حتى الآن لا تتجاوز العشرة، ولكن في العودة أشهراً إلى الوراء، لم يكن أحد يتوقع أن ينتج أي عمل، وهذا بحد ذاته إنجاز».

وهل تعتقد بأن النوعية ستنخفض أيضاً في ظل الكم المنخفض؟ تجيب أبو أسعد: «لا أتمنى أن تتأثر النوعية. وعبر مشاركتي في عملين من أصل عشرة تنتج حالياً، ومن خلال ما سمعته من زملائي الفنانين في الأعمال الأخرى، أعتقد بأن النوعية والمستوى الفني الجيد مستمران في إنتاجنا، فالنصوص ذات سوية عالية، والمخرجون مشهود لهم، إضافة إلى أن النجوم الذين يعملون لديهم القدرة على تقديم الجديد».

وتوجه أبو أسعد رسالة إلى السوريين، تقول فيها: «الأهم في الوقت الحالي أن نبتعد عن الكلام في السياسة، ونتعاضد ونعمل على مساعدة أهلنا الذين فقدوا أحبتهم وممتلكاتهم ومصادر رزقهم».