2012/07/04

ميشيل أبو سليمان: أعيش مرحلتي الذهبية
ميشيل أبو سليمان: أعيش مرحلتي الذهبية

سهيلة ناصر - دار الخليج


يؤمن ميشيل أبو سليمان أن “الفن موهبة وقدرات وإمكانات ومن يملك هذه المؤهلات لا بد أن يصل إلى تحقيق ما رسمه لنفسه” . خاض غمار الإعداد والتقديم والإنتاج والكتابة والتمثيل منذ عام ،1979 لكنه اشتهر بلقب “فويسي” من خلال صوته في برنامج “عالهوا سوا”، كأول برنامج “تلفزيون الواقع” في العالم العربي . بعد هذه المسيرة، يحقق اليوم “الفرصة الذهبية” بالتحضير لتقديم برنامجه الخاص “فيل أور نو فيل” .

أخيراً حصلت على برنامجك الخاص . . كيف تمّ ذلك؟

لا أنكر الفضل الكبير لبرنامج “حديث البلد” ومقدمته منى أبو حمزة وشاشة “mtv” . كنت في حاجة إلى هذا الدافع الذي أوصلني لهذا المستوى المترافق مع مجهودي الخاص وكفاءتي المهنية، ما يجعلني أؤكد بقائي في “حديث البلد” .

ألا تخاف أن تسبب ازدواجية الظهور في برنامجين على محطتين مختلفتين في آن معاً إشكالية ما لك؟

قبل إبداء أية موافقة كان العرض موضع نقاش مع أشخاص معينين، وكان محط ترحيب من الجميع ومباركة مدير “mtv” ميشال المر لأي خطوة لمصلحتي . في كلا البرنامجين سيكون ظهوري بإطار مختلف . طبعاً شخصيتي هي ذاتها في البرنامجين، بينما الاختلاف سيكون في المضمون .

وماذا عن هذا المضمون؟

الفكرة مبتكرة وضعها المنتج شربل زيادة وقدمها لإدارة “الجديد” التي طرحت اسمي لتقديم البرنامج، الذي تزامن مع فكرة شربل في إسناد هذه المهمة لي . تقوم الفكرة على مبدأ “تطيير الفيولة”، فيتبارى فريقان من الشخصيات المعروفة في مختلف الميادين على إطلاق الفيل الأكبر أو الكذبة الأهم والأكثر قبولاً للتصديق، أما الحكم فيعود لي وللجمهور في التمييز بين الكذبة وبين القصة الحقيقية . من هنا ينصب دوري على إدارة التحدي والتعليق بين الفريقين في أجواء من المرح والتسلية .

ما سبب هذا الإجماع على اسمك لتقديم البرنامج؟

أظن أنه جاء وقتي وحان الأوان للحصول على فرصتي الذهبية . هناك من يحصل على فرصته في عمر مبكر أو متأخر . وأنا حصلت عليها بعد 30 عاماً من العمل .

يعني ذلك أن النجومية ليست حكراً على الشباب الصاعد والأصغر سناً؟

لا عمر لنجومية أي فنان . بالنسبة لي بدأت مع الفنان كريم أبو شقرا، وكنت من المعروفين أيام العصر الذهبي، بعدها خطفني المسرح عن التلفزيون، وأيضاً أخذني صوتي إلى عالم الإعلانات والدوبلاج لما فيه من مردود مادي مريح .

منذ فترة وأنت صديق برنامج “حديث البلد” الدائم، بينما كانت في السابق تتم استضافة أسماء كوميدية عدة، فما قولك؟

قد يكون السبب أن الناس أحبت طريقة أدائي أكثر من غيري ممن يعمدون إلى الاقتباس من الإسكتشات التي تقدم على المسرح . لعلهم وجدوا أني الأحسن لأني أعتمد العفوية في التعليق بعيداً عن التقليد والتجريح للضيوف .

ماذا أضاف حضورك في نجاح البرنامج؟

لا شك في أن حضور منى أبو حمزة وهذا الانسجام بيننا له تأثيره . فهي تعطيني وتوحي وتسهّل عليّ مهمتي في التدخّل والتعليق بالوقت المناسب، ومن خلال السؤال الذي تطرحه أشعر وكأنها تقول لي “جاء دورك وعلّق يا ميشيل” .

تمتاز بسرعة الخاطر وخفة الظل وتعتمد على الارتجال . . ما خلفية كل ذلك؟

جاء ذلك عن طريق تراكم خبرات اكتسبتها في مسرح الشانسونيه مع أستاذي الفنان كريم أبو شقرا، وفرقة “الريغولو” مع ريمون صليبا وأنطوانيت عقيقي، وفي “بسمات وطن” مع شربل خليل .

والموهبة؟

الموهبة من عند ربنا والناس من يحكمون على ذلك .

صوتك أخذ شهرته أكثر من صورتك، هل تعتقد أنك كنت ستحقق هذا النجاح وفق هذه المعادلة في عصر الشكل والصورة؟

أكيد لا . والحمد لله أني نجحت في أن ألحق نفسي بالصورة .

كنت أول من تعامل مع برامج “تلفزيون الواقع”، لماذا ابتعدت عنها؟

ابتعدت عنها نتيجة حصول خلاف مع الشركة على إنتاج جزء ثان من “عالهوا سوا” . وقد فضلت الذهاب إلى عالمي في المسرح والدبلجة، عدا انتهاء صلاحية تلك البرامج، نتيجة ضجر الناس بسرعة، وحالها يشبه تكرار النكتة ذاتها الذي يخف الضحك عليها مع الوقت .

لماذا لم تحقق خطوات ثابتة في الدراما كما الحال في الكوميديا منها؟

كانت لي مشاركات في مسلسلات درامية وبطولة مسلسلي “أسرار” و”مع الإنسان” على مدى مسيرتي الفنية . لم أستوف حقي في الدراما بعد، لكوني لا أدق أبواب المنتجين مع احترامي للجميع، عدا الاعتقاد الخاطئ أن من يمثل كوميديا لا يستطيع تقديم الدراما . اليوم أتمنى أن أنال إعجاب الناس مع العودة الجديدة من خلال المسلسلات الثلاثة التي أقوم بتصويرها .

ما الشخصيات التي ستؤديها في تلك الأعمال؟

في مسلسل “بلا ذاكرة” للكاتب شكري أنيس فاخوري، ألعب دور الطبيب المعالج ل”سامي” (مازن معضم) من قصة حب . وفي “كيندا” أؤدي دور النائب والوزير، حيث تدور حرب سياسية بيني وبين عائلة وزوج “كيندا” (كارمن لبّس) . أما دوري في “أوبرج” فهو كوميدي أجسّد شخصية المالك لموقف تاكسي سيارات، يملك المال ولكنه غير متعلّم حيث يغرم بإحداهن لا تبادله الحب ذاته .

حالياً أين المسرح في أجندتك، ولماذا تركت العمل مع ماريو باسيل؟

عملت معه لمدة سنتين لحين انتهاء العقد وتركت من دون أية خلافات، فالمسرح له وهو يريد التجديد مع أشخاص آخرين، ولا عائق من العمل معه لاحقاً . اليوم أدرس عرضاً مع فريق “سين سين” للوصول إلى تعاون يضيف لكل منّا وبشكل مدروس حتى لا تحصل أية مشكلات .

ما شروطك لقبول أي عمل فني؟

أتطلع إلى مضمون ومستوى وفريق العمل والإخراج والإضاءة، ومن ثم أنصرف إلى الناحية المادية لأنه يجب أن آخذ حقي كما أستحق وفق خبرتي وجدارتي لكي أعطي، كوننا نعيش في عالم مادي بحت .

لماذا لا نراك في البرامج الكوميدية الرائجة على شاشات التلفزة؟

لا أحبّذ الاسكتشات على التلفزيون، حيث أصبح التقليد والانتقاد سيدي الموقف، ولكل تلفزيون اسكتشاته وعناصره من الممثلين، تماماً كما أقسام الأحزاب .

ألا توافق على أنه “طفح الكيل” ولا بد من وجود حل ما؟

بالضبط . ما يجري لم يعد مقبولاً بأي شكل . بالنسبة لي أتلقى عروضاً كثيرة وباتوا يعرفون أني خارج هذه اللعبة .

بالنسبة للمنافسة بينك وبين الأسماء الكوميدية الموجودة على الساحة؟

أحبهم كلهم وعلى علاقة جيدة معهم . يعجبني فادي رعيدي وبراعته وطبيعة عادل كرم، كذلك شادي مارون ومسرح فريق “ماريو باسيل” . أضحك من كل قلبي لما يقدموه، كما أعطي رأيي بكل صراحة عندما أجد ما هو دون المستوى .