2012/07/04

نماذج لصيغ درامية مضافة.. أصفر «الليمون».. وجه«المدير العام».. يبحثان عن قيمة!!
نماذج لصيغ درامية مضافة.. أصفر «الليمون».. وجه«المدير العام».. يبحثان عن قيمة!!


روز سليمان - تشرين


يمكن أن تشكل مسألة الصيغ الدرامية الخاصة والمضافة في العمل الدرامي, ركيزة تفيد في منح هذا العمل بعداً منحازاً بالمطلق إلى الجمهور بغية إضحاكه أو إثارة أي من انفعالاته!!..

ومن الممكن أن تكون تلك الصيغة شخصية درامية بحد ذاتها أو فعلاً تمارسه تلك الشخصية على مدى حلقات المسلسل بكاملها؛ ولها أن تكون مادة اتخذها المخرج أداة درامية بيد الشخصية بغية منحها حضوراً وتأثيراً أكثر فاعلية.. ‏

ساد الليمون بيد طارق (يجسد الدور أندريه اسكاف), «نموذجاً» لتلك الصيغة المضافة على مدى حلقات الجزء الثاني من مسلسل «يوميات مدير عام» لمخرجه زهير قنوع؛ وبقيت الصيغة المضافة على حالها من دون أن تتحول إلى قيمة.. مضافة!!.. فهل بقي أندريه اسكاف يتمتع بقوة طعم الليمون طيلة حلقات العمل, أم إن الليمون أصبح بعد أول ثلاث أو أربع حلقات أداة مألوفة لوناً وطعماً بالنسبة للجمهور!!.. أم إنه أصبح مالحاً زيادة عن اللازم!!.. لا بل يمكن ببساطة اكتشاف عدم فاعلية «الليمون» درامياً كأداة, والمقصود لم يحافظ الليمون في أيدي أندريه اسكاف على كونه صيغة درامية خاصة ومضافة, كما بدا واضحا, أنها كانت لإضحاك الجمهور لا أكثر!!.. ومع ذلك لم يعد اللون الأصفر ولا طريقة أكل اسكاف للّيمون مؤدية للهدف الموضوعة من أجله أياً كان.. حتى وصل الأمر بأن الليمون كان مجرد أداة لمنح المشهد لوناً أصفر.. فلم يكن من مبرر درامي لحالة الإفراط من الليمون, حتى في السيارة خلف الزجاج!!.. عدم منح الجمهور مبرراً درامياً لفعل «الليمون» في يوميات مدير عام يؤكد ضرورة أن يكون هناك نظرية للشخصية,على الأقل في بعدها الدرامي الموضوعة من أجله, هي التي تفعّل دور أي صيغة درامية مضافة إلى العمل, وتكون تلك النظرية أيضاً قادرة على منح الأداة المضافة هدفا ذا معنى, عندما يصرّ التطور الدرامي للعمل أن يكون حتى الإضحاك هدفاً ذا معنى!!.. أما مع ليمون «يوميات مدير عام» فلم يؤد سوى وظيفة أن يكون بلونٍ أصفر لا أكثر!!.. ‏

شخصية المدير العام في الجزء الثاني من «يوميات مدير عام» أيضاً يمكن أن تكون بأحد تجلياتها الدرامية شبيهة بتجليات الليمون «الأصفر» كونه صيغة مضافة إلى لعمل, على الرغم من أنها شخصية بطلة, وإلا ما معنى أن يبقى المسار الدرامي للحلقات محكوماً بأقنعة يرتديها أحمد عبد الحق «جسد الدور أيمن زيدان», من أجل كشف الفساد وفضحه!!.. كان بالإمكان, نصيّاً وإخراجياً, التحايل على شخصية «أحمد عبد الحق» درامياً من دون المساس ببطولتها.. بطريقة تقدّم الفعل الدرامي الذي تؤديه من دون ربطها في كل حلقة بتصوّر مبالغ فيه للحدث الجزئي الذي يحصل في المديرية بتسلسل يومي متشابه.. ‏

لقد أوقع العمل في جزئه الثاني جمهور جزئه الأول في حالة تجريبية تجاه الانتقال من صورة إلى صورة للمدير العام, هي التي أحدثت خلطاً بين شخصية أحمد عبد الحق كمدير عام وبين شخصه كدور تمثيلي!!.. الخلط آذى العمل لصالح الشخص وظلم شخصية المدير العام من خلال التقيد بإظهارها بذلك الشكل المقنّع دوماً.. فمن غير الممكن فصل تصوّر تلك الشخصية عن التصوّر العام لها خارج نطاق الدراما..!!.. درامياً هناك حلول أكثر إقناعاً لرغبة مدير عام بفضح الفساد في المؤسسة, وحتى حياتياً وعملياً يحمل الكشف حلوله المقنِعة أيضاً من دون المساس بآلية تفكير المُشاهِد الدرامي أو الاستخفاف به بشكل أو بآخر!!.. فلم يعد المُشاهد قادراً على تقبل الكوميديا إلا بقيمتها حتى وإن كانت قيمة مضافة إلى العمل بعيداً عن كونها أساس العمل, ولم يعد المُشاهِد قادراً على تقبل الصيغ الخاصة المضافة إلى العمل إلا باعتبارها معطى ذا معنى وقيمة.. عدم القدرة على القبول تلك لها علاقة بشكل أو بآخر بمزاج الجمهور الذي أصبح قابلاً للملل بشكل سريع وقابلاً لاتخاذ خياراته الدرامية بشكل أكثر دقة.. جمهور لا مانع عنده من تحويل الشخصية البطلة في عمل درامي بكبسة زرّ إلى صيغة مضافة إلى العمل.. لا أكثر!!.. طالما أنه قابل للملل وبحاجة الجديد دوماً... ‏