2013/05/29

 	  هشام سليم: فاتن حمامة علمتني التمثيل.. ويسرا علمتني التعامل مع الصحافيين
هشام سليم: فاتن حمامة علمتني التمثيل.. ويسرا علمتني التعامل مع الصحافيين

  أحمد صبري- الشرق الأوسط نشأ الفنان هشام سليم في بيت رياضي، فوالده صالح سليم يعد أهم لاعبي كرة القدم في تاريخ مصر، وصاحب الرقم القياسي في عدد سنوات توليه رئاسة النادي الأهلي عبر تاريخه، ورغم ذلك خالف طريق والده متجها إلى التمثيل ليكون أول أدواره أمام الفنانة فاتن حمامة التي تعلم أصول ومبادئ التمثيل على يديها، ليحترف بعدها الفن، معتبرا نفسه من أبرز ثلاثة فنانين من أبناء جيله. «الشرق الأوسط» التقت هشام سليم بالإسكندرية على هامش فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي الذي يشارك به هذا العام كعضو لجنة تحكيم، وفي الحوار تحدث عن رحلته الفنية وزملائه ومنصبه بنقابة السينمائيين وعلاقته بالنادي الأهلي. * نشأت في بيت رياضي.. فكيف كان اتجاهك للتمثيل؟ - مارست كرة القدم بالفعل وأنا صغير والتحقت بمدرسة الكرة بالنادي الأهلي وكان عمري 12 سنة، إلا أنتي شعرت بأن كل من حولي يضعونني في مقارنة مع والدي الكابتن صالح سليم، ولم تكن المقارنة بالطبع في صالحي لأن والدي وقتها كان كابتن مصر في حين كنت صغيرا أحتاج إلى من يعلمني، لذا قررت أن أترك لعب الكرة لهذا السبب، وبعد ذلك جاءتني فرصة للتمثيل في فيلم «إمبراطورية ميم» مع الفنانة فاتن حمامة وكنت في المرحلة الإعدادية (المتوسطة) وكان هناك شيء ما يربطني بالتمثيل ربما يكون بسبب حبي للأدوار التي قام بها أبي في أفلام «الشموع السوداء» مع الفنانة نجاة و«الباب المفتوح» مع فاتن حمامة و«السبع بنات».. وقد حقق فيلم (إمبراطورية ميم) نجاحا كبيرا، ولا أنكر أنني قد تعلمت في هذه السن المبكرة أصول ومبادئ التمثيل على يد النجمة العظيمة فاتن حمامة. * وماذا كانت الخطوة التالية لاقتحامك مجال التمثيل؟ - بعد «إمبراطورية ميم» اتفقت مع والدي على إتمام دراستي وبعدها تكون لي حرية اختيار المجال الذي أعمل به، وبالفعل أتممت دراستي وإن كنت قد أديت خلالها دورا من أهم محطات حياتي السينمائية مع الفنان الكبير محمود المليجي في فيلم «عودة الابن الضال»، وبعدها التحقت بكلية السياحة والفنادق وتخرجت وعملت بمجال الفندقة إلا أنني لم أجد نفسي في هذا المجال فقررت الاتجاه لاحتراف التمثيل نهائيا. * تشارك هذا العام بمهرجان الإسكندرية السينمائي كعضو لجنة تحكيم.. فما الذي تراه مختلفا في هذا المهرجان؟ - أنا مقل جدا في مشاركاتي بالمهرجانات السينمائية، لكن ما شجعني على المشاركة تحديدا بمهرجان الإسكندرية السينمائي ما طرأ على المهرجان من تغيير هذا العام فقط، حيث أصبح مهرجانا خاصا بدول حوض البحر الأبيض المتوسط وهو ما يتماشى مع الاتجاه العام الذي يتبناه الرئيسين المصري حسني مبارك والفرنسي نيكولا ساركوزي حيث اتفقا خلال مباحثاتهما الأخيرة على تخصيص كيان يجمع بين دول البحر الأبيض المتوسط في الكثير من المجالات ومنها المجال الثقافي والفني. * كيف ترى موقعك السينمائي بين أبناء جيلك؟ - بلا مبالغة أعتبر نفسي واحدا من أبرز ثلاثة في جيلي وهم شريف منير وممدوح عبد العليم وأنا.. وأعتبر نفسي محظوظا عنهم لأن المساحة الفنية التي أتبوأها تزايدت مع تقدمي في العمر وليس العكس، وهو أمر قلما يحدث مع الممثلين عموما الذين تتقلص مساحات أدوارهم مع تقدمهم في العمر. * ما هو الدور الذي تعتز به وتعتبره مميزا عن باقي أدوارك؟ - أعتقد أن دوري بمسلسل «المصراوية» كان من أهم الأدوار التي قمت بها حيث كان تحديا بيني وبين بعض من شككوا في أنني أستطيع أداء دور فلاح ريفي وقالوا وقتها إن ملامحي لن تمكنني من أداء الدور، وراهنوا على فشلي.. كما قال البعض في الصحافة بأن هشام لا يصلح سوى لأداء أدوار ابن الطبقة الأرستقراطية فقط، إلا أن نجاح الدور كان أبلغ رد على هؤلاء لذا فإنني أعتز جدا بهذا الدور وأراه مختلفا عن كل أدواري. * وماذا تقول عن فناني الجيل الحالي؟ - أستطيع أن أقول لك بكل ثقة إن لدى مصر فنانة شابة سوف تكون في القريب العاجل وخلال السنوات القليلة القادمة أحسن وأهم ممثلة في مصر وهي دنيا سمير غانم. فأداؤها عالمي حقا، وأنا لا أجاملها على الإطلاق، ولم يجمعني بها للآن أي عمل مشترك، لكنني أتابع أعمالها وأشاهدها وأتوقع لها مستقبلا كبيرا جدا في عالم السينما والتمثيل عموما. * وماذا عن أصحاب الأفلام الكوميدية التي سيطرت على السينما في السنوات الأخيرة وتحديدا محمد هندي ومحمد سعد؟ - بالنسبة لمحمد هنيدي أقول له يا هنيدي الناس أحبتك وأنت تؤدي أدوارك بشكل طبيعي، لكنك عندما أصبحت نجما بدأت تقوم بأدوار لا تقنع الناس مثل محاولتك أداء دور «الجان» - أي فارس الأحلام الوسيم - وهذا لا يتناسب مع مقوماتك.. فأرجو ألا تتحول من المنطقة الكوميدية التي نجحت فيها إلى مناطق أخرى ليست مناسبة لك. وأقول لمحمد سعد: أنت ممثل ممتاز لكنك سجنت نفسك في دور واحد فقط هو دور اللمبي، وأنا أسألك:هل تريد أن يكون هذا الدور هو كل تاريخك؟! غير معقول أبدا.. وأقول له: اخرج من دور اللمبي فورا لأن نجوميتك ومستقبلك السينمائي في خطر حقيقي. * كونك سكرتيرا عاما لنقابة السينمائيين.. هل أنت راض عن الدور الذي تقوم به تجاه زملائك؟ - بصراحة، أنا غير راض عن أدائي كعضو مجلس نقابة وسكرتير عام للسينمائيين، وهو أمر يشعرني بالذنب لتقصيري نحو زملائي لأني مشغول دائما بأعمالي الفنية ولا توجد لدي مساحة من الوقت كافية لأقوم بدوري المنوط بي نقابيا وهو الأمر الذي قررت معه - ولعلي أعلنها لأول مرة - أن أجتمع بزملائي أعضاء مجلس النقابة وأطرح فكرة اعتذاري عن عدم تكملة مدتي بالمجلس على أن يتم ترشيح فنان آخر مكاني يستطيع أن يؤدي ما عجزت أنا عنه، لأنه من غير المعقول ألا أقوم بدوري ولا أترك مكاني لأحد آخر يستطيع خدمة الزملاء الفنانين. * كيف ترى العلاقة بين الفنان المصري والإعلام، وهل هي على ما يرام أم أنها علاقة متوترة تحكمها أهواء ومصالح؟ - سأتحدث عن نفسي؛ فقد كنت في بداياتي عصبيا جدا وأتعامل كأي شخص ممكن أن يعلو صوته أو يفقد صبره مع نشر إشاعة أو خبر غير صحيح، ولكن مع مرور الزمن والتجارب بدأت أتعلم أن الشخص غير الملتزم أو الذي يسيء لي لا أقابل إساءته بمثلها، بل إنني أتجنبه بعدها ولا أتعامل معه. ولا أنكر أن الفنانة يسرا كان لها الفضل في أنها علمتني كيف أتعامل مع الصحافيين مهما كانت الضغوط التي نتعرض لها كفنانين، وأذكر أننا كنا منذ عدة سنوات نقوم بجولة في الخليج لعرض فيلم «العاصفة» وكنا في كل بلدة نزورها نفاجأ بالإخوة الصحافيين العرب والمراسلين الأجانب في هذه الدول بالعشرات وكنا نجلس معهم في كل فندق ننزل به منذ العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء لعمل لقاءات صحافية، وكنت أشعر بالإجهاد الشديد، إلا أن يسرا قالت لي بالحرف «هشام.. هما دول اللي بيحبونا وهما اللي بيشهرونا كمان ولازم نعطيهم حقهم علينا»، وقد كان درسا لن أنساه تعلمته منها وبعدها أصبحت لا أرد طلب صحافي بعمل لقاء معي أبدا لأنني استوعبت ما قالته يسرا واقتنعت بأنه صحيح مائة في المائة. * من الفنان الذي تراه يستحق لقب رئيس جمهورية التمثيل في مصر عبر تاريخها؟ - بلا تردد إنه الفنان الكبير محمود المليجي، الذي أعتبره وبحق أهم ممثل سينمائي في تاريخ مصر على الإطلاق فهو «غول تمثيل»، وبلغة السينمائيين «يبتلع» أي نجم يقف أمامه لقوة أدائه ومدى تقمصه العميق للشخصية التي يؤديها. * بعيدا عن الفن.. ما هي علاقتك الآن بالنادي الأهلي؟ - للأسف ليست لي أي علاقة بالنادي الأهلي على الإطلاق، وهذا على غير رغبتي، فعدم ذهابي للنادي سببه أنني لست عضوا به، حيث رفض المسؤولون عن الإدارة منحي العضوية أنا وشقيقي خالد، ورغم أن والدي قال لمدير النادي أن يسلمنا بطاقات العضوية فإنه توفي قبل أن ينفذ مدير النادي ذلك الأمر ولم ينفذ للآن وبالتالي أصبحنا ليس من حقنا دخول النادي لأننا ليس معنا ما يثبت العضوية. * ولماذا يفعل مسؤولو النادي ذلك معكما أنت وشقيقك؟ - هم خائفون من اسم صالح سليم الذي نحمله لئلا نترشح لمجلس الإدارة، وهو أمر بالتأكيد بعيد تماما عن تفكيرنا أنا وشقيقي لكن هذه هي الحقيقة.