2012/07/04

هل تطفئ دراما «الوحدة» نار «الطائفية»؟
هل تطفئ دراما «الوحدة» نار «الطائفية»؟

سعيد ياسين – دار الحياة

أُعلن أخيراً في القاهرة عن استعدادات كثيرة لتنفيذ عدد من الأعمال الدرامية التي تتناول الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، وعلى رغم إعلان بعض جهات الانتاج والمؤلفين تقديم مسلسلات من هذا النوع في بداية العام الحالي وتحديداً عقب حادثة كنيسة «القديسين» في الاسكندرية، إلا أن اندلاع ثورة يناير جعل هؤلاء يغيرون الدفة ثانية إلى أعمال تتناول الثورة، على رغم حاجة الحدث إلى وقت طويل لاستيعابه، ومن ثم تناوله في صورة تستحق التأمل واستخلاص النتائج والعبر، لا ركوب الموجة فقط والمتاجرة بها من خلال أعمال تخلو من مضامين حقيقية، وتكون بمثابة «دراما المتحولين» تماماً كمواقف كثيرين من الثورة.

لكنّ هؤلاء عادوا مجدداً، وتحديداً عقب أحداث كنيسة «الشهيدين» في قرية صول في محافظة حلوان» جنوب القاهرة» وما تبعها من مواجهات بين مسلمين ومسيحيين في عدد من أحياء القاهرة، منها المقطم والقلعة ومنشأة ناصر، إلى إعلانهم تقديم مسلسلات تتناول الوحدة الوطنية وتُبرز الروح الطيبة التي تجمع بين المسلمين والمسيحيين في مصر منذ الفتح الإسلامي لها، إلى تجلِّيه في أبهى صوره أثناء الثورة.

ويأتي في مقدم هذه الأعمال مسلسل «دوران شبرا» بطولة دلال عبدالعزيز وعفاف شعيب وأحمد عزمي وهيثم أحمد زكي ومحمد رمضان وزكي فطين عبد الوهاب وتأليف عمرو الدالي وإخراج خالد الحجر، ويناقش قضية الاحتقان الطائفي، متناولاً إياه في شكل إيجابي ليوضح التآخي بين الطرفين في مصر، ويؤكد مدى التسامح بين سكان شبرا من مسلمين وأقباط، من خلال شخصية «بثينة» (عفاف شعيب) التي تعيش لتربية أبنائها وتضحي من أجلهم، لكنهم لا يعترفون لها بهذا الجميل ويحاول كل منهم بيع الشقة التي تسكن فيها من أجل مصلحته، ويقررون إرسالها الى دار مسنين، لكنها تهرب منهم وتسكن عند جارتها المسيحية «لولا» (دلال عبدالعزيز) التي ترحب بها، لينتهي العمل بخروج الشباب المشاركين في بطولته من مسلمين ومسيحيين إلى التظاهرات المطالِبة برحيل النظام المصري السابق كنوع من التعبير عن الوحدة الوطنية التي يعيشها المصريون بعيداً من انتماءاتهم الدينية.

أما مسلسل «الشوارع الخلفية» من بطولة جمال سليمان، والمأخوذ عن قصة لعبد الرحمن الشرقاوي وسيناريو وحوار مدحت العدل وإخراج جمال عبد الحميد، فتدور أحداثه حول الترابط بين المسلمين والمسيحيين خلال الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين، وهي الفترة التي تدور خلالها أحداث العمل.

ويعرض مسلسل «فتح مصر» للمؤلف محمد عزيز في شكل بانورامي حال الجزيرة العربية، وتحديداً مكة، وبعضاً من ملامح الحياة آنذاك وما كان حادثاً من تأجج وفوران بعد نزول الدعوة على النبي (صلى الله عليه وسلم) وما لاقته من أخطار جسام، والصراع بين هرقل وأمة الروم وكسرى وتابعيه الفرس من أجل فتح مصر والسيطرة على خيراتها الوفيرة.

ويعكف المؤلف بشير الديك على كتابة مسلسل «الراقصون على النار» (عن قصة للكاتب محمود النواصرة)، الذي يحاول ان «يُعلي فكرة المواطَنة كونها الأساس في أي بلد، وأن الدين لله والوطن للجميع».

وفي موازاة ذلك تتضمن أحداث عدد من المسلسلات خطوطاً رئيسية لشخصيات مسيحية، ومنها «فرقة ناجي عطا الله» لعادل إمام وأنوشكا وتأليف يوسف معاطي وإخراج رامي إمام، علماً أن إمام قدَّم قبل أربعة أعوام مع عمر الشريف فيلم «حسن ومرقص» عن الوحدة الوطنية. كما تجسِّد مي عز الدين شخصية فتاة مسيحية في مسلسل «آدم» من تأليف أحمد أبو زيد وإخراج محمد سامي. ويتكرر الأمر ذاته في مسلسل «ابن موت» (من تأليف مجدي صابر وإخراج سمير سيف وبطولة خالد النبوي) الذي يتناول قصص شباب من الطائفتين يتعرضون لرحلة موت أثناء هجرتهم غير المشروعة إلى إيطاليا عبر البحر المتوسط