2012/07/04

هل سيرى المسلسل السوري (أنا وصدام) النور
هل سيرى المسلسل السوري (أنا وصدام) النور

علي سعيد – دنيا الوطن

صدام حسين يعود إلى الواجهة التلفزيونية مجدداً، ولكن ليس من خلال

حلقات محاكمته الشهيرة أو مشهد الإعدام الأخير وإنما من خلال مسلسل

تلفزيوني يكتبه الآن السينارست السوري عدنان العودة؛ مؤلف مسلسلي ( فنجان الدم ) و( أبواب الغيم ).

وتدور أحداث مسلسل (أنا وصدام) على لسان شخصيات متباينة، تسرد

جوانب من حياة صدام، منذ هروبه من العراق عام 1959 عقب محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس عبدالكريم قاسم إلى لحظة إعدامه في عام 2006.

وبحسب ما قاله ل"الرياض" مؤلف المسلسل عدنان العودة فإن المسلسل سينطلق في حكايته من علاقة مواطن سوري اسمه ناصر

العاني بصدام حسين؛ إذ يلتقي العاني (شخصية افتراضية)؛ بصدام بعيد هروبه من العراق إلى سورية. مضيفاً بأن ظروف هروب صدام

من العراق أحيطت بملابسات أفرزت مجموعة روايات غزت المخيال الشعبي لأهالي المناطق السورية الحدودية مع العراق، وبالتالي فإن

ورداً على سؤال: حول ما هي الصورة والوجه الذي سوف يظهر عليه صدام حسين في العمل الدرامي، خصوصاً وأن كل طرف سياسي

وثقافي واجتماعي، ينظر لصدام بمنظوره الخاص؛ حيث يراه البعض ديكتاتوراً دمر العراق بحماقاته، ويراه آخرون عكس ذلك، علّق مؤلف المسلسل مجيباً: أولاً هذا عمل درامي وأنا حريص من خلاله أن لا أتبنّى موقفاً سلبياً كان أو إيجابياً ضد أو مع صدام حسين.

ويضيف المؤلف السوري القادم من محافظة الرقة، الحدودية مع العراق أن "صدام حسين موجود في المسلسل كقدر لشخصيتي والقدر لا

يناقش أو يرفض أو يقبل". معلقاً: "قدرنا أن صدام حسين وجد في هذا التاريخ وعشنا فترته". مؤكداً أن المسلسل ومن خلال الشخصيات

المتباينة؛ يقدم جميع وجهات النظر تجاه صدام، فهناك من ينظر له على أنه زعيم عربي وحارس البوابة الشرقية إلى من ينظر إليه على أنه بطلٌ قومي ثم انقلب عليه ليرى فيه دكتاتوراً.. إلى آخر وجهات النظر المتباينة حول صدام؛ وصولاً إلى منْ شك في وفاته ومشهد إعدامه.

وعن رأيه في تجارب درامية سابقة تناولت شخصية صدام، وصف عدنان العودة المسلسل التلفزيوني الذي أنتجته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) وشبكة HBO

عام 2008 بعنوان "بيت صدام" ب"المسلسل السطحي"، معلقاً: "مسلسل بيت صدام، جاء سطحياً وهو واضح تماماً من العنوان وكأن

عائلة صدام هي التي تحكم وأنت تعرف أن صدام حسين كان يثق بعبده حمود أكثر مما يثق بعدي ولده". مضيفاً: "أن البنية الحاكمة للعراق هي نفسها البنية التي اشتغلت عليها في مسلسلي (فنجان الدم) و(أبواب الغيم) وهي البنية العشائرية".

من جهة أخرى رأى ناقد فني عربي، فضل عدم ذكر اسمه، أن عملية تسويق مسلسل "أنا وصدام" ستواجهه صعوبات إذا ما صوّره

المخرج السوري الليث حجو، على اعتبار أن التلفزيونات الخليجية (المملكة والإمارات والكويت) تعد المستهلك الأكبر للأعمال الدرامية

العربية؛ وهي لن تقبل بعمل فيه أي شكل من أشكال تمجيد لصدام حسين الذي تسبب في تمزيق الصف العربي بعد احتلاله (الكويت)

وتهديده السافر لأمن الخليج؛ مؤكداً أن تلفزيون الكويت لن يشتري هذا المسلسل بأي حال من الأحوال وقد تذهب معه تلفزيونات خليجية أخرى؛ الأمر الذي يدفع إلى التشكيك في إمكانية أن يرى مسلسل "أنا وصدام".. النور!.