2012/07/04

هل يبدّل التلفزيون السوري وجهه؟
هل يبدّل التلفزيون السوري وجهه؟

  ماهر منصور- السفير أكثر من ثلاثة عشر تغييراً طال عددا من المناصب الإدارية في التلفزيون السوري، وذلك بعد نحو شهر من تولي المهندس معن حيدر منصب المدير العام لـ«الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري». وقد شملت تلك التغييرات مديري قناة سورية دراما والفضائية السورية والقناة الأرضية السورية، فضلاً عن مدير الأخبار السياسية ومدير الإذاعة بالإضافة إلى تكليف مدير الأخبار السابق بمهام الإشراف والمتابعة على إنشاء القناة الإخبارية المزمع إطلاقها. تكشف قراءة أولى للتغييرات أن جزءاً كبيراً منها هو عبارة عن تبادل بين المهام، فالمخرجة سهير سرميني انتقلت لإدارة القناة الفضائية بعد أن أدارت القناة الأولى لنحو ثلاث سنوات. ومن موقعه كمعاون مدير مديرية الإنتاج التلفزيوني انتقل سعد القاسم ليتولى مهام مدير قناة الدراما، بينما تبادل الزميلان نبيل شنار وتوفيق احمد المناصب الإدارية التي كانا يشغلاها قبل صدور القرار الجديد، فأضحى الأول معاون المدير العام لشؤون البرامج وتولى الثاني مهام مدير الإذاعة. في حين تقدم الزميل معن صالح وهو معد برنامجي «أنت ونجمك»، و«يوميات التلفزيون» ليتولى مهام مدير القناة الأولى، ليكون بذلك الاسم الوحيد الجديد الذي يتولى واحداً من المناصب الرئيسية في التلفزيون... وبالتالي الصورة بمجملها ترجح صفة القرارات الجديدة بإعادة التموضع في هذه المناصب أكثر من كونها تغييرات... الأمر الذي يمكننا معه التخمين بملامح المرحلة المقبلة قياساً بما سبق وأنجزته الأسماء السابقة. ومن المرجّح أن تخضع الفضائية السورية لتغيير جذري، إذا ما قيس الأمر بالخطوات التي قامت بها المخرجة سهير سرميني منذ نحو ثلاث سنوات في القناة الأولى، حين أطلقت 24 برنامجاً جديداً بعد نحو ستة أشهر من توليها منصبها ضمت مجموعة من البرامج الثقافية والفنية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية والمنوعة. وكان أبرزها البرنامج اليومي الصباحي «نهار جديد». ولعلّ قناة دراما سورية ليست بالبعيدة عن اهتمامات مديرها الجديد، فالزميل سعد القاسم تنقل ما بين الصحافة المكتوبة والمرئية وعمل في الصحافة الفنية والنقد الدرامي فترة طويلة، فضلاً عن توليه أخيرا منصب معاون مدير مديرية الإنتاج التلفزيوني وهي المديرية التي تمثل القطاع العام في الإنتاج الدرامي التلفزيوني. كما سبق لقاسم أن تولى منصب مدير للفضائية السورية وبالتالي هو يمتلك خبرة إدارية في العمل التلفزيوني، فضلاً عن خبرات في العمل الدرامي، الأمر الذي يرجح أن نشهد انفتاحا أوسع من وعلى الفنانين السوريين، والخروج بتشكيلة برامج من عمق الدراما السورية. لكن غير معروف بعد إن كان القاسم سيكمل ما بدأته القناة، أم أنه سيجري تغييراً كلياً في الدورة البرامجية التي يحضر لها منذ فترة ولم تر النور بعد. القناة الأولى التي بدت الأكثر استقراراً في التلفزيون خلال الفترة السابقة، يدخلها الزميل معن صالح بسيرة مهنية حافلة في البرامج المنوعة، ولعل أهمها برنامج «أنت ونجمك» الذي يعد من البرامج الجماهيرية التي تبث على الفضائية السورية اليوم. ومن المحتمل أن يحافظ المدير الجديد على البرنامج الصباحي «نهار جديد» باعتباره البرنامج الأفضل مع تطوير محدود، فيما يمكن أن نلحظ تغييرات واضحة على الخريطة البرامجية للقناة بالنسبة للبرامج الأخرى. القراءات السابقة والتي اقتصرت على التغيرات التي طالت قنوات التلفزيون السوري، ليست أكثر من احتمالات نظرية، ولا بدّ أن يأتي الحكم النهائي عليها من نجاح تطبيقها العملي، إذ لا يخفى وجود عوائق فنية وتقنية قد تحول دون تطبيق العديد من الأفكار. مبدئياً ما سمع عن الأسماء الجديدة يبدو مبشراً بالخير، إلى أن يثبت عملها على الأرض العكس.