2012/07/04

هل يخرج «الزعيم» من جلباب «باب الحارة»؟
هل يخرج «الزعيم» من جلباب «باب الحارة»؟


ماهر منصور - السفير

بدأ الأخوان بسام ومؤمن الملا تصوير مشاهد مسلسلهما الجديد «الزعيم» الذي كتب نصه والسيناريو والحوار الفنان وفيق الزعيم، في ثاني تجربة إخراجية مشتركة للأخوين، بعد الجزء الخامس من مسلسل «باب الحارة».

والمسلسل الذي يضاف إلى رصيد المخرجين الملا في دراما البيئة الشامية، سيسرد حكاية اجتماعية افتراضية مستنداً على خلفية زمنية محددة في نهاية العهد الفيصلي، وصولاً إلى فترة «إنذار غورو» الشهير. وخلال هذه الفترة سيرصد العمل طبيعة الحياة الاجتماعية السائدة آنذاك.

في الشكل العام، لا يخرج المسلسل عما سبقه من أعمال للبيئة الشامية، ولاسيما أن هذا الشكل الدرامي كان قد أرساه المخرج بسام الملا نفسه عبر أكثر من مسلسل، بدءاً من «أيام شامية» للكاتب أكرم شريم في التسعيينات. ويأتي اسم الفنان وفيق الزعيم ككاتب للعمل، ليرفع من رصيده على صعيد توثيق البيئة الاجتماعية، وبالتالي تجاوز أخطاء عدة حصلت في مسلسلات مشابهة.. لا سيما أن الفنان الزعيم واحد ممن عايشوا البيئة الشامية وعاينوها عن قرب.

إلا أن مشكلة العمل، وبمعنى أدق مشكلة صناعه تكمن في الخروج من جلباب مسلسلهم السابق «باب الحارة»، وتجاوزه نحو عمل آخر جديد لا على صعيد الحكاية والشكل الإخراجي وحسب، وإنما على صعيد التلقي الجماهيري أيضاً. إذ يبدو أن الاستحقاق الحقيقي لصناع مسلسل «الزعيم» هو الا ينظر المشاهد إلى مسلسلهم بعين مشاهد «باب الحارة». فيرى على سبيل المثال الفنان وفيق الزعيم بشخصية الزعيم «داغر»، لا أن يرى «أبو حاتم « متنكراً بشخصية «داغر»، ويرى الفنانة وفاء موصللي بشخصية «أم حمدي» لا أن يراها «فريال» متنكرة بشخصية «أم حمدي». والأمر ينطبق على شخصيات أخرى مشاركة في المسلسلين.

وهنا لا نتكلم عن أداء الممثلين أو نشكك بقدرتهم على التلوين بأدائهم، أو خلق «كركترات» جديدة، وإنما نقارب الموضوع من زاوية المشاهد نفسه الذي ترسخ في ذهنه «كركترات» بعينها لشخصيات من «باب الحارة» تأتيه اليوم في مسلسل جديد بكركترات أخرى، ولكن ضمن ذات الشرط الفني والحكائي.

لا تبدو هذه الهواجس بعيدة عن تفكير صناع العمل أنفسهم، وما قرأناه حتى الساعة من تصريحات لهم تكشف ما ذهبنا إليه، فنجد أن الفنانين الزعيم وموصللي، على سبيل المثال، يشددان على اختلاف فني وفكري كبير بين شخصيتهما في المسلسل الجديد، وبين شخصيتهما في «باب الحارة». وثمة تأكيد أنه «لم يتم استخدام أي موقع تصوير من المواقع التي استخدمت في «باب الحارة «... ولكن من المأمول أن نرى أسلوباً إخراجياً جديداً، ولاسيما على صعيد حركة الكاميرا التي يتميز بها الأخوان الملا، بما يضمن انقلاباً على «باب الحارة» على كل الأصعدة تمثيلاً وإخراجاً.

يذكر أن العمل من بطولة  نخبة من نجوم الدراما السورية منهم: منى واصف، خالد تاجا، أمل عرفة، باسل خياط، قيس الشيخ نجيب، سليم صبري، صبا مبارك، عبد المنعم عمايري، زهير رمضان، ثناء دبسي، فاديا خطاب ، محمد خير الجراح وآخرون.