2012/07/04

	وداعاً.. عادل أبو شنب.. الحكواتي والعتيق الأصيل...شخصية عظيمة في عيون كبار رجال الفن والأدب
وداعاً.. عادل أبو شنب.. الحكواتي والعتيق الأصيل...شخصية عظيمة في عيون كبار رجال الفن والأدب


وائل العدس- ديما ديب – الوطن السورية

خسر الوسط الثقافي والأدبي في سورية أحد أهم كتّابه برحيل الكاتب والصحفي عادل أبو شنب الذي شيع جثمانه يوم أول من أمس في دمشق عن عمر ناهز الواحد والثمانين عاماً تاركاً وراءه إرثاً غنياً قدم من خلاله الكثير من العطاءات في الصحافة والمسرح والدراما والرواية والقصة والنقد الأدبي والفني.

ولد أبو شنب عام 1931 في حي القيمرية بدمشق وعاش في وسط فقير ودرس في مدارس العاصمة قبل أن ينال إجازة من كلية الآداب بدمشق قسم الفلسفة وعلم النفس عام 1952، ويعتبر من مؤسسي اتحاد الكتاب العرب وعضو جمعية القصة والرواية فيه.

حكاية.. لا تنتهي

عمل أبو شنب محرراً في جريدتي «لسان الشعب» و«العلم»، وترأس تحرير القسم الثقافي في جريدة «الوحدة»، وترأس تحرير مجلة «ليلى».

وكتب أول دراما تلفزيونية في التلفزيون السوري، كما قام بإعداد برنامج «مجلة التلفزيون» الذي استمر بثه لأكثر من 15 عاماً.

أسس مجلة «أسامة» للأطفال، وعمل رئيس تحرير فيها، كما أسس جريدة الوحدة في عهد الوحدة المصرية السورية وسميت فيما بعد جريدة «الثورة» وساهم في تأسيس جريدة تشرين الرسمية وتبوأ رئاسة القسم الثقافي فيها.

عمل في الترجمة المباشرة من الصحف الأجنبية ليقدمها في الصحف المحلية، وكتب نحو 200 تمثيلية إذاعية ومسلسل إذاعي، ونشر نحو 57 قصة في مجلة سامر للأطفال التي تصدر من بيروت، تركزت معظم كتاباته على الحواري والأزقة الدمشقية.


مؤلفاته

«عالم ولكنه صغير» هي أول مجموعة كتبها في عام 1950 وأذيع قسم منها في الإذاعة السورية في ذلك الوقت، حيث كان من الأوائل الذين أذاعوا قصصهم في الإذاعة السورية في برنامج اسمه «قصة الأسبوع»، على حين أصدر أواخر حياته مجموعة قصص قصيرة جداً بعنوان «المتفرج» قامت بطباعتها الهيئة العامة للكتاب في سورية، واعتمد فيها على الجمل القصيرة والمشحونة بالمعنى والمادة الجديدة.

وله عدة قصص أخرى مثل «زهرة استوائية في القطب»، «الطفل الصغير»، «الثوار مروا ببيتنا»، و«أحلام ساعة الصفر»، «السيف الخشبي»، «الطفل الشجاع»، «الآس الجميل»، «أصدقاء النهر».

ألف كتاباً عن «عبد الوهاب أبو السعود» وهو فنان تشكيلي ومسرحي عندما كلفته وزارة الثقافة في عام 1962 بالكتابة عن سيرته الذاتية باعتباره علماً في المرفقين التشكيلي والمسرحي.

ومن أعماله في الرواية «وردة الصباح» و«ذكر السلحفاة» وله أيضاً دراسات منها «بواكير التأليف المسرحي في سورية» و«من معارك النقد الأدبي في سورية في الخمسينيات» و«رائد المسرح العربي أبو خليل القباني».

وله كتب عديدة مثل «دمشق أيام زمان» و«كشف اللثام عن دمشق الشام».

تلفزيونياً.. أول مسلسل

عندما نتحدث عن أعمال عادل أبو شنب التلفزيونية لا بد لنا من التطرق إلى «حكاية حارة القصر» الذي يعد من أهم الأعمال السورية باعتباره المسلسل السوري الأول الذي ينتجه التلفزيون المحلي عام 1970 وسط الطوفان المصري.

المسلسل من إخراج علاء الدين كوكش وبطولة: يوسف حنا، مها الصالح، سليم كلاس، محمد خير حلواني، هاني الروماني، ثناء دبسي وفايزة الشاويش.

وكانت تعرض حلقة مدة واحدة في الأسبوع، وكان أبو شنب يكتب الحلقة الجديدة بعد عرض سابقتها، لتخرج وتنفذ وتبث بعد أسبوع، بمعنى أن هذه الكتابة لم يكن مخطط لها.

وقد تقصد الكاتب طرح سؤال ذي جوائز بعد كل حلقة مثل: من قتل أبو ممدوح؟ فكانت الرسائل تصله أسبوعياً بالآلاف، من أنحاء سورية والأردن وجنوب تركيا، يذكر الكاتب الراحل مرة أنه عندما نهض لقراءة الأجوبة وجد أمامه في صالون بيته كومة من الرسائل لدرجة يتعذر المشي فيه، وقدّر أن أكثر من مئتي ألف رسالة وصلته. ‏

ولمسلسل «وضاح اليمن» حكاية أخرى، فبعد ثورة اليمن وقيام النظام الجمهوري، التلفزيون اليمني في صنعاء، وجند له عاملون جلبوا من الدول العربية، ومن بينهم مخرجون سوريون، كعلاء الدين كوكش، ولطفي لطفي، وفي إحدى زيارات علاء إلى دمشق، خطر في بال أبو شنب فكرة وتساءل: لماذا لا يبدأ التلفزيون اليمني أعماله الدرامية، بعمل يرسخ اسم اليمن؟‏ فاقترح اسم (وضاح اليمن) الشاعر الذي عاش في العصر الأموي، وتغزل بأم البنين زوج الخليفة عبد الملك بن مروان.

واتفق مع التلفزيون اليمني على إنتاج المسلسل، لكن الأمر لم يكن سهلاً، فقد طلبت هيئة علماء اليمن أن تقرأ النص قبل إجازته، وجهز المخرج علاء الدين كوكش نفسه لإخراج المسلسل الذي عد أول عمل درامي يخرج في استديوهات صنعاء التلفزيونية، ولكن بطاقم ممثلين سوريين أكفاء، وبكومبارس من اليمن. واختيرت الممثلة منى واصف لأداء دور (أم البنين) والممثلة الراحلة ملك سكر لأداء دور (روضة) حبيبة وضاح، واختير طلحت حمدي للقيام بدور الشاعر المقنع، الفاتك بقلوب العذارى. ‏

وساهم عادل أبو شنب في كتابة مسلسل الأطفال الكويتي «افتح يا سمسم»، وكتب مسلسلات «فوزية» و«هذا الرجل في خطر» و«العرس الأكبر» و«وردة الصباح» إضافة إلى «يوميات أبو عنتر» الذي نال جائزة في مهرجان القاهرة.

وكتب للتلفزيون الكويتي عدة نصوص منها مسلسل «ديرتنا» وكان مسلسلاً منفصلاً متصلاً يحاكي البيئة الكويتية.

إذاعياً.. عدة أعمال

للكاتب الراحل عدة مسلسلات إذاعية بدأها بـ«بطولات مجهولة» عام 1955 بأداء فرقة مصرية مؤلفة من سناء جميل، أمينة رزق وشكري سرحان.

وكتب لإذاعة لندن ثلاثة مسلسلات هي «الزير سالم، حمزة البهلوان، وردة الصباح»، وكتب لإذاعة الكويت وإذاعة الحرس الوطني السعودية «أشهر الحضارات في التاريخ» في سلسلة امتدت إلى 150 حلقة.

صحفي «بالمصادفة»

اعترف الراحل أبو شنب أنه دخل عالم الصحافة من باب المصادفة فقال في آخر حوار له مع أحد المواقع السورية: المصادفة دفعتني للدخول بهذا المجال، وأصبحت صحافياً وتعلمت حرفياً كل شيء في هذه المهنة من ترتيب وصف الحروف للطباعة إلى كتابة التعليقات الإخبارية والافتتاحيات والزوايا حتى إنني بت أحرر جريدة كاملة بنفسي. ففي الوقت الذي كنت أذيع فيه قصصي في الإذاعة السورية حدثني «أمير الشهابي» مدير إذاعة دمشق في ذلك الوقت وقال لي: هل تريد أن تعمل صحفياً فوافقت على عرضه، فأرسلني إلى الصحفي «عبد الغني العطري» وبدوره أرسلني العطري إلى جريدة «لسان الشعب» وكانت ناطقة باسم «حزب الشعب في سورية» وتدربت هناك حتى استطعت خلال شهر واحد تحرير الجريدة بمفردي، وكنت أتقاضى راتباً يضاهي راتب الوزير في ذلك الوقت. أنا لم أنتسب إلى أي معهد لأننا لم نكن نملك هذا النوع من المعاهد فخبرتي اكتسبتها بالممارسة اليومية والعملية للعمل الصحفي.

قالوا في عادل أبو شنب

البحرة: خسارة بالغة للحركة الأدبية


نصر الدين البحرة: بين أصدقائي وأصحابي لا مثل عادل أبو شنب فهو رفيق العمر في الحي والمدرسة والدراسة والزمالة في بلاط صاحبة الجلالة الرابعة وفي الأدب وعندما علمت برحيله شعرت بأن جزءاً مني قد رحل معه وما أكثر الذكريات بيننا، كان عادل كاتباً مجلياً في مختلف الأجناس الأدبية ومجموعته القصصية «عالم ولكنه صغير» صدرت أواخر سنة 1956 وكانت من بين المجموعات العشر الأولى في تاريخ القصة القصيرة في سورية، وبعد بضعة أشهر صدرت مجموعتي القصصية الأولى بعنوان: «هل تدمع العيون» وقد كتب عادل بالنقد الأدبي وأرخ لشخصيات دمشقية عامة مثل عبد الوهاب أبو سعود الرائد المسرحي والفنان التشكيلي الكبير وكتابه عن خيال الظل من أهم الكتب التي أرضت لهذا الفن وكان عادل أبو شنب خفيف الظل وصاحب نكتة وأصدر في هذا المجال كتابه بعنوان «شوام ظرفاء»، كما وله بعض الأعمال الروائية، وشارك أبو شنب بتأسيس التلفزيون السوري في مجلة التلفزيون التي كان يرأس تحريرها، وقدم العديد من المسلسلات التلفزيونية التي يصعب نسيانها.

وهكذا يمكن القول إن الراحل عادل أبو شنب خسارة بالغة للحركة الأدبية والصحفية والثقافية في سورية والوطن العربي.


دهني: لن ننساك في حرقة الفقدان


صلاح دهني: لم يدّعِ يوماً أنه كاتب كبير ساع وراء شهرة هداف لخلود

كان عادل أبو شنب يكتب كما يعيش وكما عاش بسلاسة ووداعة ينهل من دمشقيته العريقة مصادر إلهامه واقفاً موقف الراصد لمجرى الحياة من حوله حاضرها وسالفها بمحبة وعشق.

يبدع، يسجل ما تأصل بذاكرته، يكتبه، ينشره، ببساطة المحب الذي يخشى عليه من الضياع في حمأة حياة هادرة، متقلبة، حرون، ونساءة.

الصديق عادل أبو شنب، رفيق الدرب على مدى عقود، لن ننساك في حرقة الفقدان.

عرفة: بقيت أعماله خالدة في المكتبة العربية

سهيل عرفة: نحن كل فترة وفترة نفقد عزيزاً بالوسط الأدبي والفني ونحن الآن فقدنا الأستاذ عادل أبو شنب وهذا قدر الله وحق علينا، رحل جسداً ولكن بقيت أعماله خالدة في المكتبة العربية وأعماله الدرامية في الإذاعة والتلفزيون وكنا أكثر من زملاء، تعاملت مع عادل في الموسيقا التصويرية لعدة أعمال درامية تلفزيونية أذكر منها «هذا الرجل في خطر» تأليفه وإخراج علاء الدين كوكش، ومسلسل «وضاح اليمن» الشاعر اليمني من تأليفه وإخراج علاء كوكش، ومسلسل «الزاحفون» من تأليفه وإخراج طلحت حمدي.

وحتى آخر حياته كان يكتب وهو رجل يعشق الأدب والفن ونتمنى له الرحمة وأعتقد برحيله قد ارتاح من هذه المآسي الشنيعة التي تحدث ببلدنا الغالي.

كوكش: خسرنا كاتباً متميزاً

علاء الدين كوكش: عادل أبو شنب من كبار الكتاب وكبار المبدعين على أكثر من صعيد كاتب قصة قصيرة متميز ودارس لفن الرواية وهو من أوائل الكتاب المبدعين في الدراما التلفزيونية السورية، عملت مع عادل العديد من الأعمال التلفزيونية المفردة قبل أن يكتب مسلسله المهم والكبير «حارة القصر» عام 1970 وكان له صدى في سورية شد الناس على مختلف البيئات والأعمال، وقد كان أبو شنب مقلاً في العمل التلفزيوني ولكنه كان متميزاً.

تعاونت مع عادل في العديد من الأعمال في دبي واليمن إضافة إلى سورية، نحن اليوم خسرنا كاتباً متميزاً في مختلف المجالات الأدبية والفنية، كان شديد التواضع يدعم ويشجع المواهب الشابة الأدبية والفنية ولا يبخل عليها بالنصح والمشورة وحتى المساعدة.

قنوع: خسرنا قلماً سيالاً

مروان قنوع: عادل أبو شنب أحد الأدباء الرواد في سورية كتب الكثير من الأعمال الأدبية والفنية وكتب الكثير في الصحافة زوايا متعددة كتب في مجال الدراما الإذاعية والتلفزيونية وقدم الكثير من البرامج في الإذاعة والتلفزيون من بداية تأسيس التلفزيون، لقد خسرنا برحيل عادل أبو شنب قلماً سيالاً أعطانا الكثير في الدراما الإذاعية والتلفزيونية وفي المقالات الصحفية.

البكار: أول صحفي للتلفزيون

مصطفى فهمي البكار: كان عادل أبو شنب رحمه الله وتغمده بواسع رحمته من الشباب منتصف القرن العشرين الذين ولغوا طريق الأدب بجرأة وتميز، لقد عرفته وأنا في سن الصغر لأنه كان صديقاً لشقيقي وكنت أراه في بيتنا في دوما عندما كان يأتي لزيارتي شقيقي وكان عادل يعتمد على شقيقي عبد الهادي عندما أصبح مذيعاً في إذاعة دمشق عام 1958 وكانا لا يتفارقان أبداً، وقد عرفت أشقاء عادل والتقيتهم عندما جاؤوا من إيران في زيارة إلى القاهرة.

كان قلمه سيالاً، كان يضع اللمسات الأولى على قصته، كانت كتبه محطة أنظار الكتاب الشباب في ذلك الوقت، لقد كان الراحل صحفياً بارعاً وأديباً رائعاً وهو إعلامي وأول من عمل في مجلة التلفزيون في التلفزيون العربي السوري.