2012/07/04

وداعاً للأكاديميات، فقبيلتي أقوى..
وداعاً للأكاديميات، فقبيلتي أقوى..

بشار يوسف- طيف ازداد في الآونة الأخيرة عدد البرامج التنافسيّة في ميادين مختلفة، أهمّها الشِّعر والغناء والتمثيل، وفيما عدا أنّ النسخ العربيّة منها هي تقليد كامل للبرامج الأجنبيّة (خاصّة الأمريكيّة) بفارق واحد هو أنّ معظمها فاشل شكلاً ومضموناً، فإنّ القاسم المشترك الأساس بينها هو الاعتماد على تصويت الجمهور لترشيح الفائز، والذي ليس بالضرورة أن يكون الأفضل. من يتابع تلك البرامج، السيّء منها والجيّد، يعلم أنّ القسم الأعظم من الفائزين بجوائزها لا يستحقّها، والسبب في ذلك نسب الأصوات التي تعتمد على إرسال الرسائل النصيّة، وبالتالي يتمّ التصويت بناءً على الانتماء الطائفيّ أو الإقليميّ، وأحياناً أخرى حسب الشكل الخارجيّ لهذا المتسابق أو تلك. ما لا أجده غريباً، ولكنّي متعجِّب من إغفال الناس له، هو أنّ القائمين على تلك البرامج يتقصّدون وضع سياساتها على هذه الصورة، لجني أكبر قدر ممكن من الأرباح (من خلال الرسائل النصيّة والإعلانات)، وبهذا لا يهمّ من يفوز، سواء أكان متقناً للاختصاص الذي سيفوز به أم لا، بل ما يهمّ هو أن يتسبّب بجني الأرباح. آخر هذه البرامج كان The Actor، وبغضّ النظر عن إيجابيّات هذا البرنامج وسلبيّاته، ونقاط الضعف والقوّة فيه، حيث تكلّم عنها الكثيرون، سأتناول منها ما يرتبط بموضوعنا هنا، ألا وهو المقياس الذي يُتَّخذ في اختيار الفائز؛ تصويت الجمهور. تابعتُ، بمحض الصدفة، بضع حلقات من هذا البرنامج، ولفت نظري أداء أحد االمشاركين، ألا وهو إيهاب شعبان، والذي أثار إعجاب لجنة التحكيم منذ اللحظة الأولى التي وقف فيها أمامهم. فوجئت، عندما كنت أشاهد إعادة الحلقة الأخيرة من البرنامج، بمحض الصدفة أيضاً، أنّ إيهاب لم يكن أحد المتسابقَين الأخيرين، وذلك بسبب عدم نجاحه في الحصول على تأييد الجمهور له. وفي هذه الحلقة الأخيرة، فاز أحد المتسابقَين، شربل كريم، وخسر الآخر، محمد حسن. قبل أن تبدأ لجنة التحكيم، المؤلَّفة من الدكتور سامر عمران والفنّانة يارا صبري والفنّان باسل خياط، بالتصويت، كان الأخير؛ محمد حسن، قد أثار إعجابي بأدائه، وكنت واثقاً من فوزه. منحت لجنة التحكيم أصواتها بالأجمع لمحمد حسن، فسُرِرت لذلك، وصار الفوز قريباً منه بعد أن حصل على 30% من الأصوات، المخصَّصة للجنة التحكيم. بعد دقائق معدودة أُعلن أنّ شربل كريم قد فاز، وبفارق 60% من الأصوات، أي أنّه حصل على 65% من أصوات الجمهور عن طريق الرسائل النصيّة، بينما لم يحصل محمد حسن، الحاصل على العلامة الكاملة من لجنة التحكيم-غير المشكوك في قدراتها في الحكم، إلا على 5% فقط من الأصوات!! إذن، إما أنّ أعضاء لجنة التحكيم لا يفقهون شيئاً في التمثيل، أو إنّ الجمهور لم يكن ينتظر ممثِّلاً حقيقيّاً، بل كان الأمر تعصّباً قبليّاً لا أكثر. سأترك الجواب لكم، ولكن أودّ أن أُذكَِّر بما صرّحه إيهاب شعبان -غير الجدير بالفوز في نظر الجمهور- لموقع بوسطة، إذ قال ردّاً على سؤال يتعلّق بأهميّة اللجنة والجمهور: “للأسف، تقييم الجمهور هو الضروري في هذا البرنامج، وخاصة في هذه المرحلة، وأنا في المجموعة الأولى كنت متقدماً، ولكن تصويت الجمهور مرتبط فقط بالأقارب، والأصدقاء، وكثرتهم وقدرتهم المادية، ومن هذا المنطق كنت أعمل لكي تختارني اللجنة، فمن غير المضمون أن أفوز باختيار الجمهور.”