«وورنر بروس» تعتزم إعادة مغامرات ماوغلي إلى السينما

سارة الحاج – خمس الحواس

في محاولة لإنجاح ما فشلت "ديزني" في تحقيقه منذ ما يقارب العقدين، تعمل شركة "وورنر بروس"، مستغلة ما تشهده الصناعة السينمائية اليوم من تطور تقني، على إنجاز نسخة سينمائية، يجسد شخصياتها ممثلون حقيقيون، من رائعة الأديب البريطاني روديارد كيبلينغ "كتاب الأدغال"، التي لم تحقق نجاحا سوى نسختها الكرتونية.

وقالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، في تقرير نشرته، أخيرا، إن ستيف كلوفز، كاتب سيناريو أفلام "هاري بوتر"، يجري محادثات مع "وورنر بروس" لنسج فيلم إثارة من قصص كيبلينغ الشهيرة.ولا يزال فيلم "ديزني"، الذي عرض عام 1967، بأغانيه المبهجة وتناوله الممتع للقصص، التي تعود إلى القرن التاسع عشر، يعتبر أشهر الاقتباسات السينمائية عن أعمال كيبلينغ. ولكن من غير المرجح أن شخصية الدب "بالو" ستواصل دندنتها في نسخة كلوفز، التي يتوقع لها أن تكون أقرب إلى النص الأصلي الأقل بهجة.

صدمة لديزني

ويتوقع للأنباء القائلة إن "وورنر بروس" ستعيد صياغة القصة أن تشكل صدمة بالنسبة لديزني، وهي التي كان لها قصب السبق في إكساب مغامرات الصبي اليتيم ماوغلي شعبية واسعة. لذا فإنه من غير المرجح أن يكون إعلان ديزني أخيرا عن أنها ستقدم فيلما مستمدا من كتاب مغامرات آخر مجرد صدفة. اذ تعتزم الشركة إنتاج فيلم مقتبس عن رواية لنيل غيمان بعنوان "كتاب المقبرة"، وهي إعادة تصور لحكايات كيبلينغ، مع استبدال المقبرة بالأدغال.

ويعد اقتباس فيلمين آخرين عن حكايات كيبلينغ شهادة على أهمية الإرث الذي خلفه هذا الكاتب البريطاني العائد إلى الحقبة الفيكتورية. وبدءا من قصيدة "لو"، التي يقرؤها تلاميذ المدارس العامة في جميع أرجاء بريطانيا، ووصولا إلى كتاب الأطفال "قصص ليس إلا"، فقد حافظت أعمال كيبلينغ على شعبيتها، رغم تركيزها على التاريخ الإستعماري.

وعلى الرغم من اشتهاره ككاتب سيناريو، فإن كلوفز سيتولى كتابة واخراج مشروع "وورنر بروس" الأخير. ومن المرجح أن ممثلا حقيقيا سيلعب دور ماوغلي في نسخة كلوفز، إلى جانب عدد من الحيوانات التي سيتم ابتكارها باستخدام جهاز الكومبيوتر.

النسخة الكرتونية الناجحة

وكانت ديزني قد حاولت مرتين سابقا أن تعيد تصوير النسخة الكرتونية الناجحة باستخدام ممثلين حقيقيين، غير أن محاولتيها باءتا بالفشل. وجرت المحاولة الأولى، التي حملت عنوان "كتاب الأدغال لروديار كيبلينغ"، في عام 1994، حيث لعب الممثل جيسون سكوت لي دور ماوغلي، وكان ظهور الحيوانات صامتا. ولم يحقق الفيلم ايرادات كبيرة. وبعد مرور 4 سنوات، شهدت المحاولة الثانية، "كتاب الأدغال: حكاية ماوغلي"، فشلا ذريعا، إلى درجة أنها تحولت مباشرة إلى أشرطة الفيديو.

وتعتقد هيلين نابارو، مديرة قسم الرسوم المتحركة في المدرسة الوطنية للأفلام والتلفزيون، أن التطورات التي شهدتها تكنولوجيا الأفلام جعلت من إعادة صياغة أفلام الكرتون أمرا ممكنا. حيث قالت: "إن الأشياء التي أمكن فعلها في أفلام الرسوم المتحركة دون الحاجة للقلق بشأن الجاذبية بات فعلها ممكناً في أفلام الإثارة بشكل قابل للتصديق".