2012/07/04

يا أهل الفن.. يا أهل «المفتقة»!!
يا أهل الفن.. يا أهل «المفتقة»!!


طارق الشناوي – روز اليوسف

من المؤكد أنك بعد انتهاء مسلسلات رمضان تابعت وتألمت أيضا مثلى إلى ما وصلت إليه أوزان بعض النجوم والنجمات خاصة «سمية الخشاب» و«فيفى عبده» فى «كيد النسا» ، «نور الشريف» فى «الدالى» ، «أحمد عزمى» فى «دروان شبرا» وسوف أقدم لكم بهذه المناسبة مقالا قديما كتبه الكاتب الروائى الكبير الساخر «يوسف السباعى» قبل أكثر من 60 عاما عن نجوم الزمن القديم، وجدته يتطابق تماما مع حال نجوم هذا الزمن وإليكم المقال الذى أشفى غليلى سوف أستعيده معكم وربما يشفى غليلكم.

بسم الله ما شاء الله.. بارك الله فيكم وزادكم من نعيمه - لا أكاد أضع أحدكم فى الميزان حتى أرى كفته «تطب» راجحة.. تسألوننى أى ميزان ؟

ميزان «القبانى» فهو الميزان الوحيد الذى أعتقد أن كفتكم فيه راجحة هاوية.. يا أهل الفن.. يا أهل «المفتقة».. يا أهل الشحم واللحم.. ماذا تأكلون؟ وكيف تربون جثثكم؟ عينى عليكم باردة.. لو كان الفن بالوزن لكنا أكثر أهل الأرض فنا.. ولرفعت «جثث» أهل الفن عندنا رأس مصر عاليا بين غيرنا من الأمم المسلوعة.. «المقفعة»!!

هل رأيتم فتى مصر الأول فى فيلم «فاطمة» ؟

هل رأيتم لغد فتى مصر الأول وكرش فتى مصر الأول ؟ هل رأيتم كيف حاول المخرج أن يستغل مواهب الفتى الأول ويبرز كامن السحر فيه فأظهره بقميص وبنطلون حتى لا يحرم الجمهور من أن يحس بنعمة الله على جثة الفتى الأول؟

وهل رأيتم المطربة بطلة فيلم «ليت الشباب».. هل رأيتم كيف أخطأ المخرج فلم يستغل البطلة ليفصل من جسدها ثلاث بطلات؟

لقد سمعت أنهم قالوا للفتى الأول أنت سمنت.. فقال وإيه يعنى بس بقيت غنى؟!

هذا استهتار.. ويجب أن يوضع حد لوزن البطل والبطلة.. وأن يزنوهم قبل أن يبدأوا التمثيل كما توزن الخيل قبل السباق.. وبذلك نعزل أهل الفن عن أهل «المفتقة» !! انتهى المقال اللاذع للأديب الكبير فارس الرومانسية «يوسف السباعى».. و«القبانى» لمن لا يعرفه هو ميزان كان ولا يزال يستخدم فى وزن الأحمال الثقيلة مثل اللحوم والبقول.. أما الذى كان يتناول «السباعى» كرشه فهو بالطبع «أنور وجدى» بطل فيلم «فاطمة».. أما المطربة بطلة «ليت الشباب» التى قال عنها أن تفصل ثلاث بطلات فإنها «رجاء عبده» التى اشتهرت بأغنية «البوسطجية اشتكوا من كتر مراسيلى».. لم يقل أحد حينها أن «يوسف السباعى» يشتم الفنانين وأنه يحمل فى يده سكينا بدلا من القلم مثلما يتردد هذه الأيام عن كل من يقول رأيا سلبيا فى عمل فنى، والغريب أن بعض الكتاب والصحفيين يعتقدون أن عربون صداقتهم بالفنانين هو أن يهاجموا زملاءهم الذين يتناولون العمل الفنى ولا يكتفون فقط بتقديم فروض الولاء والطاعة بمدح الفنان ولكن عليهم إنزال أسوأ الصفات بزملائهم !!

رغم أن «يوسف السباعى» تناول أوزان الفنانين وليس أداءهم فأنا أعتبر أن ما كتبه أيضا لا يخرج عن قواعد النقد.. وذلك لأن الفنان عندما يقف أمام الكاميرا مؤديا شخصية درامية يصبح وزنه فى هذه الحالة جزء من الحالة الإبداعية التى يقيم الناقد مدى ملاءمتها للدور!! مرت أكثر من ستة عقود من الزمن على هذا المقال.. وكان المجتمع والفنانين قادرون على تفهم ذلك بلا حساسية.. الآن صار الفنان يقسم النقاد إلى فريقين أو فسطاطين، فسطاط معهم يهتف بأسمائهم وهو الناقد الحق الموضعى وفسطاط مهما كان رقيقا ومهذبا فى نقده فيا ويله يا سواد ليله وتابعوا أو تذكروا ماذا قالت سمية الخشاب عن كل من تعرض بالنقد لوزنها الزائد الذى استحقت بعده لقب أسمن ممثلة فى رمضان بعدما كانت تنافس فى الماضى على لقب أثمن ممثلة فى رمضان !!