2012/07/04

يزن الأشقر - الأخبار  محطّات ومنعطفات كثيرة شهدتها السينما التركية قبل أن تصبح «مدلّلة» النقّاد في العالم، وضيفةً دائمةً على المهرجانات. ونقصد هنا السينما المستقلّة التي ضمّت تحت جناحيها، في التسعينيات، سينما المؤلف. تطرح هذه الأخيرة الأسئلة الوجودية والر
يزن الأشقر - الأخبار محطّات ومنعطفات كثيرة شهدتها السينما التركية قبل أن تصبح «مدلّلة» النقّاد في العالم، وضيفةً دائمةً على المهرجانات. ونقصد هنا السينما المستقلّة التي ضمّت تحت جناحيها، في التسعينيات، سينما المؤلف. تطرح هذه الأخيرة الأسئلة الوجودية والر

فاتن قبيسي - السفير

لم يعد استهداف قناة «الجزيرة «القطرية مفاجئاً، ولكن هذه المرة كان أكثر إيلاماً ووجعاً، مع استشهاد المصور علي

حسن الجابر أمس الأول، بعد تعرض فريق القناة لكمين قرب بنغازي، كما أصيب مراسل الجزيرة ناصر الهدار بجراح جراء إطلاق النار عليهم بكثافة.

هذه المرة، لم يغلق مكتب للقناة، ولم تسحب التراخيص من مراسليها. ولم تتعرّض للتشويش عبر الأقمار الصناعية.

بل جاء «العقاب» أقسى من ذلك بكثير. إذ كلفها قيامها بواجبها المهني، حياة رئيس قسم المصورين المولع بمهنته،

والحاصل على ماجستير في التصوير السينمائي في «أكاديمية الفنون» في القاهرة

وما يحزّ في النفس أن الجابر (56 عاماً) لم يمت برصاصة طائشة أو بشظية متفجرة، كما يحصل غالباً مع الإعلاميين

الذين يغطون الحروب والنزاعات، بل تم استهدافه عبر كمين بأسلوب القتل المتعمّد، فأصيب بثلاث رصاصات، فشلت

معها جهود إسعافه

لم يكن يعلم الجابر (قطري الجنسية) الذي نقلت كاميرته ظهيرة السبت صلاة الجنازة على روح شهيد من

المتظاهرين، نقل جثمانه من ساحة المعركة في مدينة «راس لانوف»، وفق رواية زميله بيبة ولد امهادي، أنه سيكون

الضحية التالية مساء اليوم نفسه

ولم يكن يعلم أن اللقطة الأخيرة التي رصدتها عدسته، لضريح الشهيد عمر المختار في بلدة سلوق، كانت تسبق مباشرة خطواته باتجاه ضريحه، في طريق العودة الى بنغازي.

وعلمت «السفير» أن الجابر الذي كان يغطي مسيرات بلدة سلوق، مرّ بضريح المختار. وفي طريق عودته الى بنعازي،

مع فريق يضم ثلاثة آخرين، اشتبهوا بسيارة تتعقبهم. وكان الجابر في المقعد الخلفي في السيارة، الى جانب زميله

ولد أمهادي، فيما جلس زميله ناصر الهدار الى جانب السائق، الذي لمح وجود شخصين ملثمين في السيارة التي تطاردهم.

بعد ذلك، أمطر المطاردون سيارة «الجزيرة» بالرصاص. وتم نقل المصابين الى المستشفى، حيث أسعف الهدار، فيما

كان الجابر قد لفظ أنفاسه، بعد أدائه الشهادتين

وساد جو من الحزن على الشاشة القطرية في اليومين الأخيرين. فيما كثفت من تغطياتها للثورة في ليبيا، وغيرها

من الدول العربية، في ما يشبه التحدي لمحاولات إسكات الإعلام من قبل الأنظمة الديكتاتورية العربية

وتضامن الشعب الليبي الثائر مع الشهيد والإعلام الحر، وتحولت ساحات التظاهر في بنغازي وطبرق الى أمكنة لرفع

لواء القناة القطرية، وتشييع الشهيد، الذي بادر أبناء طبرق الى إطلاق اسمه على مدرسة في المدينة، بعد إطلاقهم

تظاهرة تأبينية عن روحه

ونقلت القناة أمس صور تشييع الجابر «من قبل آلاف من جماهير بنغازي»، على وقع هتافات «بالروح بالدم نفديك يا

جزيرة». ورفع المحتشدون لافتات كتب عليها «يسقط الطاغية»، و«اختلطت الدماء الليبية والقطرية في سبيل الحرية

ـ نعزي أنفسنا والشعب القطري وقناة «الجزيرة

وكان النظام الليبي اتهم مراراً «الجزيرة» بتضخيم الأحداث في ليبيا والتحريض ضد النظام. كما اتهمته القناة في 21

شباط بالتشويش على بثها عبر قمر «نايلسات

وأكد المدير العام لشبكة «الجزيرة» وضاح خنفر أمس عبر شاشتها إن «الجزيرة لن تسكت على هذه الجريمة

وستلاحق مرتكبيها قانونياً وجنائياً

وأضاف أن «الزميل علي الجابر تمّ اغتياله نتيجة حملة تحريض غير مسبوقة من جانب النظام الليبي على «الجزيرة»

والعاملين فيها

لكن المفارقة هو تعليق مصدر رسمي ليبي على الحادثة، بحسب وكالة «أ ف ب»، بقوله إن «الاعتداء على إعلاميين

أجانب في مدينة بنغازي دليل آخر على الانفلات الأمني الخطير، الذي تفرضه العصابات المسلحة»، محمّلاً

المسؤولية الى «المجرمين من الذين حملوا السلاح واستقووا بالأجنبي

يذكر أن الجابر كان عمل مديراً لمكتب «سي أن بي سي العربية» في الدوحة. وكان رئيس قسم التصوير في

«تلفزيون قطر» على مدى عشرين عاماً. كما أنجز عدداً من الأفلام التسجيلية

ومن المقرر أن ينقل جثمان الجابر براً الى مصر، ليصل اليوم الى قطر