2012/07/04

يسعى لرسم هوية جديدة لـ «حكم العدالة» تبني على ماسبق.. المخرج الإذاعي حسن حناوي: أنا ممثل بالمصادفة
يسعى لرسم هوية جديدة لـ «حكم العدالة» تبني على ماسبق.. المخرج الإذاعي حسن حناوي: أنا ممثل بالمصادفة


حوار- مصطفى علوش - تشرين

منذ 28 سنة يعمل المخرج حسن حناوي في الإذاعة السورية وتكاد صفحة البحث عن اسمه في الإذاعة تصل لرقم 55 صفحة هي أسماء البرامج والأعمال التي اشتغلها، وتكاد تكون الإذاعة هي بيته الأول، بيته الذي تعلم منه أهمية البث على الهواء. يتميز حناوي بحبه للتعلم، لذلك ترى مساحة الإصغاء لديه أكبر من مساحة الحديث، ولأن الإذاعة في ذاكرة السوري تعني الكثير من الأسماء ومنهم حسن حناوي اخترنا أن نحاوره باحثين معه عن أهم محطات عمله الإذاعي:

• بعد أن تناوب على إخراج برنامج حكم العدالة عدد من المخرجين البارزين اخترت أن تتصدى لإخراج هذا البرنامج، كيف جاء هذا الخيار ولماذا؟ ‏

• • اخترت إخراج هذا البرنامج لعدة أسباب، بداية لكوني عملت مخرجاً منفذاً في هذا البرنامج مدة خمس سنوات مع المخرج المخضرم محمد عنقا، وأحببت هذا البرنامج كثيراً لما يقدمه من رسائل توعوية وتوجيهية وحتى قانونية، وفيه الكثير من العمل الدرامي، كما أن هذا البرنامج يحظى بمتابعة جماهيرية، ومن يتصدى لإخراجه يشعر بمسؤولية أمام نفسه وأمام الإذاعة وأمام المستمعين

• ما هي الإضافة المتبادلة الممكن الاستفادة منها بينك وبين هذا البرنامج؟ ‏

• • ما أستطيع أن أقدمه لحكم العدالة أولاً هو الحب، أنا أعشق هذا البرنامج ولذلك حاولت أن أحافظ على مستواه الفني إذا لم أستطع أن أرقى به إلى درجات أفضل، بالتالي كنت أمام مسؤولية اختيار الموسيقا المناسبة والممثلين الجيدين الذين يضيفون لأدوارهم من روحهم وأحاسيسهم، ولذلك أعتقد أنني بدأت برسم هوية جديدة لحكم العدالة تبني على ما أسسه الأساتذة الكبار الذين أخرجوا هذا البرنامج على مدى 29 سنة، ومنهم:(مصطفى فهمي البكار، هشام شربتجي، مروان قنوع، مظهر الحكيم، محمد عنقا، جمال عقاد). ‏

• ما هي أهم المحطات التي جعلتك تتعلم أكثر في الإذاعة؟ ‏

• • البث على الهواء هو من أهم المدارس التي تعلم المخرج فنيات العمل وبدهيات المبادرة السريعة، لأن كل خطأ محسوب، ومعنى ذلك لايمكن تجاوزه، والمحطة الأهم هي محطة الإخراج الدرامي التي بدأت منذ عام 1996، وكان من أبطالها ومعلميها الأستاذ الكبير رفيق سبيعي، ونذير عقيل، محمود الأغواني. فهم ممن أخذوا بيدي لأصعد سلالم الإخراج الإذاعي، إضافة إلى بقية المخرجين في الإذاعة الذين يشكل كل واحد منهم مدرسة إخراجية تتقاطع مع بقية المدارس بتفاصيل معينة، لكني اكتشفت بعد زمن من العمل الدرامي خصوصاً والإذاعي عموماً أن سر نجاح المخرج ثقافته وبالتالي عملت على هذا المحور وما زلت. ‏

• أمام المنافسة الشديدة التي تعرضت لها الإذاعة من قبل الفضائيات والإذاعات الخاصة، كيف تقيم عمل الإذاعة من موقعك الإخراجي؟ ‏

• • لا شك في أن الإذاعة في الفترة الأخيرة واجهت منافسة شديدة في خضم هذا الكم الهائل من الفضائيات ذات الألوان المختلفة والإذاعات التي أخذت أشكالا متعددة، لكن عبر هذه السنوات الطويلة من العمل الإذاعي وجدت أن وسائل الإعلام منذ زمن طويل وحتى الآن لم تلغ واحدة الأخرى وإنما بقيت جميعها موجودة على الساحة، ولكل منها متابعون، لكن بشكل عام الإذاعة عموماً باتت أمام مسؤوليات كبيرة في المحافظة على مستمعيها، وإذا جئنا لإذاعة دمشق التي تتميز بالأصالة والرصانة فإنها حاولت عبر قنواتها الثلاث أن تجذب مستمعيها من خلال تنوع الأشكال البرامجية التي تقدمها من خلال الثقافة والمنوعات والأعمال الدرامية الراقية ومع ذلك بقيت القضية نسبية ، ونحن أمام تحديات كبيرة في هذا الفضاء الواسع. ‏

• ماهي البرامج التي تجد نفسك فيها أكثر من غيرها؟ ‏

• • كمخرج عملت خلال وجودي في الإذاعة بكل أنواع البرامج ومشاربها، وبالتالي عملت في البرامج الثقافية والمنوعات والبرامج الإخبارية والدراما، لأنه ليس هناك اختصاص محدد، لأن المخرج في الإذاعة شمولي في عمله ،لكن تبقى بعض البرامج حسب ميوله، أحب إليه من غيرها، وأجد نفسي في البرامج الثقافية التي تضيف إلى مخزوني الكثير، إضافة إلى دراما الواقع التي أعدها مرآة للمجتمع تصور قضاياه ومشكلاته وتقترح لها الحلول،ويتابعها المستمع لأنها تلامسه، فهي من الحياة بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة وهذا دور الدراما الاجتماعي. ‏

• رغم كل هذا العشق للإخراج ثمة حب للتمثيل وشاهدناك في أعمال درامية تلفزيونية لماذا هذا التوجه؟ ‏

• • أنا ممثل بالمصادفة ، عملت ممثلاً في أول مسلسل وكان بعنوان (الأحقاد الخفية ) للمخرج مروان بركات وجسدت فيه دور المحقق، لكن يبدو أن الموضوع قد راق لي، فعملت بعدها في أكثر من عشرة مسلسلات منها: (عصر الجنون في الجزء الثاني، الزيزفون، خبر عاجل، البقعة السوداء، أوراق مدير مدرسة، أشياء تشبه الحب..) وسأتابع إذا كان هناك دور يناسب شخصيتي ،لكنها تبقى تجربة جميلة، فالمخرج الإذاعي يبقى جندياً مجهولاً والإنسان بطبعه ميال للظهور والشهرة، فيتطابق الاسم مع الصورة عبر هذه الفسحة التمثيلية. ‏

• ولديك أيضاً تجربة في الإعداد كيف جاء هذا الاهتمام؟ ‏

• • نتيجة هذه الخبرة في العمل الإذاعي التي تجاوزت الـ 28 سنة، اكتسبت مجموعة من الخبرات فقمت بإعداد كثير من البرامج وشاركت في إعداد برامج تلفزيونية، وقدمت بعض البرامج منها البرنامج الذي مازال مستمراً وهو (نادي الفونوغراف)، بصحبة شيخ كار السينما في سورية، الأستاذ محمود حديد. ‏

• رغم كل ذلك تبقى في سيرة كل مخرج علامات فارقة أثرت في مسيرته أكثر من سواها، ماهي هذه المحطات؟ ‏

• • العلامات الفارقة في هذه السنوات من العمل الإذاعي أنه كان لي تجارب إذاعية مع إعلاميين كبار منهم : (طالب يعقوب، نهلة السوسو، طالب عمران، جمال الجيش، مخلص الورار، وغيرهم الكثير.. ) وكذلك مع مخرجي الدراما وتعاملي مع فنانين كبار تقريباً تشمل قائمة أسمائهم كل فناني سورية، كل هذا أغنى التجربة الفنية والثقافية لي. ‏

• • حسن حناوي- خريج حقوق وعمل في الإذاعة منذ عام 1984 من برامجه : (نهر وروافد، سهرة الأحد، حكاية قلب، بانوراما القرن العشرين، ملفات وشخصيات، نادي الفونوغراف، البيئة والسكان..) وأهم الجوائز التي حصل عليها (الجائزة الذهبية في مهرجان القاهرة عن (نحن محكومون بالأمل) عن المسرحي العربي سعد الله ونوس، إعداد نهلة السوسو، كما حصل على الجائزة الفضية في مهرجان طهران، عن برنامج للأطفال بعنوان (شمس وفي) إعداد فاتن صبري عام 2009، وفي عام 2010 حصل على الجائزة الذهبية في مسابقة اتحاد إذاعات الدول العربية في تونس عن برنامج (كوكبنا بعيون عربية ، ظاهرة التصحر،) إعداد الصحفي ميشيل خياط. ‏