2012/07/04

«يوميات مدير عام»: تصوير جزء ثانٍ يلحظ التطور التكنولوجي
«يوميات مدير عام»: تصوير جزء ثانٍ يلحظ التطور التكنولوجي

ماهر منصور - السفير

بالنسبة الى كثير من متابعي الدراما السورية، لم يعد التوجه نحو تنفيذ أجزاء جديدة من المسلسلات الناجحة (لا سيما الكوميدية منها) آمناً من التسبب بخيبة لدى النقاد أو الجمهور. لكن الى أي حد يستطيع الفنان أيمن زيدان الذي يقف على رأس مشروع تنفيذ جزء ثان من مسلسله الشهير «يوميات مدير عام»، مع كاتب ومخرج جديدين (الكاتب خالد حيدر، والمخرج زهير قنوع) أن يتجنب قدر الإمكان التسبب بهذه الخيبة؟

فقد سبق وتفاءلنا بأجزاء جديدة لمسلسلات أخرى، لكن سرعان ما خاب أملنا. وإن كانت مواصفات تلك المسلسلات، لا تنطبق على حال مسلسل «يوميات مدير عام». فهذا المسلسل مرّ قرابة خمسة عشر عاماً بعد إنتاج جزئه الأول، من دون أن يفكر صانعوه بإنتاج جزء ثان، استثماراً لنجاحه الكبير الذي استمر صداه حتى وقتنا هذا. وقد قوبلت إعادة عرضــه العام الماضي على قناة «الدنيا» بالاحتــفاء ذاته، وهو احتفاء جماهيري ونقدي، أقله لسخونة موضوعاته التي تناولها، والتي ما زالت حية وصالحة حتى اليوم.

هذا الأمر يعيه النجم أيمن زيدان وهو يقدم على تنفيذ جزء ثان من مسلسله، فيعلن في مؤتمر صحافي عقده بالمناسبة أن «العمل في جزئه الثاني قد يكون أصعب، سواء من حيث كتابة السيناريو أو الإخراج»، ويشير الى أن «لغة الدراما في العام 2010 تختلف من حيث إيقاع عملها عما كانت عليه في التسعينيات فترة إنتاج الجزء الأول. وبالتالي فإن تغييراً سيحدث في الجزء الثاني يتعلق بالزمن. ويرتبط ذلك بالشكل خصوصاً بعد تطور التكنولوجيا والكثير من الأساليب والتقنيات خلال الاعوام الخمسة عشر الماضية. ويمكن أن تكون هناك إضافات، في محاولة لمعالجة المشاكل المزمنة التي يطرحها العمل، على المستوى الفني ومستوى الكتابة، من خلال طبيعة وهموم ومشاكل الشخصيات».

تبدأ حكاية الجزء الثاني من حيث انتهى الجزء الأول. فالمدير أحمد عبد الحق الذي يعييه فساد مديريته فيغادرها إلى مهنته الأساسية كطبيب، سرعان ما يقنعه صديقه الوزير بتولي إدارة مديرية أخرى هي أشد فساداً. وهنا يجد المدير نفسه في مواجهة فاسدين خبروا أساليب تنكره، وتطورت في الوقت نفسه أساليبهم لتأخذ أشكالا جديدة مستفيدة من التكنولوجيا الحديثة التي دخلت المؤسسات الحكومية. ويؤكد زيدان أنه يريد عبر «يوميات مدير عام» «تقديم عمل كوميدي يتصدى لقضايا ساخنة، ويقدم اقتراحاً طريفاً بشكل فني».

على مستوى آخر، يقارب زيدان الرؤية الجديدة للجزء الثاني من العمل، عبر الاستعانة بمخرج جديد بعدما كان هشام شربتجي مخرج الجزء الأول. وهذا «ليس تقليلاً من قيمة أحد»، يقول. «لكنه بحث عن فضــاءات جديدة بمشاريع جديدة وشباب جدد بشيء من منطق العــصر والحياة».

ربما لا نتفق مع النجم أيمن زيدان في مسألة استبدال مخرج العمل الأساسي هشام شربتجي، على أساس أنه شريك أساسي في مشروع الجزء الأول. إلا أننا لا نستطيع إلا أن نحترم صناع العمل في خياراتهم، ومن خلال النتيجة يتم تحديد مدى صحة هذه الخيارات.

ولعل أعضاء فريق العمل الذين يعملون على الجزء الجديد، ستكون «عيونهم» على الجزء الأول. فهنا هم لا ينجزون مسلسلاً جديداً، وإنما يعطون جزءاً جديداً سيبقى أسير المقارنة مع الجزء الأصل. فكيف الحال والمقارنة تجري مع مسلسل دامت «شعبيته» أكثر من خمسة عشر عاماً؟

يشارك في العمل كل من الفنانين مها المصري، اندريه سكاف، أمية ملص، مرح جبر، نزار أبو حجر، حسام تحسين بك، وفاء موصللي، سليم كلاس، نجلاء خمري، ميريام عطا الله، اضافة الى آخرين.