2012/07/04
فدوى ابراهيم – دار الخليج
عبر الفنان الفلسطيني الساخر عماد فراجين، عن أمله بأن تغير الثورات والتغييرات الحاصلة في الوطن العربي من مضامين الأعمال الفنية، وأن يتوجه الفنانون العرب إلى التعبير عن قضايا شعبهم بكل حرية وبشكل مباشر من خلال فنهم، كما تمنى لو أن التغيير الحاصل في مصر لم يتم عن طريق الفيس بوك انما بتأثير المضامين الفنية، ويعد الفنان الفلسطيني عماد فراجين الذي زار أبوظبي أخيراً، أحد أهم الفنانين الذين يقدمون أعمالاً مسرحية وتلفزيونية بطريقة ساخرة حول الوضع السياسي والاجتماعي في الداخل الفلسطيني، فهو مؤلف ونجم المسلسل الساخر “وطن ع وتر”، عن أهم أعماله وآرائه كان لنا معه هذا الحوار .
في أي عام كان دخولك العمل التلفزيوني وبأي عمل؟
- بعدما حصلت على شهادة الدبلوم العالي في التمثيل من معهد ليفربول للاستعراض الفني ببريطانيا، دخلت الفن في الأعمال المسرحية، بينما كان انتقالي إلى التلفزيون قبل ما يقارب الثلاثة أعوام، من خلال العمل التلفزيوني الشعبي الساخر “وطن ع وتر”، والذي يسجل هذا العام الثالث له على التوالي، ويعرض حالياً على تلفزيون فلسطين، وقبل هذا العمل كنا نعمل من البيوت فأكتب النصوص وتخرجها زميلتي منال عوض، ولم يكن لدينا أي شيء، بينما أعطانا تلفزيون فلسطين بإشراف المشرف العام على الإعلام ياسر عبد ربه، مساحة كبيرة الحرية رغم كونه تلفزيوناً رسمياً، وهذا الأمر غير معتاد في التلفزيونات الرسمية، وهذا ما جعلنا نفاجأ بمساحة الحرية التي منحنا، حيث أدرك ياسر عبد ربه أننا فنانون محايدون، وتوجهاتنا الحقيقية هي فنية بحتة .
إذاً بدأت فنك على المسرح، حدثنا عن هذه المرحلة؟
- قدمت عدداً كبيراً من المسرحيات، أهمها مسرحية “603” وهي من أولى المسرحيات التي ترجمت من اللغة العربية إلى الإنجليزية، وتتحدث عن الأسرى بطريقة ساخرة لا تراجيدية، لكن انتقلت إلى نوع المسرح “ستاند اب كوميدي”، مثل مسرحية “غزة رام الله”، ولعل مرحلة قيامي بعدد من الأعمال المسرحية كانت تحمل الكثير من الصعوبات، فلا مقر للعمل ولا نصوص، فاضطررت أن أعمل على كتابة النصوص، وبعمل مشترك مع زميلتي المخرجة منال عوض، نعمل
على استئجار مكان لنقدم فيه أعمالنا المسرحية، وبدأ الناس يعرفوننا بهذه الطريقة، وأعمل حالياً مع زميلتي المخرجة منال عوض بتأسيس مسرح، ونسعى إلى تأسيس مقر له .
ألا تجد أن هذه الطريقة في العمل تشكل نوعاً من التحدي؟
- هذا ما كنا نعانيه ونعتقده في بداية عملنا المسرحي، إلا أننا وجدنا أن المتلقي لا يريد سجادة حمراء ولا مبنى فخماً وديكورات، إنما يريد من يعبر عن قضاياه من خلال تقديم فكر حر بشكل إبداعي، وهذا أهم ما تعلمناه من تجربتنا، وبدأنا الفن المسرحي في العام 2004 ومن ثم استقطبنا التلفزيون .
هل تجد الفن المسرحي “الستاند أب كوميدي” أقدر على تقديم الأفكار بجرأة ومباشرة؟
- حينما ركزت في العمل المسرحي على ستاند أب كوميدي، ومعظمه سياسي وبدأته بمسرحية غزة رام الله قد لاقى استحساناً أكبر من المسرح التقليدي المعروف، سواء الكوميدي أم التراجيدي، فالإقبال على هذا النوع من المسرح أكبر أولاً، وتوصيل الرسائل الاجتماعية والسياسية من خلاله يتم بشكل مباشر، وهو ما أجده الأقدر على الوصول إلى الناس .
لماذا برأيك هذا النوع من المسرح أكثر جذباً للجمهور؟
- اختلاف إيقاع الحياة الذي أصبحت السرعة ميزته، وحب المباشرة في الطرح، لذلك أصبح أكثر جذباً، وهو ليس بحاجة إلى ديكورات وإضاءة وما إليه من أمور فنية لإيصال الرسالة، حيث بإمكاني تقديمه في الشارع، لكنه بالطبع في حاجة إلى ممثل يعرف كيفية تقديمه هذا النوع من الفن، والإقناع وسيلته، وهذا الفن منتشر في دول أوروبا وأمريكا، أما في الوطن العربي فهو منتشر في لبنان، وحالياً بدأ انتشاره في فلسطين .
هل تجد مساحة الحرية الممنوحة لك كافية لتعبر عن الواقع؟
- هناك مساحة حرية، لكنها غير كافية، ولعل مساحة الحرية التي منحت لي ولطاقم العمل في “وطن ع وتر” هي الأولى التي منحتها إعلامياً الحكومة لنا، لحدٍ وصل إلى أننا استطعنا انتقاد السلطة الفلسطينية أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال تقديمنا فقرة سياسية ساخرة حول تقسيم فلسطين، وانتقدنا فيها حكومتي رام الله وغزة، وهذا ما لم يتح لغيرنا، حتى إننا حين قدمنا فقرة تحت عنوان “درس أخو شلن” كان يبعد عنا الرئيس الفلسطيني بضعة أمتار في قاعة المسرح، خلال مهرجان هيئة الإذاعة والتلفزيون في ذكرى انطلاق الثورة الفلسطينية، ورغم ذلك نطلب مساحة أكثر، ونتمنى أن تكون هناك مساحة حرية في الوطن العربي ليعبر الممثل من خلالها عن قضاياه، فيجب أن يكون هناك مساحة للفنان للنقد لأنه يقومنا ولا يعيبنا، وما يحصل من ثورات نتيجة كبت سياسي واجتماعي وإعلامي .
ما أهم أعمالك؟
- مسلسل “وطن ع وتر”، وستاند أب كوميدي مسرحية “غزة رام الله” .
هل هناك نية للاستمرار في تقديم أجزاء مسلسلك الساخر “وطن ع وتر”؟
- نحن على أتم الاستعداد لنكمل تقديم جزء رابع من المسلسل في رمضان المقبل، حيث صورنا 70 حلقة في الفترة الماضية شكلت ثلاثة أجزاء من المسلسل .
هل صحيح أن حلقة عن خطاب الرئيس الليبي معمر القذافي ضمن المسلسل منع بثها؟
- لقد كنت أعتقد ذلك لكون الحلقة تم تأجيل بثها لمراتٍ عدة، واعتقدت أنها منعت من البث، لكن اتضح أن الأمر تأجيل فقط، وقد تم بثها بتاريخ الرابع والعشرين من مارس/ آذار على تلفزيون فلسطين، وهذا يدل على مدى الحرية التي منحت لنا .