2012/07/04

"توق" غموض يلف صحارى الشرق بأساطيرها وخيالها
"توق" غموض يلف صحارى الشرق بأساطيرها وخيالها


عبد الله الحسن - إيلاف


إستطاع مسلسل "توق" أن يتحدى الطبيعة ويرسم لنا الخيال ويشخص لنا عوالم الجن والخرافات لتكون ملموسة ومسموعة من خلال قصص يحكيها لنا "سراب" الذي تابع ما يحدث في تأمل وحكى لنا ما لم نشاهده بأعيننا.

ولم يكن مسلسل "توق" من الاعمال التراثية العابرة، بل استطاع من أول حلقة بكاميرا مخرجه شوقي الماجرى أن يصور لنا أحداث السيل بطريقة متميزة جعلت المشاهد يتابع بشغف تلك التقنيات الحديثة التي نوه عنها المخرج قبيل الشروع فى العمل وأكد أن "توق" سيجد لنفسه مكانًا في الزحام الرمضاني .

ومن ناحية قصة العمل التى كتبها بدر بن عبد المحسن، و صاغها بحرفية وبتميز، واستطاع الماجري أن يجسد حكايا البدر في أفضل صورة، وبمحاورها الثلاث وهي: الخيال الممزوج بالواقع في "سراب" ، و الجن والأساطير الخرافية المرتبطة بـ"توق"، والعلاقة بين الشرق والغرب المتمثلة في رحلة التنقيب عن  الآثار وهيلين روز.

وربط المخرج شوقي الماجري بين تلك الأساطير المرتبطة بالمكان من حيث السيل وكيف أخذ سالم، وبين الخيال الممثل فى سراب الذى ظل يردد عبارته المشهورة "ما طاح مطر في غير موسمه الا عذاب"، وعلى الرغم من الاجواء البدوية في المواقع والملابس والشخصيات إلا أن الاسطورة وجدت لنفسها مكاناً من خلال بعض المشاهد الى استعان بها الماجرى لتأكيد هذا الجانب، كمشهد القطة السوداء، وكذلك لحظات ظهور توق وسط اشجار النخيل، ويبقى سدران «جفونه ثقال وعيونه سادرة وكبار» وهي الشخصية الغرائبية التي ارادها «البدر» لتكون روح المسلسل واسطورته ليحبك العمل بأركانه حبكة درامية متينة كان بالتأكيد لها الأثر الإيجابي على المشاهد.

أما من ناحية الملابس والديكورات خاصة وأن المسلسل تناول حقبة بعيدة إلا أن الماجرى رسم ملامح الشخصيات ببراعة وتألقوا جميعًا فى الأزياء والديكورات إذا تم بناء قرية العيدان خاصة لأداء المشاهد فيها لتطغى الواقعية على العمل التى اكتملت بأزياء الإنجليز ووسائل نقلهم وكأنك أمام تلك الفترة وتشاهدها كما هى بدون زيادة أو نقصان.

وبذلك إكتملت أركان العمل ليكون "توق" مسلسلاً آخر مميزاً يطل علينا فى شهر رمضان المبارك ويبقى الحكم النهائي عليه بعد متابعة باقي حلقاته مع إنتهاء الشهر الكريم.