2012/07/04

عتاب نعيم: الإذاعة تحتاج إلى ممثل قدير
عتاب نعيم: الإذاعة تحتاج إلى ممثل قدير


مصطفى علوش - تشرين


حدث أن اتفقت مع الممثلة عتاب نعيم على مكان إجراء اللقاء، وطبعاً المكان هو غرفة المخرجين في الإذاعة السورية، وبالمصادفة البحتة صادف أن حضر اللقاء الممثل والكاتب أحمد خليفة الذي اشترك معها في أكثر من عمل وقدم شهادة هامة فيها ورأى أنها ممثلة تتعب على أدوارها وتتفاعل مع عملها بطريقة إبداعية لافتة، وكانت هذه الشهادة بمثابة الوردة على صدر الممثلة عتاب نعيم التي تحدثت إلينا عن أهم المفاصل الفنية في عملها الفني:

اشتغلت في مسرح الطفل، ترى ماذا قدم لك مسرح الطفل وماذا تعلمت منه؟ ‏

عندي إحساس بأن لدي الكثير لم أقدمه لمسرح الطفل، ففي هذا المسرح يحتاج الممثل إلى إحساس عال، وفهم كبير لحالة الطفل الصغير بجسده، لكنه واسع الخيال، وأمام كل تجربة جديدة أشعر أن لدي أشياء كثيرة للتواصل مع الطفل، ولقد علمني هذا المسرح أشياء كثيرة، فالاحتكاك بالطفل الشفاف بالفطرة، يعني العودة للطفولة،هذا الطفل يحاول دائماً تذكيري بتلك المرحلة، وأنا لطالما شعرت بأنني لم أعش طفولتي كما يجب، وتعاملي مع الأطفال يأخذني إلى مرحلة الطفولة الجميلة. ‏

تتعاملين مع الدراما الإذاعية منذ وقت طويل، كيف تقيمين الإذاعة والدراما الإذاعية؟ ‏

الإذاعة شيء مختلف عن كل الفنون لأنها تحتاج لممثل قدير يكون قادراً من خلال الصوت على إيصال إحساسه وتعبيراته، فمن خلال الصوت يجري التعبير عن الزمن والمكان، ربما عدد الذين يتابعون هذه الدراما قليل، لكنها دراما مهمة، لأن المتلقي يسمع ويتخيل، إذاً ثمة مشاركة تفرضها هذه الدراما، حيث تشارك المستمع صوره، وتشعره أن ما يسمعه جزءاً من حياته. ‏

شاهدك الجمهور العربي في دور( سمية) في مسلسل عتنرة، حدثينا عن مشاركاتك التلفزيونية وطبيعتها وأهميتها؟ ‏


اشتغلت بأدوار كثيرة، ولكن لها خصوصية، مع العلم أن الممثل في البداية يوافق على المشاركة في كثير من الأعمال من أجل انتشاره الكمي، طبعاً حاولت اشتغال أدوار تلامسني وثمة أدوار صغيرة أمنت لي انتشاراً مهماً حيث شاركت مثلاً في خمسة مشاهد في عمل (أبو جانتي) وقد عرفت من خلال هذه المشاهد كثيراً ، وفي مسلسل عنترة اشتغلت دور المرأة العاقر (سمية) زوجة شداد، هذه الشخصية تحمل الكثير من المعاني المتناقضة، وقد علمتني الكثير. ‏

كيف تعاملت تمثيلياً مع التلفزيون وكاميرا الدراما؟ ‏

يعتمد التلفزيون على الإحساس الأول الذي تلتقطه الكاميرا من الممثل، في التلفزيون ثمة حالة تركيبة، بينما يختلف الحال في المسرح والإذاعة، في المسرح أعيش الأحاسيس الجميلة وأعطي أكثر من داخلي، وحتى الآن لم أحصل على فرصتي الحقيقية لأعبر عن الممثلة عتاب. ‏

كتبت العديد من الأعمال الدرامية في الإذاعة وغيرها ماذا عن هذا الجانب؟ ‏

أنا لا أعتبر نفسي كاتبة، أنا فقط أكتب من موقعي كممثلة، فأعيش بعض الأحاسيس وأشعر بأتي قادرة على تجسيدها فأقوم بتفريغها على الورق، وهي دائماً شخصيات مأخوذة من الواقع، ولذلك أشعر بأن عدداً من الممثلين الكبار يتناولون ما أكتبه ويحسون بما تلقوه.. ‏

ثمة حديث دائم عن الشللية التي يعاني منها الوسط الفني ، كيف تنظرين لهذا الجانب من حياة الممثل؟ ‏

عندما يصبح المرء مسؤولاً عن عمل،فالمؤكد ستلامسه هذه الحالة، الحالة لها علاقة باحتكاك مجموعة أشخاص ومدى قربهم من بعضهم البعض، نحن بالتمثيل نشتغل بالأحاسيس، وعندما يوجد شخص تتعامل معه فمن الطبيعي أن يكون هذا الشخص أول الناس الذين تتذكرهم، أنا هنا لا أبرر وجود الشللية، إنما أحاول تفهم سبب وجودها، وهي طبعاً لها علاقة بسويات الفنانين، فثمة ممثلون جيدون يتعاملون بشكل صحيح مع شخصياتهم، وحين تفرغ الشخصيات فإن تذكرهم يأتي فوراً من قبل المخرجين، وأنا أحمل الممثل مسؤولية لها علاقة بالتواصل لأن البعيد عن العين بعيد عن القلب. ‏

كأن المخرج السوري عموماً يميل لتكريس النمطية عند الممثل، وكأن المخرج لايحب المغامرة مع الممثل ؟ هل توافقين على هذا الكلام ؟ ‏

يحب المخرجون ما هو جاهز، لاسيما أننا نعيش في زمن سريع والأشخاص يبحثون دائماً عن الوقت ويبحثون عن عدم ضياع هذا الوقت، وحين يبحث المخرج عن ممثل لدور معين فإنه غالباً ما يبحث عن الممثلين الذين نجحوا في هذا الدور. ‏