2012/07/04
هيثم صالح - تشرين
لم تعد قنوات الفتنة والتضليل الإعلامي وعلى رأسهما «الجزيرة القطرية» و«العربية السعودية» تكتفي بتزوير الحقيقة وتشويهها والتحريض على الفتنة بين أطياف المجتمع السوري.
كما هو حالها منذ ثمانية أشهر بل إنها قد وصلت حد عدم القدرة على سماع الصوت الآخر ورؤية ما يقدمه من شواهد ودلائل واثباتات متذرعة بحجج لاتقنع أحداً.
فقد قطعت كل من الجزيرة والعربية بثهما المباشر للمؤتمر الصحفي الذي كان يعقده السيد وليد المعلم وزير الخارجية خلال عرض مقاطع توثيقية لما قامت به المجموعات الإرهابية المسلحة من أعمال إجرامية بحق المواطنين الأبرياء وعناصر الجيش العربي السوري والقوى الأمنية في مناطق متفرقة من سورية بحجة أن المشاهد فظيعة (وهي كذلك فعلاً) وإن الامتناع عن بثها هو للحفاظ على مشاعر المشاهدين وأحاسيسهم.
«الجزيرة» التي أدمنت منذ بداية الأزمة بث المشاهد الفظيعة التي ترتكبها العصابات الإرهابية المجرمة في سورية إضافة إلى جرائم وأحداث وفبركات وقعت في بلدان أخرى لساعات طويلة وإلصاقها كلها بقوات الأمن والجيش العربي السوري لتشويهها وتحريض المواطنين على بعضهم وعلى الدولة ومؤسساتها وقيادتها ولم تراع فيها حرمات أو أديان أو مشاعر, جاءتها الأحاسيس والمشاعر فجأة فتوقفت عن بث عدد من المشاهد لم يتجاوز وقتها الزمني خمس دقائق وقد كان عذر المذيع أقبح من الذنب نفسه عندما سوّغ امتناع«الجزيرة» عن بث المشاهد بأنها لم تكن موجودة في موقع الحدث ولم تتمكن من التحقق من صحتها.
والسؤال: متى كانت الجزيرة تتحقق من المشاهد التي تبثها على مدار الساعة عن سورية إذ كانت تنسبها إلى ناشطين؟؟! ومتى اعتذرت الجزيرة عن بث مشهد ثبت بالدليل القاطع أنه غير صحيح وغير صادق؟؟ ومتى اعترفت منذ بداية الأزمة في سورية بأنها وقعت في تضليل ولماذا لم تعترف بأنها تعرضت للتضليل عندما بثت كماً هائلاً من الأخبار والتقارير عن المواطنة «زينب الحصني» التي عرضت صورها المفبركة التي أظهرتها مقطعة قطعاً عدة؟؟ ولماذا لم تظهر «الجزيرة» زينب الحصني بعد ذلك مجمعةً وحية ترزق وتتكلم وتصف هذه القناة بالكذب والخداع والتضليل التي هي حالياً أصدق صفاتها.؟
لا يمكن لمن يشترك في الجريمة ويمول مرتكبيها ويسوّغ لهم أفعالهم الإجرامية أن يدين نفسه المجرمة, ويسمع صراخ الذين يصيبهم إجرامه, فيقتل أطفالهم الأبرياء ونساءهم ورجالهم وجنودهم وعناصر أمنهم ولذلك لم تسمع «الجزيرة» ولا مذيعوها ولا إدارتها ولا حكام البلد الذي تبث سمومها منه صراخ أمّ ساري ساعود وهي تدينهم وتقول: إن الارهابيين المجرمين الذين تمولونهم وتمدونهم بالمال والسلاح وتدعمونهم إعلامياً, وتظهرون أفلامهم الإجرامية بسرعة البرق هم مَنْ قتلوا ابني ساري ذا الأعوام التسعة.
ولم تسمع خال الشهيد وأقرباءه وهم يقولون إن دم ساري في أعناقكم وأعناق داعميكم إلى يوم الدين.
وهنا السؤال: كيف سمعت كل قنوات التضليل الإعلامي ومن خلالها كل مَنْ تسمي نفسها منظمات حقوق الإنسان والجامعة العربية وأمريكا وفرنسا أصوات الإرهابيين الخافت ة, وهي تقول «الطفل ساري ساعود» الذي قتله الجيش السوري ولم تسمع صراخ أمه الذي ملأ الكون وهي تقول لو كان الجيش موجوداً لما قتل الإرهابيون المجرمون ابني!!