2012/07/04

انقلاب الفنانين على تصريحاتهم: أين مسؤولية المشاهير تجاه جمهورهم؟
انقلاب الفنانين على تصريحاتهم: أين مسؤولية المشاهير تجاه جمهورهم؟


ماهر منصور - السفير


انتقد الفنان أيمن رضا، منذ أشهر عدة، مسلسل "صايعين ضايعن" الذي أدى دور البطولة فيه، وأبدى عدم رضاه عن الصورة التي خرج بها مسلسله "بقعة ضوء". وهو الذي كان قد انتقد أيضا المسلسلات الشامية عقب موسم شارك فيه في أكثر من عمل شامي. لكن رضا ليس الوحيد الذي يطلق تصريحات يتنكر فيها من أعمال كان شريكاً أساسياً فيها، وإن كان الأكثر وضوحاً ربما بين الفنانين. فقد سبق وانتقد الفنان عباس النوري الشكل التقليدي لما عرف بمسلسلات البيئة الشامية، بالرغم من أنه كان نجمها الأول. وعلى نحو مشابه شاهدنا أكثر من نجم شارك في تلك الأعمال ليعود وينقلب عليها بتصريحاته.

كما اعتدنا على نوع ثان من التصريحات، تثيرها غالبا معارك تشتعل بين مخرج وممثل، أو بين مخرج وشركة إنتاج، أو شركة إنتاج وممثل، يتبادل بعدها كل طرفين الاتهامات، وتنتهي بتعهد كل طرف بأن لا يعود للعمل مع الآخر. إلا أننا سرعان ما نسمع بعدها كلام "الغزل" بين المتنازعين، يعقبه إعلان عن المشاركة في عمل جديد مشترك.

تثير الصورة بمجملها أكثر من سؤال، يتمحور أهمها حول مسؤولية الفنان السوري عن العمل الدرامي الذي يقدمه، ومسؤوليته عن تصريحاته أمام جمهوره، ومصداقيته أمام هذا الجمهور، سواء في انتقاد عمل دافع عنه من قبل، أو في الهجوم على شخص ما والعودة لاحقا لامتداحه؟!

يعرف المطلعون اليوم على أجواء العمل الدرامي في سوريا، أن كثيراًُ من نجوم الدراما، ولا سيما أصحاب الأدوار الأولى باتوا يتدخلون في صياغة أدوارهم في أغلب الأعمال التي يشاركون فيها، ومنهم من يتدخل فيها إخراجيا أيضاً. وبالتالي يبدو مثيراً للاستغراب أن نسمع هجوماً من هذا الفنان أو ذاك على مسلسل كان شريكا فيه، ولا سيما حين ينتقد جانباً يمكن أن يختبره قبل التصوير أو خلاله، كالنص أو أداء المخرج على سبيل المثال!

وربما يشفع للفنان الذي ينتقد عملا شارك فيه، تقديمه مقترحا دراميا بديلا أفضل، كما فعل الفنان عباس النوري حين تجاوز انتقاده للمسلسلات الشامية نحو تقديم نموذج أفضل لدراما البيئة الشامية، من خلال "طالع الفضة". وقد قبض فيه على روح حكاية الجدات كما أحببناها في المسلسلات الشامية، لكنه سكب حكايته في زمان ومكان صحيحين من دون الإساءة إليهما خدمةً لحكايته. وبذلك قدم النوري ما يبرر انتقاده أعمالا كان نجمها الأول وعلى نحو يستحق التقدير.

وربما نبرر لانتقادات مشابهة مثل تلك التي ساقها الفنان أيمن رضا، باعتبارها تأتي من باب شجاعة "الاعتراف بالخطأ فضيلة"، وربما نقول في غزل المتخاصمين بعد سيل من التصريحات النارية: "الصلح خير"، لكن كيف نبرر للفنانين تصريحاتهم حين يهاجمون عملاً، ثم يسارعون بعدها للمشاركة فيه، كما فعل عدد ممن التحقوا بالجزء الأخير من مسلسل "باب الحارة"، ومن بينهم الفنان زهير عبد الكريم الذي انتقد المسلسل في ندوة "كاتب وموقف"، ثم وجدناه إثرها يشارك في بطولة الجزء الخامس منه؟!

تبدو تصريحات النجوم في هذا المجال غالبا مغرية للمانشيتات الصحافية. والأسهل من إطلاقها على الفنان هو تكذبيها. لكن أين مسؤولية الفنان منها تجاه جمهوره؟!