2013/05/29

انتهاء حرب الدراما «المصرية السورية»
انتهاء حرب الدراما «المصرية السورية»

  أحمد الجزار – المصري اليوم نجحت الدراما المصرية هذا العام فى تجاوز أزمتها مع الدراما السورية، بعد أن تفوقت لأول مرة فى الأعمال التاريخية، التى شهدت بعض المشاركات السورية سواء فى التمثيل أو الإنتاج أو الإخراج ومنها «كليوباترا» و«سقوط الخلافة» و«السائرون نياما» و«عابد كرمان» (لم يعرض)، و«أنا القدس» وغيرها من الأعمال التى أظهرت بوادر التطبيع «المصرى – السورى»، بعد أن دقت طبول الحرب خلال السنوات الماضية. ما حدث أنعش الدراما المصرية وجعلها تسترد مكانتها فى الإنتاج الدرامى بأشكاله على الساحة العربية، كما نجحت فى أن تجتذب إليها العديد من صناع الدراما السورية، سواء مخرجين أو ممثلين، وهذا ما تسبب فى وجود أزمة فى سوريا هذا العام مما أدى إلى توجيه عدد من النقاد السوريين اللوم لفنانيهم بسبب تركهم الدراما السورية، وقال بعضهم إن هجرة الممثلين السوريين إلى مصر أضعفت الدراما السورية، وطالبوهم بالعودة أو تحقيق التوازن، فى حين قال البعض الآخر إن الدراما المصرية استعانت بالسوريين كى تستعيد رونقها الذى فقدته خلال السنوات الماضية. ورغم كل هذه التصريحات، فإن الواقع يختلف تماماً، والدليل أن الدراما المصرية أصبحت مصدر الجذب الأول لصناع الدراما السورية حتى أكثر المتشددين منهم أمثال «عباس النورى» الذى هاجم الدراما المصرية طوال الوقت، لكنه تراجع عن آرائه المتشددة قبل العمل فى مسلسل «سقوط الخلافة»، وقد وصل عدد السوريين الذين عملوا فى الدراما المصرية إلى أكثر من 20 شخصاً بين مخرج وممثل معظمهم نجوم فى سوريا. قدم الإنتاج السورى هذا الشهر نحو 27 مسلسلاً منها التاريخى والشامى والاجتماعى والكوميدى، ووصل إجمالى ميزانياتها، وفقا لتصريحات مدير مركز صناعة السينما والتليفزيون فى سوريا، إلى 50 مليون دولار، وقد اعتمد تسويق هذه الأعمال على القنوات الليبية والجزائرية وبعض القنوات الخليجية، لكن أكدت تقارير ضعف تسويق الأعمال السورية هذا العام. أما الإنتاج المصرى فى شهر رمضان، فقد تجاوز 50 مسلسلاً بإجمالى ميزانيات يقترب من مليار جنيه، وقد نجحت الدراما المصرية هذا العام فى تقديم العديد من الأعمال المتميزة التى نجحت فى فرض نفسها على معظم القنوات العربية. الممثلة والمنتجة السورية سوزان نجم الدين ترى أن الدراما السورية مازالت موجودة بقوة، وأبناءها لم يتخلوا عنها ومعظم الممثلين الذين يعملون فى مصر يحققون التوازن بين الدولتين، وقالت: نادراً ما تجد ممثلاً يشارك فى عمل مصرى وغير موجود فى سوريا، وأعتقد أنى الوحيدة التى لم أفعل ذلك لأننى كنت مشغولة جدا بتجربتى فى مصر، كما أنه من الصعب أن أشغل نفسى بعملين فى وقت واحد، وأعتقد أن ذلك غير مفيد بالنسبة لى، خاصة أنه عرض علىّ أكثر من عمل سورى جيد، وسأحاول تفادى ذلك العام المقبل، خاصة بعد أن قررت أن أستقر خلال الفترة القادمة فى مصر. أكد تيم الحسن أن هناك من يريد إشعال فتن وهمية بين الفنانين العرب وابتكار مصطلحات غريبة مثل الغزو السورى للدراما المصرية لأن الجميع يدرك أهمية الفن المصرى فى المنطقة العربية وأيضا ازدهار الفن السورى، وبالتالى فإن تعاون سوريا ومصر فى مجال الدراما التليفزيونية أمر منطقى، وتبادل الخبرات الفنية بين البلدان العربية وإنتاج أعمال مشتركة دون النظر إلى جنسية أبطالها أمر مهم جداً، وقال: الأجور المرتفعة التى يتقاضاها الفنان السورى من شركات الإنتاج المصرية ليست السبب فى اشتراكه فى الدراما المصرية لأن الأعمال السورية هى الأخرى ينفق عليها بشكل مميز. ترى جومانا مراد وجود ملامح مشتركة بين الدراما السورية والدراما المصرية يتم دعمها بالتعاون المشترك بين البلدين، وقالت: قوة الدراما المصرية والسورية تأتى فى صالح الفن العربى الذى أصبح فى خطر من الغزو الأجنبى للفضائيات العربية، المتمثل فى مسلسلات لا تتناسب أغلبها مع ثقافتنا. رفض المخرج نادر جلال فكرة المقارنة بين الفن المصرى والسورى، فهو لا يفضل التعامل مع أى ممثل بجنسيته، بل بموهبته، وقال: التواجد السورى فى مصر أمر إيجابى للبلدين ويخدم فى النهاية المواطن العربى، ولا توجد حرب درامية بين البلدين لأن الدراما المصرية لها طبيعتها المميزة، وهذا ما يجعل معظم الوطن العربى يقبل عليها فنحن متميزون فى تقديم الأعمال الاجتماعية، فى حين سوريا تميزت فى تقديم الأعمال التاريخية نظرا للإمكانيات المتاحة لها والتسهيلات فى التصوير التى نفشل فى الحصول عليها فى مصر. الدراما الآن أصبحت عربية بسبب وجود إنتاج مشترك بين أكثر من جهة، ومعظم الأعمال المصرية التى تقدم الآن إنتاج عربى وليس مصرياً خالصاً، وهناك منتجون غير عرب يقدمون أعمالا مصرية وأنا منهم لأنى فلسطينى وأشارك قنوات خليجية وقطاع الإنتاج فى إنتاج مسلسل مصرى مثل «ملكة فى المنفى»،   كما توجد قنوات عربية تمول منتجين مصريين لإنتاج أعمالهم لذلك فإن عملية التطبيع الفنى موجودة منذ فترة طويلة، والإنتاج المشترك فى صالح الأمة العربية بأكملها وليس لصالح بلد واحد، خاصة بعد أن نجحت هذه الأعمال فى استقطاب فنانين من جميع أنحاء الوطن العربى، سواء ممثلين أو مخرجين أو فنيين، كما نلاحظ هذا العام فلأول مرة تستقطب الدراما ممثلين أمثال عابد فهد وعباس النورى وكندة علوش، بالإضافة إلى نجوم سبق لهم التواجد أمثال جمال سليمان.