2013/05/29
ندى الأزهري – الحياة
قد يكون الآوان لم يفت بعد لاختيار «المسلسل»، الأكثر إثارة، الأشد امتاعاً، والأقوى حضوراً. لكن أين هو تحديداً؟ وما الذي يدفع المشاهد لاختيار عمل ما من اللحظة الأولى بين هذا الكم، وبناء على أي معيار؟ أهو القصة، المخرج أم الممثلون؟
قلنا القصة ولم نقل المؤلف لأن معظم المشاهدين لا ينتبهون لاسمه، وهو أمر مؤسف بالتأكيد (في بعض الحالات فقط). القصة عنصر أساسي، إنما تلك لا يحكم عليها من حلقة او حلقتين إذ تجب المتابعة للتأكد من جودتها وللتمسك بالعمل او للتخلي عنه تماماً. إذاً، ما الذي يجعل المشاهد يتعلق بمسلسل معين وهو يتعرض لهجوم كاسح من أعداد لا تحصى منها؟ بالنسبة الى كثر هم الممثلون في أغلب الظن. فمن يعجب مثلاً بتمثيل يحيى الفخراني، كحالي، سيحاول التقاط حلقة من «الخواجه عبد القادر» ولكن حين يقع على مشهد فيه عمال في الجبل يكسرون الصخور وهم ينزلون ويرفعون ما يفترض أن يكون فؤوساً ويبدون في حركتهم أقل إقناعاً من أولاد صغار يهددون برشاش بلاستيكي، سيقول في نفسه «ما هذا الاستخفاف بعقولنا؟»! قد يبحث عن مشهد يبدو أكثر إقناعاً، فيتحول نحو مسلسل آخر مضحياً ببطله المفضل موقتاً على الأقل ولا سيما حين يفاجأ بوجه مشوه بطريقة عجيبة، فيقول أيضاً لنفسه «اين سبق ورأيت هذا الماكياج الذي لا ينسى؟» فيتذكر أنه كان وجه سلاف فواخرجي في «الولادة من الخاصرة» وقد أعارته على ما يبدو إلى زميلها في الجزء الثاني من العمل. وتصدق التوقعات فنحن في الجزء الثاني من هذا المسلسل المليء بالمبالغات للمخرجة الموهوبة سابقاً رشا شربتجي. هنا قد يتوقف المشاهد بعض الشيء بدافع الفضول للإطلاع على مدى انعكاس الوضع السوري فيه.
ومرة ثانية لا يكذب التوقع، فها هو خفيف الظل باسم ياخور يهين ويذل المواطنين ويحمل مع عصابته الرشاشات مهدداً أمنهم وكأنه «شبيح» محترف. وبما أن الانعكاس توقف على هذا وكان ما تبقى حافلاً بالبكاء والصراخ... كان الإغراء بالمغادرة كبيراً لمشاهدة الممثلة السورية المفضلة سلافة معمار في «ارواح عارية». لكن المرء سيفاجأ بمسلسل باهت وحوار ممل وتكون المفاجأة أكبر حين رؤية اسم المخرج الذي أعجب بأعمال سابقة له «الليث حجو»، تجاهل هو الآخر، عدا النواحي الفنية المذكورة وغير المذكورة أعلاه، ما يمر في بلاده فكانت الشخصيات (على الأقل إلى الآن) تسرح وتمرح مطمئنة في أماكن آمنة.
مضت ساعات لم ينفع معها أي اختيار على أي اساس ربما علينا الهبوط بالسقف. لكن... ها هي صورة مختلفة وأداء متميز وسيناريو يبدو غنياً وإخراج جديد بأسلوبه يحاول التشبه ببعض الاعمال الاميركية (هذا ليس مديحاً في هذا المقام!)... إنه يستدعي الصبر والمتابعة، على الأقل لمعرفة العنوان واسم المخرج، ما عليكم سوى متابعة «سر علني» لغادة سليم للتأكد.