2013/08/16

«سكر وسط» .. دراما بحاجة للمزيد من السكر
«سكر وسط» .. دراما بحاجة للمزيد من السكر

 

سلوان حاتم  - الثورة

 

 

في الموسم الرمضاني عادة لا يحتاج المسلسل إلى التقديم والتعريف بشكل كبير به كي يستطيع جذب المشاهد إلى متابعته لأن المتابع قد يشعر بالملل والانصراف عنه ..

صراحة هذا ما فرضه الموسم الرمضاني على كثير من الأعمال ومنها مسلسل (سكر وسط) تأليف مازن طه وإخراج المثنى صبح.‏

لا شك أن هذا العمل من الأعمال التي استطاعت أن تدخل الموسم الرمضاني بشكل صحيح إذ انتقل مباشرة إلى عمق أحداثه بعد أن (أفلت) من الدخول في الأزمة في سورية فعاد بقصته إلى سنوات سابقة ولكن بطريقة لا تختلف تفاصيل أحداثها عن ما يعانيه السوريون خلال هذه الأزمة . وخرجت القصص التي طرحت فيه من إطار الحدث الرئيسي الواحد فتعددت الاحداث وتعدد الممثلون وانتقلت الكاميرا بين عدة عائلات لتروي لنا حكاياتهم, وإن كانت بعض المشاهد جاءت بطريقة غير مقنعة من حيث التمثيل حيث شعرنا أن بعض الممثلين لم يبذلوا جهداً في تأدية المشهد الدرامي إلا أن البعض استحق الإشادة بما قدمه وخاصة الثنائي رامز أسود ويحيى بيازي اللذين استطاعا لعب دورهما بحرفية لدرجة أنك لوهلة تصدق أنهم (زعران) و (مشكلجية) كذلك الحال ينطبق على سوسن ميخائيل ونادين تحسين بك .‏

الدور الذي أدته سوسن ميخائيل يستحق الوقوف عنده بشكل متأنٍ إذ قدمت دور المستغلة لعملها غير القانوني أساساً والذي يستحق أن يكون دوراً رئيسياً في العمل لأنه شكل موجود ولو كان مبالغ فيه وربما نستطيع أن نقول إن العمل ككل مبالغ فيه في الأحداث حيث ظهرت الشخصيات بطريقة أكبر من الواقع وهنا قد نبرر ذلك للمؤلف كونه أراد تضخيم الشخصيات كي تبرز في ظل زحمة الأدوار والأحداث فسوسن ميخائيل في دورها مثلت نموذجاً من المجتمع وهي ليست علامة فارقة فيه .‏

غاص المسلسل في حكايات كثيرة فأخذ من العقارات ومشكلة السكن مادته الأولية وضمن ازدحام السكان رأينا العديد من القضايا التي تطرق لها كموضوع السرقة والابتزاز والخيانة والرشوة والفساد والطلاق والانحراف والقتل والشرف وما إلى هنالك من أحداث (مشينة) تحدث في المجتمع ما جعلنا نصاب بحالة من الصدمة لكثرة تطرق المسلسل لهذه القضايا, وهنا لابد أن نسأل: لماذا كل هذا الازدحام في المأساة؟.. ولماذا نسلط الضوء دائما على سلبيات تحدث في أي مجتمع كان دون أن نبرز الأشياء الجميلة فيه؟.. وهل أصبح ذوق المشاهد العربي بهذا السوء حتى يجذبه دائماً الحديث عن الحالات السلبية في المجتمع..؟‏

فنحن كمشاهدين بتنا نحتاج إلى جرعة أكبر من السكر حينما يسلط الضوء على قضايا الشباب ولا ندري إن كان هذا الخلط في القصص يأتي ضمن إطار مصلحة العمل أم ضمن إطار ما يليق بالدراما الاجتماعية السورية تقديمه.. ويبقى الحكم للمتابع الذي ربما رأى في سكر وسط ما لم يره الآخرون.‏