2016/11/29

غسان مسعود: إذا لم أقدم هذه الشخصية في السينما.. فاعتبروني ميتاً
غسان مسعود: إذا لم أقدم هذه الشخصية في السينما.. فاعتبروني ميتاً

بوسطة - دانا وهيبة

يشارك الفنان غسان مسعود في بطولة فيلم "الكتابة على الثلج" مع المخرج رشيد مشهراوي والفنان عمرو واكد، وتدور أحداثه حول تعرض مخيم فلسطيني لقصف إسرائيلي، فيحاول أحد المتطرفين أن ينجو بحياته ويذهب للاختباء في منزل أحد المناضلين، لكن الأخير يُفاجأ بتكفير هذا الشخص له واتهامه بالخيانة، لتتصاعد الأحداث وتدور بعدها في إطار مشوق.
مسعود تحدث في لقاء له مع مجلة لها بأن ما أعجبه في هذا الفيلم هو انضمامه إلى قائمة الأعمال التي تؤكد دور السينما في مقاومة التطرف والإرهاب والاستعمار.
وأبدى عدم قلقه من العمل مع عمرو واكد بعد اتهامه بالتطبيع إثر مشاركته في أحد الأفلام مع فنان إسرائيلي واعتبره نجم عالمي ومن النجوم القلائل الذين نجحوا في إثبات أنفسهم في هوليوود، متوقعاً له مستقبلاً فنياً واعداً، كما رأى بأن اتهامه بالتطبيع مع إسرائيل ظلم فهو يشارك في بطولة الكثير من الأعمال العالمية، ومن الصعب أن يعرف جنسيات كل المشاركين فيها، وعلم بالصدفة عن وجود ممثل إسرائيلي في أحد الأفلام التي شارك فيها، اذ وقع في ورطة بدون قصد، وأصبح من الصعب عليه الانسحاب من هذا الفيلم.
مسعود شكر صنّاع الدراما والسينما المصرية على تقديمهم عروض سنوية له للمشاركة في أكثر من عمل، وأرجع سبب اعتذاره عنها لعدم اقتناعه بالدور أو تدني الأجر، مبدياً عدم رضاه عن أحوال السينما المصرية الحالية مقارنة مع أفلام الستينيات والسبعينيات، ورأى بأن السينما تمر بأزمة خطيرة، فهناك شركات تنتج أربعة أفلام شهرياً وتظهر دون المستوى، لاعتمادها على الراقصة والغناء الشعبي، وهذه كارثة، فالأفلام ذات المضمون الهادف نادرة، ونوه إلى أن آخر فيلم مصري أعجبه هو "الفيل الأزرق".

وفي سؤاله عن رأيه بمشاركة النجوم السوريين في الدراما والسينما المصرية، عبر عن سعادته بهذه الخطوة خاصة وأن كل واحد منهم استطاع أن يثبت نفسه بقوة، وفي الوقت نفسه تقدم بخطوات هادئة وواثقة ولم يتعجّل الشهرة، ورأى بأن الفنان السوري جمال سليمان أصبح جزءاً من النسيج المصري، فاستطاع أن يدخل قلوب المصريين عبر المسلسلات التي شارك فيها خلال السنوات الماضية، ومن أبرز الفنانين السوريين الذين لفتوا نظره كندة علوش.
كما صرح مسعود بأن الشخصية التاريخية التي يرغب في تجسيدها خلال الفترة المقبلة هي شخصية "المتنبي" قائلاً "إذا لم أقدم شخصية المتنبي في السينما قبل وفاتي، فاعتبروني ميتاً وأحلامي لم تتحقق، وأنا أهدف الى تقديم هذه الشخصية خلال الفترة المقبلة".
الممثل القدير رفض تلقيبه بـ "الفنان العالمي" و قال "من المعيب أن ألقب بذلك، حتى وإن لعبت بطولة أكثر من فيلم في هوليوود، فهذا اللقب يتضمن نوعاً من الاستفزاز والتعالي على زملائي في الوسط الفني العربي... لذا أُفضّل لقب فنان فقط"، ولفت بأن الصورة الخاطئة المأخوذة عن العرب والمسلمين في الغرب جعلت مشاركة النجوم العرب في هوليوود خجولة، كذلك كشف عن تلقيه عروضاً لأربعة سيناريوات سينمائية للمشاركة في أفلام تُظهر الصورة الخاطئة للعرب وتسيء لهم، حيث انحصرت شخصية العربي فيها ما بين الإرهابي الذي لا يعرف إلا القتل والتفجير، والعربي الثري المتعدد العلاقات النسائية، بالمقابل صرح بأنه خدم الإسلام عن طريق الفن والأفلام التي قدمها، والتي دافع من خلالها عن المسلمين، مضيفاً "وفي النهاية وجدت من يدّعون الإيمان يتهمونني بالإساءة الى الإسلام ويهددونني بالقتل ويكفّرونني، وسؤالي الوحيد: من خدم الإسلام؟ الفنان الذي خدم دينه من خلال أفلامه ومسلسلاته، أم الإرهابي الذي لا يعرف سوى الذبح والتفجير؟"
وأعترف بأنه إنسان كسول تجاه ما يخص المناسبات الفنية، فهو لا يحب الظهور في الأوساط الاجتماعية الفنية، وليس لديّه صداقات من داخل الوسط الفني، كونه يميل الى الوحدة ولا يلهث وراء الشهرة والأضواء، لذلك يعتذر دائماً عن المشاركة في أي مهرجان سينمائي، أو عن حضور المناسبات، حيث لا يرى ضرورة للتواجد في هذه المناسبات، التي تتعارض مع طبيعته كما قال. 
كما رفض الرد على اتهامه بالغرور وأعاد سبب هذه النظرة تجاهه إلى قلّة ظهوره الإعلامي، وميله إلى الانعزال عن العالم الخارجي والزهد في الدنيا والتفرغ لقراءة كتب الفلسفة والتصوف ، قائلاً "لو أنني بالفعل شخص مغرور لكنت بحثت عن الشهرة والنجومية... لكن هذه الأمور لا تشغلني أبداً."
وبالختام تطرق إلى قلة ظهوره الإعلامي موجهاً تحية احترام للصحافة، وأشار بأنه يتحدث إليهم في حال وجود عمل مهم فالإطلالات اليومية في الإعلام لن تضيف الى الصحافة أو إليه شيئاً.