2012/07/04

إنتاج الأفلام القصيرة في المؤسسة العامة للسينما
إنتاج الأفلام القصيرة في المؤسسة العامة للسينما

  أنتجت المؤسسة العامة للسينما بين عامي 1963 و 1970 ثلاثين فيلماً قصيراً حسب إحصائية أوردها المخرج صلاح دهني في بحث قدمه إلى منظمة التربية والثقافة والعلوم العربية ضمن دراسة شملت تاريخ وواقع السينما السورية. وقد تنوعت مواضيع الأفلام القصيرة وتعددت أساليبها ومضامينها واتجاهاتها. كما تفاوت عددها بين عام وآخر، ففي إحدى السنوات لم تنتج المؤسسات سوى فيلم قصير واحد بينما أنتجت أكثر من عشرة أفلام في عام آخر. وأنتجت بعض الأفلام الروائية القصيرة عن قصص قصيرة لكتاب معروفين، ولم يتجاوز عددها عدد أصابع اليد وغلب الطابع السياحي على الأفلام القصيرة فمعظمها كان عن المدن والمواقع الثرية والمهرجانات والمعارض، وبعضها كان عن الانجازات الاقتصادية والخدمية، وتغني بعض المخرجين بجمال الطبيعة من جبال وأنهار. في عام 1964 تم إنتاج فيلم واحد وهو الروائي القصير "طائر القرية" إخراج جان لطفي، ويتحدث عن مخاطر هجرة الفلاح من الريف إلى المدينة والمفارقة أن المخرج جان لطفي هاجر من سورية إلى أميركا اللاتينية، وزارنا مرة أو مرتين ثم انقطعت أخباره فيما بعد. وقد حل ضيفاً على مهرجان دمشق الدولي الأول لسينما الشباب باسم مدير جيوريكاردو، ونال فيلمه (طائر القرية) إحدى جوائز المهرجان. في عام 1965 تم إنتاج فيلمين الأول بعنوان ذكريات من دمشق إخراج محمد شاهين، والثاني بعنوان حلب إخراج نبيل المالح. في عام 1966 تم إنتاج سنة أفلام، ثلاثة منها بتوقيع المخرج خالد حمادة وهي، قصر الأحلام، (المهرجان الكبير) عن إحدى الفعاليات آنذاك و (سورية 66) عن مختلف نواحي الحياة والعمل في ذلك العام. الأفلام الثلاثة الأخرى كانت لصلاح دهني عن الزجاج السوري، وكيفية صناعته وأنواعه، وفيلم (لون وحياة) لنبيل المالح، وفيلم (على ضفاف العاصي) لبشير صافية. في عام 1967 يخرج محمد شاهين فيلماً عن معرض دمشق الدولي وأخرج من قبل ثاني الأفلام الروائية القصيرة في المؤسسة وهو (زهر في المدينة).. وقد توقف الإنتاج السينمائي بسبب عدوان حزيران، وتوقف العمل عدة أشهر بالفيلم الروائي الطويل (سائق الشاحنة) الذي كان قيد التصوير في ذلك العام. في عام 1968 تعود الأفلام ذات الطابع السياحي، فيخرج بشير صافية فيلماً عن (القلاع في سورية) ويخرج مروان مؤذن فيلماً عن أوجه الحياة والعمل بعدوان (سورية 68) ويخرج محمد شاهين فيلماً عن (الماء والحياة) وأهمية الماء للزراعة والإنسان. ويخرج خالد حمادة فيلماً بعنوان (طريق أخضر إلى البحر) عن دور الطلبة في شق طريق ساحلي. في عام 1969 يرتفع عدد الأفلام القصيرة إلى 12 فيلماً متنوعة المواضيع، ومن الأفلام التي ركزت على الجانب الاقتصادي، منها فيلم (الذهب الأبيض) لمروان مؤذن عن إنتاج القطن و (سد الفرات) لمنير جباوي عن أهمية بناء سد الفرات و (البترول في سورية) لفاروق عبيسي، عن أهمية استثمار البترول وطنياً واستخدامه في المعركة ضد العدو. وعن مظاهر الطبيعة والحياة أخرج مروان مؤذن فيلماً بعنوان "لون ونغم" وأخرج محمد شاهين فيلماً عن نهر بردى وأهميته في حياة سكان دمشق. ويذهب المخرج خالد حمادة إلى صيدنايا ليخرج فيلماً عنها، كما يخرج فيلماً عن المرأة سورية وعلى يدي حمادة ينجز ثالث الأفلام الروائية القصيرة بعنوان "شموس صغيرة" عن جندي فرنسي يدور في أزقة دمشق القديمة. ويدلي بشير صافية المتخرج من معهد السينما في القاهرة بدلوه فيخرج فيلماً عن الجامع الأموي بدمشق، وأهمية التاريخية والمعمارية، وفيلماً عن التعليم في سورية. ويعود محمد شاهين بفيلم عنوانه (حديث شجرة يابسة) عن الفلكلور والآلات الموسيقية المصنوعة من الخشب. ويختم نبيل المالح هذه المرحلة بإخراج فيلم عن القضية الفلسطينية بعنوان (إكليل الشوك)، ويقول عنه المخرج في مجلة الحياة السينمائية. "إكليل الشوك اعتبره بالرغم مما أراه فيه من نواقص أول محاولة لفيلم جاد عن القضية الفلسطينية، ونكسة حزيران 1967 وحرارة مخاض حركة تحرير تحاول أن تفرض وجودها كل ذلك جعل القضية الفلسطينية تعبيراً ذاتياً للفنان عن رفضه للقيم السائدة واعتماد الكفاح المسلح". وهكذا تختم هذه المرحلة من عمر الإنتاج السينمائي السوري مرحلة بدايات صعبة، ولكنها تعتبر مرحلة مخاض لإنتاج أكثر خصوبة وحرارة في المرحلة التي تلتها.   عن ذاكرة السينما في سورية