2012/07/04
عهـد صبيـحة
لا يمكن لأي متفرج شاهد فيلم طبرق Tobruk إلا أن يقف مشدوها من تفاصيل حرب شاهدها في أفلام كثيرة من قبل لكنه الآن فقط ذاب فيها. لم تكن تفاصيل الحرب العالمية الثانية بأكثر روعة قبل هذا الفيلم، حتى فيلم "إنقاذ الجندي رايان" وفيلم "خليج هاربر" لم يصلا إلى مستوى روعة هذا الفيلم، مع احترام فارق مقدرات الإنتاج بين أفلام هوليوود والأفلام المستقلة. يدعوك الفيلم إلى التأمل، بحس رومانسي يصل إلى الذوبان مع الشخصيات، في رهافة تفاصيل هؤلاء الجنود القابعين في مكان لا يعرفون عنه شيئاً، وينتظرون الموت ولا يجمعهم قي النهاية إلا هو.
يبدأ الفيلم في معسكر تدريب في العجمي_مصر سنة 1941 بقدوم مجندين جديدين وهما (بوسبيشل) ذو الوجه الطفولي، و(ليبرمان) اليهودي الغاضب، ينضمان إلى وحدة عسكرية من الجيش التشيكي بقيادة الرقيب (بورني) ويدربها العريف القاسي (كوهاك). على مدى نصف ساعة يقدم لنا الفيلم باقي عناصر هذه الوحدة، وأبطال الفيلم، يكونون معرفتهم الأولى ببعضهم من خلال مشاهد متقنة (الملاكمة- الخمارة- بيت الدعارة- الغانية). كل ذلك قبل إرسالهم إلى طبرق على الحدود الليبية لمواجهة الجيش الفاشي.
متى يصلون إلى طبرق يبدؤون معركة مع الجيش الفاشي على الجنب الآخر، وتبدأ ذخيرتهم بالنفاد كما يبدأ ضغط القوة الفاشية يزداد عليهم. يتساقط الجنود واحداً تلو الآخر. يظن (بوسبيشل) أن أصدقاءه قتلوا في إحدى المعارك، فيتوه في الصحراء، ليعود مرة أخرى إلى كتيبته ويُقتل في نهاية الفيلم. وربما يكون مشهد مقتل الجنديين على يمين ويسار الجندي (ليبرمان) من أروع مشاهد الحرب.
تتوحد مشاعر الجنود على الجبهة، يكتبون وصاياهم الأخيرة، يحلمون بأعمالهم البعيدة في وطنهم، يتصارعون، يتصالحون، وفي النهاية يـُقتلون لتكتمل السيرة. ومع أن الفيلم ذكر أن أحداثه ليست حقيقية لكن حساً من الواقعية صبغ هذا الفيلم، خصوصاً بعد أن صرح بطل الفيلم، بعد نهاية عرضه في المهرجان بأن جزءاً كبيراً منه مستوحى من مذكرات جنود الحرب الذين عاشوا تلك التجربة في طبرق.
نجحت الموسيقى في عكس حالة الكآبة، وكشفت مواقع التصوير جو العزلة القاتل للمكان، كما قدم الممثلون (روبيرت نبرينسكي) مع زملائه دروساً في التوحد مع الشخصيات بقيادة مخرج ذكي يستحق التحية وأكثر من ثلاثة جوائز (الأسد) التشيكية التي حصل عليها الفيلم.
فاكلاف مارهول
من مواليد براغ 1960. بعد أن درس في أكاديمية براغ السينمائية عمل لسنوات مع فرقة (براغ 5) المسرحية بالإضافة إلى عمله في استوديوهات باراندوف. أسس في العام 1997 شركة إنتاج (الشاشة الفضية) مخصصة لإنتاج الأفلام الروائية، قامت بإنتاج أول أفلامها الروائية فيليب الذكي عام 2003، كما أدى مارهول بعض الأدوار السينمائية والتلفزيونية.
أهم افلامه مخرجا وكاتبا: Tobruk 2008 وSmart Filip 2003